الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المائدة السورية حافلة بكل الأصناف الجيدة .. لماذا الاصرار على أصناف محددة .. أيها الفاسدين لن ننساكم .

خليل صارم

2005 / 12 / 18
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


أعتقد أن الكثير يعرفون النكتة التي سادت في أواخر السبعينات ومانزال نرددها أحياناً في هذه الأيام .. وهي أن أحد الرؤساء الأمريكيين في زيارة له لموسكو عاصمة المغفور له الاتحاد السوفييتي السابق قال للزعيم السوفييتي .. ان الحرية في أمريكا تفسح المجال للمواطن الأمريكي كي يشتم رئيسه دون أن يعاقب .. رد الزعيم السوفياتي قائلاً : عندنا أيضاً يستطيع المواطن أن يشتم الرئيس الأمريكي بكل حرية دون أن يعاقب ..
- كذلك عندنا وبكل فخر فالمواطن يستطيع أن يشتم أياً كان خارج الحدود . أما في الداخل فالنقد .. حتى النقد المضاف اليه الماء للتخفيف .. ممنوع .. ممنوع ..ولو زعموا أنه مسموح ..؟!! عفواً ففي هذه الأيام هناك نقد وان كان مبرمجاً لايرفع مؤشر مقياس الحرارة . ذلك أن الفساد قادر على الالتفاف ..قادر على اختلاق الافتراءات والتهم ..هو يمسك بخناق القانون .. يمسك بخناق الدوائر والمؤسسات ..يتحكم بمفاتيح الهواء .. فيرفع الجرعة متى يريد .. ويخنقنا متى شاء .
- هذه حال المعارضة في مايسمى بالوطن العربي ... الذي لم يكن يوماً بين الأحياء حتى نقرأ الفاتحة على موته .
- أقول هذه حال المعارضة في عالمنا .. مسموح لها أن تتحدث بكل شيء الا أخطاء الأنظمة ... قلت أخطاء ( أعتذر ) بل جرائم الأنظمة بحق مواطنيها ومجتمعاتها وأوطانها ..!! ذلك أن أصغر أخطائها هو جريمة في عرف الانسانية والقوانين الحضارية وحتى البدائية منها .
- لاتقفوا عند هذه الطفرة في هذه الأيام ( نعم طفرة ) .. لقد تغاضوا عن بعض الانتقادات .. حتى نهاية الموسم .. مسايرة للموضة .. وعندما ينتهي الموسم .. ننظر في الزي الجديد .. الذي ستقاومه الأنظمة .. خلا .. الأشهر الأخيرة فقط
بحيث لايتبقى فرصة لتجربة المقاسات .
مع ذلك فان سوريا هي الوحيدة المؤهلة (في هذا العالم العربي ...؟؟) للاتجاه بخطوات ثابتة نحو النهج الديمقراطي ضمن مناخ الحرية بثقة مطلقة وتوحد كافة القوى الوطنية ..العلمانية والديمقراطية الصحيحة واليسار الجديد أو المجدد المتطور داخلياً وطرح نمط جديد لم يعهده هذا المحيط المتخلف فارضةً منطقاً عصرياً على المنطقة كون المجتمع السوري بما يملك من طاقات ووطنية وقدرات عالية على استيعاب الحضارة بوجهها العلمي النظيف , وإعادة تكريس المنظومة الأخلاقية قادر على استيعاب ذلك كله وإعادة طرحه وفق نمطية نموذجية يحتذى بها .
- ان من يعرف المجتمع السوري عن كثب . يعلم تماماً مدى قدرات هذا الشعب وطاقاته الإبداعية والكم الهائل من المواصفات الانسانية والوطنية التي يتمتع بها بشكل متميز عن بقية الكثير من شعوب هذا العالم . هي بحاجة فقط لمن يحسن تفجيرها وهذا واجب المثقفين السوريين أينما كانوا والى أي طيف سياسي انتموا . وعليهم أن يتناسوا كل شيء إلا أنهم سوريون . ذلك أنه لايوجد في سوريا الا القلة حتى ولابيت أو عائلة لم يتألموا أو يتأذوا من ممارسات الفاسدين وسفالتهم الذين لم يتركوا محرماً الا واستباحوه بدءا من حقوق المواطنين وكراماتهم وأموالهم وانتهاء بالمال العام , واعتبار كل مايقولونه ويفعلونه هم ..