الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تذويب الثورة -1-

طارق سعيد أحمد

2016 / 7 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


تدفع بكميات مكثفة ومضغوطة الحكومة المصرية الحالية إلى الشارع المصري الإحباط، ويقف المواطن في منتصف المفارقات التي تُحبك نهايتها لصالح النظام الذي تحرص أفعاله على أرض الواقع لتذويب الثورة!. والسؤال الأدق.. لماذا يحاول النظام تذويب مفاهيم الثورة؟!. ولا يمكن الإجابة على هذا السؤال قبل طرح السؤال الأول.. أين تقع الثورة على خريطة الأحداث المصرية وأين الثوار؟. وما هو الحجم الحقيقي المتبقي من قيم الثورة داخلنا؟. وهل معنى الإستقرار هو ترك روح الثورة والإرادة الثورية كعنوان رئيسي على صفحة 25 يناير و30 يونيو؟! ولماذا فرغ النظام الشحنة الثورية من الكيانات الثورية؟. يبدو أن ما انتجه نظام السيسي هو طرح الأسئلة لا الإجابة عنها بالسير عكس المتوقع.

من أهم اسهامات الموجات الأولى والثانية للثورة المصرية أنها رممت النسيج الاجتماعي المصري وأضفت عليه روح وطنية بمذاق ثوري طازج وسدت الثقوب الثقافية ووحدت الصفوف فضلا عن أنها خلقت هدف وطني عظيم وحقيقي، كان قادرا على أن يزيد من قوة تماسك النسيج الاجتماعي المصري الذي تُقام ضده اليوم محاولات لتفكيكه ثقافيا واقتصاديا، بإختلاق الفتن بين المسلمين والأقباط في صعيد مصر مثلا، والعمل على تفاقم الإشكاليات بينهم وغيرها من الأمور والعوامل التي تسرع من حركة التفكيك وتعميقها خصوصا أن الأجواء الإقتصادية الطاحنة للمواطن المصري تؤثر بشكل مباشر على طبيعة مزاجه الثقافي والسياسي ومن ثم يكون تأثير ودرجة حساسيته أشد وقابل للأفكار السلبية والمذيبة لمفاهيم كبرى كونها الوعي الجمعي خلال قيامه بأمواجه الثورية والتي لم تؤسس "إلى وقتنا هذا" قيمها للدولة المصرية المأمولة والمنتظرة.


يتكئ النظام الحالي على شعبية تكونت خلال عام حكم الإخوان وكانت تتسع يوم بعد يوم مع اكتشاف الشعب المصري الوجه الحقيقي للجماعة، والإحساس الجمعي بضياع الوطن هو من كون وشكل فكرة انتظار "المخلص" لكن بمرور الوقت تتقلص هذة الشعبية بدرجة كبيرة وتتآكل، والمعيار هنا ردود أفعال المواطن المصري البسيط الذي تتدهور أحواله بشكل ملحوظ، وإذا أضفنا ملف التضيق على الحريات في هذا السياق سوف تتجلى الصورة أكثر وتتضح بثقوبها السوداء الموزعة في مواضع مختلفة على الهيكل السياسي المصري، ومن ثم الرهان على تحقيق انجازات حقيقية قومية صعب وتشير معطيات اليوم إنه درب من دروب المستحيل.. لماذا؟.

بداية من 25 يناير وإلى 30 يونيو استطاع المواطن المصري أن يلقي بهمه الشخصي في الشارع الذي تحول إلى وعاء سياسي وثقافي مهول استوعب كل تفاصيل ما امتلاء به المواطن طوال الـ 40 عام الماضية وهضم كل أفكاره الكبرى والمشاعر الإنسانية التي كانت تحوم حولها ودعمتها طاقتها حتى يوم تنصيب "السيسي" على عرش مصر كنهاية لمرحلة وبداية لأخرى توجه فيها الظن الجمعي للمصريين وقتها أنه انتصار لأفكارهم الثورية بتقديم "السيسي" كمخلص وقائد وطني!. لكن بدا هذا المشهد غريب اليوم بعد انقطاع أوصاله في ضوء إصرار النظام على العمل دون جاذبية لركيزته الأولى.. الثورة!.

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة