الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جرائم السلطات البيئية في ايران

صافي الياسري

2016 / 7 / 31
مواضيع وابحاث سياسية



- مضمار المياه –
صافي الياسري
ارتكبت وترتكب السلطات الايرانية جرائم بيئية مرعبة في مضمار المياه ،فقد حرفت نهر الكارون عن مصبه في شط العرب ،لارواء المزارع التي يمتلكها حرس خميني في حوض الكارون واراضي الاحواز ،ما اضر الى حد بعيد ببيئة شط العرب ومياهه التي انخفض منسوبها ما ادى الى صعود مياه الخليج المالحة وحرمان بساتين الفاو ومزارعها من المياه العذبة وتصحيرها ،كذلك اصبح شط العرب غير صالح لمعيشة الاسماك التي تعيش في المياه العذبة بسبب ارتفاع نسبة الملوحة فيه وانقراض انواع كثيرة من الاسماك وافقار السلة الغذائية لسكان ضفاف شط العرب ، ولم يكتف حرس خميني بالحاق الاضرار بالبيئة العراقية في شط العرب بل اضروا بها بشدة على امتداد الحدود العراقية الايرانية ،ففي حدود محافظة ميسان سلطوا مياه المبازل الناجمة عن ارواء مزارع قصب السكر التابعة لحرس خميني على اهوار وانهار المحافظة ليقتلوا اشكال الحياة فيها ،كذلك قطعوا 42 رافدا ينبع من الاراضي الايرانية ويصب في الاراضي العراقية ،ودمروا الزراعة والرعي وتربية الحيوانات على طول اراضي ومدن العراق الحدودية ،هذا بالنسبة لجرائم الارهابيئية الايرانية في العراق ، اما في ايران فالامر لايقل سوءا ،حيث تم للحرس تجفيف المياه الجوفية في عموم ارياف وقرى ايران التي تعتمد الزراعة بالري من مياه الابار ،ما ادى الى هجرة مريعة من قرى الريف الايراني الى المدن الكبيرة وسكنى عشوائيات نزعت عنهم كل حقوقهم كمواطنين ونشرت بينهم الامراض والبطالة والانحراف تبعا .
وفي تقرير عن جريمة ارهابيئية اخرى في ايران تعرضت له بحيرة ارومية قال تقرير نشرته العربية نت :ان عملية رهابيئية غريبة النوع تتعرض لها بحيرة إيرانية شديدة الملوحة، ورأت "ناسا" الأميركية لغزها في صور التقطها أحد أقمارها الاصطناعية، وأصابها ما رأت ببعض الحيرة، لأن لون مياه "أرومية" المستمد اسمها من مدينة بالاسم نفسه في محافظة "أذربيجان" القريبة بالشمال الغربي الإيراني من الحدود مع تركيا، تغيّر بأقل من 3 أشهر إلى آخر مختلف تماماً، وبدا معه المشهد كأنه مريخي، لا حياة فيه.
الصور التقطها قمر Aqua أو "الماء" باللاتيني، والدارس من ارتفاع 100 كيلومتر في الفضاء تبخر وترسب المياه ودورتها الطبيعية على الأرض، وفيها ظهرت مياه Urmia يومي 20 و23 ابريل الماضي، بلونها المعروفة به دائماً، وهو الأخضر المائي الداكن. لكن أخرى التقطها "أكوا" في 9 و18 يوليو الجاري، بدت فيها المياه حمراء كما لون الدم المسفوك، وتظهر في الصورة ألواح خشبية وبقايا سفن مهجورة والبحيرة
تتوفر عنها معلومات وافية "أونلاين" بعدد من اللغات، يسمونها Urmiya أيضاً، وكانت الأكبر بالشرق الأوسط، والثالثة في العالم بمساحتها البالغة 5200 كيلومتر مربع، مساوية تماماً لنصف مساحة لبنان، وهي تستمد مياهها من 21 نهراً ورافداً، منها الدائم سريانه، والآخر موسمي، إضافة إلى تسربات من ذوبان الثلوج تأتيها من جبال محيطة، كذلك من الأمطار، مما كانت نسبته 235 ملليمتر سنوياً، وتقلصت إلى أقل من 40 حالياً بسبب التغيرات المناخية في المنطقة والاحتباسات.