الفاسدون .. قانوناً واجب الاحترام والتطبيق على حساب القانون الحقيقي . مابالكم اذا كان من يملك القدرة على ذلك تافهاً غبياً أحمقاً . حيواناً وساقطاً بكافة المعايير . هذا ماعاناه المواطن السوري الذي أصبح مجرد رقماً في سجلات الإحصاء طيلة العقود المنصرمة .
- رغم كل هذه المعاناة لاحظوا عندما أحس المواطن أن الخطر قد يحيق بالوطن كيف تناسى كل شيء في مواجهة الخطر الخارجي , فسوريا عنده قبل أي اعتبار آخر . وبعد انتهاء الخطر والاطمئنان على الوطن , يمكن له أن يستدير لإبراز فواتيره واستحقاقاته بمواجهة كل من أفسد وتطاول على كرامات المواطنين وأموالهم . أن يعتقد الفاسدين بأننا سننسى , فهذا هو المحال بعينه فإذا تغاضينا عن اللصوصية والسرقة و( التشبيح ) وانحراف القضاء .. ولن نتغاضى ... فمن يعيد لنا سنوات العمر التي أهدرت سدى وكانوا هم السبب في ذلك .. أليس هذا هو الأمر الذي لايمكن أن يعوض ..؟؟
- الداء الذي ليس له دواء هو أن هؤلاء مازالوا يمارسون سلوكياتهم القذرة في حين أن كل مواطن يتطلع الى مايحدث خارج الحدود وكأن الوطن لايعنيهم في شيء .. هذه هي قمة الخيانة والسقوط . وعليهم أن يدفعوا الثمن مضاعفاً ولاندري الى متى سيبقى النظام يؤجل معالجة سلوكيات هؤلاء الساقطين طالما أنه تبنى التطوير والتحديث ومكافحة الفساد .. فبهذه الوتيرة البطيئة بشكل قاتل يحرق الأعصاب تجعل من الفساد يبني مناعة مضاعفة ذلك أنه هو بالتحديد الذي يمهد للخطر الخارجي ويغدر بالوطن والمجتمع .؟؟!!!!!
نسأل لماذا هذا البطء .. هل هو بانتظار ماستفسر عنه الأحداث المتوالية بتسارع يزداد بمرور الوقت .. يمكن أن تتسارع الإصلاحات بنفس الوتيرة .. يجب ألا تترك فسحة تنفس للفاسدين , لأنهم خبروا كيف يتعاملون مع الوقت ويبدلون جلودهم وأقنعتهم .. انهم يسيطرون على كل شيء .. حتى الوظائف احتكروها لهم ولأبنائهم وأقاربهم وأصدقاء محظياتهم .. وابناء قواديهم .. وشركائهم ومبيضي أموالهم .. بينما أبنائنا ينتظرون كذبة .. التسجيل ودور التأمينات .. هذا الدور الذي أصبح كالأسهم في البورصة يرتفع مؤشره بازدياد الطلب .. الشباب المنتظرين .. لم يعودوا شباب .. اقتربوا من متوسط العمر وهم بالانتظار .. انتظار ..ماذا .. غودوا .. أم الفرج ..أي فرج . حتى اسم باب الفرج يجب أن يتغير .. ليصبح باب الوهم .. الى متى الانتظار .. هؤلاء المسؤولين .. مالكي المؤسسات والدوائر .. ما الذي يفعلونه حتى يتمتعوا بكل هذه الميزات .. ألعبقريتهم أم لغبائهم .. ألشرفهم أم للصوصيتهم وعفنهم .. أم للخطط الكاذبة .. الوهمية التي يتحفوننا بها بين الفينة والأخرى
انهم بالحقيقة خونة بكافة المعايير ويعملون بتناغم واحد مع الضغوط الخارجية .. ثم يتكئون على الكراسي الدوارة ويبدأون بالعلك الفارغ عن الوطنية والتصدي .. وينهقون بالمباديء التي اهترأت من كثرة الاستعمال وأصبحت بحاجة الى *نصف نعل جديد * لقد فاض كيلنا ولم نعد نحتملهم .. ونحتمل وجوههم القذرة .. ليرحلوا عنا ولتبدأ محاسبتهم بطول الوطن وعرضه .. هذا هو المهرجان الأكبر .. وهذا هو عرس الوطن الحقيقي الذي مللنا من انتظاره .. أما السير البطيء .. فإلى متى .. عشرة سنوات .. عشرون .. نصف قرن آخر ..ولكن .. هل بقي في العمر بقية تكفي .
