الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق لعب السعودية

بدرالدين بلعيبود
أستاذ جامعي

(Belaiboud Badreddine)

2016 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


إن اللقاءات الأخيرة لشخصيات سعودية مع مسؤولين وكوادر صهيونية تعتبر سابقة خطيرة في السياسة الخارجية السعودية، لا أحد ينكر العلاقات والاتفاقيات تحت الطاولة بين الطرفين، ولكن أن يزور مسؤول سعودي سابق وهو اللواء السابق أنور عشقي الكيان الإسرائيلي مع وفد من الأكاديميين ورجال أعمال ويلتقوا بمسؤولين صهاينة كبار بعلم مسبق من السلطة السعودية وبتغطية إعلامية موثقة من طرف الإعلام الإسرائيلي تعتبر طفرة في السياسة الخارجية للمملكة، وسبقت هذه الزيارة إشارات في نفس النسق مع لقاءات متكررة للأمير تركي الفيصل مع مسؤولين وشخصيات من المجتمع المدني الإسرائيلي.
ربما تكون حالة التخبط الذي يعيشها النظام السعودي منذ الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران والتي وقعته أمريكا دون استشارة حلفائها في الخليج ومن دون تقديم ضمانات ملموسة، فشعرت السعودية حينذاك أنها مجرد حليف ثانوي لأمريكا، فالمملكة منذ بداية ما يسمى بالربيع العربي تبحث عن إنجاز تعزّز به دورها الإقليمي، فبعد فشلها الكبير في إدارة الملف السوري بعد تراجع الدور القطري، دخلت في حرب ضد جارتها اليمن بدعوة استرجاع الشرعية، وحاولت من خلال هذه الحرب تأمين الحديقة الخلفية لها ومحاولة استئصال الحوثيين الذين تعتبرهم حلفاء لإيران، فالسعودية لن تقبل أبدا بكيان سياسي موالي لإيران على حدودها، لكن تحولت هذه الحرب إلى مستنقع حقيقي لا يدري السعوديون كيفية الخروج منه بمكاسب مقبولة، إن السياسة الهادئة - نوعا ما- التي كانت تتميز بها القيادة السعودية تحولت إلى اندفاع وتهور بعد اعتلاء محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزارة الدفاع.
أرادت السعودية أن تفرض نفسها على الساحة العربية كقاطرة للدول العربية بعد "الخريف العربي" الذي أضعف العديد من الدول المحورية، فدور مصر تراجع بشكل كبير وحاولت السعودية جاهدة ضمها لصفها من خلال المساعدات الاقتصادية والهبات المالية، ومن خلال القمم العربية حاولت المملكة تشكيل تحالف عسكري عربي وحشد الصفوف ضد إيران والنظام السوري وحزب الله اللبناني، لكن لم يتم لها ذلك، وكانت دولا كالجزائر والعراق ولبنان وعمان قد أفسدت عليها "الإجماع العربي".
ورقة أخرى أرادت السعودية اللعب بها وتحقيق مكسبا لها هي القضية الفلسطينية، حيث يعمل النظام السعودي على تجسيد الخطة العربية التي تؤدي في حالة تنفيذها لمزيد من التنازلات من طرف الفلسطينيين وذلك من خلال التخلي على مبدأ حق العودة وتخلي كل الفصائل الفلسطينية عن حقها في المقاومة، فبالوصول إلى اتفاق تاريخي مع الكيان الصهيوني يضرب النظام السعودي ثلاثة عصافير بحجر واحد، أولهما لعب دور إقليمي في المنطقة والثاني إبعاد تركيا - التي تحاول زعامة محور سني- عن القضية الفلسطينية والآخر قطع الطريق عن إيران وحلفائها وعزلهم نهائيا عن فلسطين، حيث تعتبر إيران وسوريا الممونان الأساسيان للأسلحة لفصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية، فهل سيربح آل سعود بلعب هذه الورقة أم تكون كسابقاتها؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مساع للتوصل إلى توافق في قمة سويسرا بشأن أوكرانيا للضغط على


.. قائد قوات الدعم السريع: بذلنا كل ما في وسعنا للتوصل إلى حل س




.. الناخب الأميركي على موعد مع مناظرتين جديدتين بين بايدن وترام


.. خلافات في إسرائيل إثر إعلان الجيش -هدنة تكتيكية- في بعض مناط




.. إذاعة الجيش الإسرائيلي: غالانت لم يعرف مسبقا بالهدنة التكتيك