لكن سبب غزو الجفاف للبحيرة طوال 14 سنة مضت "يتعلق بعوامل زراعية واقتصادية في المنطقة، فتقلصت بنسبة الثلثين" وهو كلام دبلوماسي الطراز، ورد بتقرير نشره في فبراير 2015 برنامج إنمائي بالأمم المتحدة، مهتم منذ 1997 بأزمة المياه الإيرانية، لأنه لا يذكر ما تقوم به السلطات من ممارسة "إرهابيئية" دائمة على البحيرة، وأدت إلى دمار حقيقي لحق ببيئتها ومياهها التي كانت وافرة بالماضي.
يؤكد ذلك أن ألواحاً خشبية وبقايا سفن مهجورة بدأت تظهر، بسبب انخفاض منسوب الماء الناتج عن بناء السلطات لأكثر من 200 سد حتى 2012 قطعت بها تدفق الأنهار إليها، بهدف نقلها إلى المناطق المركزية، وبسياسة التجفيف قلت المياه عن السكان الأذريين، ممن يمكن مشاهدة فيديو يمكن العثور عليه في "يوتيوب" وهو بعنوان "الآذريون يحتجون على تجفيف بحيرة اروميه في تبريز" حيث تظاهروا غضباً مما ينال البحيرة من خراب مشهود عمّ جوارها ومياهها، وأدى إلى زيادة ملوحتها وتبرعم عضويات وبكتيريات تريليونية العدد ومجهرية الحجم في مياهها التي جفت أكثر مع الصيف.
تلك العضويات والبكتيريات التي غيّر تكاثرها لون الماء من أخضر داكن إلى أحمر دموي، ينتمي نوعها إلى عائلة عريقة من الطحالب يسمونها Dunaliella فيما اسم البكتيريا Halobacteriaceae وهي فخذ من فصيلة عتائق الملحائيات، الفارزة صبغة حمراء، معروفة باسم Bacteriorhodopsin وفق ما نشر في موقع "ويكيبيديا" المعلوماتي، والمتضمن أنها تنشط كمضخة بروتونات، تستمد طاقتها من الضوء الشمسي، ونقرأشيئاً من "ناسا" عنه بموقع Science World Report الأميركي العلمي، والذي تطرق لموضوع البحيرة، وأبدى قلقاً عليها.
وما تضخه هو بروتونات تفرزها عبر غشاء خليتها إلى الخارج، لتنتج عنها بروتونات مركبة، تتحول بدورها إلى طاقة كيميائية تتغيّر معها خصائص الوسط المائي المتبرعمة فيه بالتريليونات، وانخفاض منسوب المياه يؤدي إلى تسلط مزيد من الضوء عليها خصوصاً بالصيف، فتنشط أكثر، وعندما يحل الشتاء ويقل الضوء ويزيد منسوب المياه المنحدرة إلى البحيرة، تقل ملوحتها ويقل ضخ البروتونات، فيغيب الأحمر الدموي ويعود الأخضر الريّان، لكن نسبة الاخضرار بدأت تقل ويزيد الاحمرار عاماً بعد عام، لذلك فإن "أرومية" قد لا يبقى فيها سوى بياض الملح المترسب فقط، إذا استمر الإرهاب البيئي يفتك بها في إيران.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?كلات فلسطينية شهية تحضير الشيف عمر ???? دايركت عالمعدة


.. هل تعرضت ماريانا للا?ذى من إحدى صديقاتها ????




.. صراع بيل غيتس وإيلون ماسك، أنت مع من؟ | #الصباح


.. وفد بقيادة رئيس الموساد ديفيد برينغ يتوجه إلى قطر لبدء جولة




.. طائرة الرئيس الصيني ترافقها طائرات مقاتلة بعد اختتام زيارة إ