لاحظوا ماذا يحدث الآن .. الوطن كل الوطن .. مستنفر .. مستفز .. يرقب خارج الحدود .. يراقب الهجمة .. وهم الفاسدون منشغلون بتبييض أموالهم المنهوبة .. وتحويلها الى عقارات .. ومزارع .. حتى أنهم تسببوا برفع أسعارها الى الحد الأعلى .. ولم يعد المواطن العادي مسكناً ملائماً يأويه .. انهم يشترون كل شيء .. وأي شيء .. يجمعون الذهب .. يشترون العملات الصعبة .. وهم من تسبب برفع أسعارها . بلا رحمة .. فالمال لم يجنوه بعرق جبينهم .. لذا فلا قيمة له .. يطرحونه بالكميات .. فيهبط سعر الليرة . ومع ذلك هم باقون على رأس عملهم .. ونسوا أن كل مصنع ومؤسسة ومشروع مقسمين على ثمانية عشر مليون سهم .. أي أن لكل مواطن سهماً .. اذاً فهم يسرقون الجميع .. فإلى متى سيستمر الصمت على لصوصيتهم . ومع ذلك هم الأكثر حديثاً عن الشرف والأمانة .. ؟؟؟!!!! .
سيادة الرئيس .. الطاولة السورية عامرة بكافة الأصناف .. فلماذا لاتمتد الأيادي الى كافة الأصناف .. لماذا الإصرار على طعم واحد وصنف واحد
تذوقوا بقية الأصناف وسترون أنها أطيب مذاقاً ونكهة ً وأكثر جودة ولاتخشوا شيئاً فانها أكثر وطنية أيضاً وأكثر حرصاً على سوريا .. كل سوريا .... على الأقل لم يطاولها الفساد بعد ولو أنها تأذت منه .. أما الصحن الفاسد فليصلح فوراً او يركن جانباً فقد تسبب بتسمم الوطن .. كل الوطن .
- . أيها المثقفون السوريون الشرفاء اتحدوا .. اتحدوا . واثبتوا للشارع .. للأكثرية الصامتة .. أنكم طليعة يمكن أن يثق بها وان سوريا قبل كل شيء وفوق كل شيء . والا فان نطقت هذه الأكثرية الصامتة .. فلن يكون ذلك في مصلحة أحد .
- لاتحملوا الأمور أكثر مما تحتمل . انظروا الى الجانب البسيط بعيداً عن التنظير والفلسفة والتعقيد واستحضار المصطلحات فالمضمون واحد ولو قلناه بكل اللغات الحية والمنقرضة إن وحدتكم فقط .. القادرة على الوقوف بوجه ثلاثية التحالف المقيت .. العدو الخارجي ..والفساد ..والقوى المتخلفة . والفساد أولاً لأنه الأخطر والأقذر . وإلا فإلى الجحيم سائرون بسرعة وثبات واصرار . .
- قد يقول قائل .. أننا نحرض في الوقت الذي يتكالب فيه الأعداء وفي ظروف غير مناسبة .؟؟. لكن استمرار الفساد ماذا يمكن أن نصفه ؟؟.. وهو الأكثر خطورة وهو الذي يهيئ الظروف للخطر بل هو المنتج المستمر لمزيد من الأعداء داخلياً وخارجيا ً . هو الذي ينتج ردود أفعال يحولها ذوي النوايا الخبيثة الى عداء . !! هذا ردنا بعد أن فاض الكيل ولم نعد نطيق الانتظار أكثر . ..*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا...اليمين المتطرف في الصدارة | #غرفة_الأخبار


.. الشرطة الإسرائيلية تصد متظاهرين يطالبون الحكومة بعودة المحتج




.. اشتباكات عنيفة بين قوات من الجيش الإسرائيلي وعناصر من الفصائ


.. اقتصاد فرنسا رهين نتائج الانتخابات.. و-اليمين المتطرف- يتصدر




.. كيف نجح اليمين المتطرف في أن يصبح لاعبا أساسيا في الحياة الس