الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة المضحك المبكي

سمير هزيم

2016 / 8 / 1
الادب والفن


المضحك المبكي.
في تسعينات القرن الماضي. ذهبنا جروب سياحي الى تركيا .. في سيارة فان حيث كان تعدادنا مع السائق ثمانية
.. كنّا نستغل ذهابنا للسياحة الى تركيا فكنّا نتسوق من تركيا ... عندما كانت تركيا بلد رخصة جدا
احد الأصدقاء وكانت أمه ترافقه في هذا المشوار كان عمرها قد تجاوز الستين ... بينما كنّا جميعنا في الثلاثينيات من عمرنا .. وجد في احد المحلات سجادة كبيرة وجميلة رخيصة الثمن.
اشترى الصديق السجادة الجميلة ..
في طريق العودة بينما كنّا كلنا نغني الاهازيج الشعبية السورية. حدثت مفاجأة غير متوقعة بان توفيت أم صديقنا بالسكتة القلبية ...
احتار الجميع ماذا نفعل. هل نذهب الى المشفى ونقوم باجراءات الوفاة. وهذه تحتاج الى وقت طويل اضافة الى إجراءات النقل.
ام ندفنها في تركيا ...
كان صديقنا مرتبكا لا يعرف ماذا يفعل ولغتنا التركية سيئة جدا ولا يوجد من هو يتكلم الانكليزية من الأتراك المتواجدين في المكان ..
الكل بدا يتساءل ماذا نفعل.
السائق. قال الأفضل ان نأخذها الى سوريا ..
ولكن كيف .. على الحدود لن يقبل الأمن العام عبورها وهي متوفاة.
خطر ببال الصديق ان يلف أمه بالسجادة التي اشتراها ويضعها على شبك سطح الفان. محزمة مع الحقائب وباقي الأغراض ...
الجميع وافق على الفكرة .. .
في منطقة الحربيات. بالقرب من الحدود السورية كان يتوجب علينا ان نتناول الطعام فليس أمامنا اي مطعم الا في حلب
نزلنا. الى احد المطاعم لتناول الطعام قبل ان نعبر الحدود.
تغدينا بشكل طبيعي .. دفعنا الحساب
خرجنا من المطعم فكانت المفاجاة الأكبر.
ان السجادة مسروقة .. فتشنا هنا وهناك .. سألنا كل من كان في المكان لكن احدا لم يشاهد اللصوص
وقع الجميع في حيرة جديدة .. ماذا نفعل. هل نذهب الى الشرطة ... ماذا سنقول لهم .. هل نقول ان في داخل السجادة ام صدقنا متوفاة
جلسنا بالقرب من الفان قرابة ثلاث ساعات. نتداول الحلول .. كانت كل الحلول مستحيلة او اننا سنتعرض الى مشكلة ومسؤولية قانونية كبيرة.
اخيراً توصل الجميع الى حل ان نتابع المسير ونتخلى عن ام صديقنا المتوفاة.
ان صديقنا خسر أمه وخسر السجادة
عبرنا الحدود .. وصلنا الى دمشق.
ذهبنا كلنا مع صديقنا المكلوم الى منزله .. كان ابوه وإخوته بانتظارهم فرحين بعودة الام وأخوهم .. دخلنا جميعا آلى ارض الدار .. جلسنا جميعا في الليوان ... من دون كلام وبعد لحظة صمت قصيرة .. سأل الأهل.
وينها أمك يا عماد ..؟.
بكى عماد بكاءا شديدا .. وهو يقول .. سرقوا السجادة . سرقوا السجادة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب


.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس




.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد


.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد




.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد