الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة اولية للفضيحة البرلمانية

ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)

2016 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


حضر السيد وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي الى مجلس النواب بتاريخ 1/ 8 بناءا على طلب استجوابه من قبل عدد من البرلمانيين ، وفي مقدمتهم النائبة عالية نصيف التي اتهمها سابقا بانها كانت تروج طلبات التعيين والنقل لاقرباء لها في وزارة الدفاع ، وانها تحاول ابتزازه بطلب استجوابه . . وعلى كل حال فان السيد وزير الدفاع قد حضر الاستجواب . ورغم ان وقائع جلسة الاستجواب قد حجبت عنا بامر من رئيس مجلس النواب او بامر من الحكومة ، فان بعض وقائع هذه الجلسة قد وصلت الينا عن طريق تسريبات من داخل مجلس النواب . كما ظهر السيد رئيس المجلس على شاشات التلفزة مهددا باللجوء الى القضاء ازاء الاتهامات التي وجهت له من قبل المستجوب وزير الدفاع . حيث اتهمه علنا بالفساد ومحاولة ابتزازه . وقد شمل الاتهام عددا من النواب البارزين ايضا . ويلاحظ بان هذا الاتهام قد جاءلاول مرة من تحت قبة مجلس النواب بالاسماء والارقام ايضا .
اننا لم نندهش من اثارة هذه الفضائح لان كثيرا من المتصدين للعملية السياسية سواء في الحكومة او البرلمان لهم ملفات فساد عديدة . قسم منها معروض على هيئة النزاهة وقسم اخر نشر في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي . . الا اننا نجد ولاول مرة نشر مثل هذه الفضائح وعلى رؤوس الاشهاد من داخل مجلس النواب ، ومن قبل وزير دفاع لا زال في منصبه . لاننا نعرف بان من يغادر المنصب يكيل الاتهام دائما الى الاخرين .
وبالرغم من ان السيد وزير الدفاع يبدو لنا بانه مهني ويعمل بجد في وزارة الدفاع لتطوير الجيش العراقي ، ولم تثار عليه اي شكوى من فساد في وزارته لحد الان . الا اننا نتسائل عن اسباب عدم تقديمه لمثل هذا الاتهام قبل استجوابه ولماذا اثارها في مجلس النواب بالذات ، ان هذا يعطي الانطباع بان لديه شئ يخفيه ، او يخشى كشفه في جلسة الاستجواب . ونحن لا ندعي بكل تاكيد بان وزير الدفاع عليه اتهامات بالفساد ، ولكننا نتسائل عن الاسباب التي دفعته لاتهام هذا العدد من البرلمانيين قبل استكمال مهمة استجوابه .
اننا لا يمكن ان نبت في صحة هذه الاتهامات الان ، او نرفضها . . حيث ان هناك دعاوى كثيرة سوف تقام بهذا الشان . وحتى هذه الدعاوى سوف لن يبت بها من قبل القضاء العراقي ، لانه اساسا اما قضاءً توفيقيا وكأنه هيئة تحكيم وليس هيئة قضائية تبت في القضايا باحكام قاطعة باتة . مثلما جرى سابقا . او انه يخضع احيانا لضغوطات السلطة التنفيذية لما لها من اثر كبير للتدخل في كثير من القضايا التي سبق وان عرضت على القضاء . كما ان هيئة النزاهة لا يمكن الركون الى قراراتها ، لانها لم تقم بواجبها بامانة ونزاهة . وكل ما رايناه لحد الان هو احالة موظفين صغار الى القضاء . وقد تركت الحيتان الكبيرة من مافيات الفساد الحكومية والبرلمانية دون مسائلة ،. ولا زالوا يمارسون مهامهم الوظيفية والبرلمانية غير مبالين باي تهديد قانوني او قضائي . يضاف الى هذا كله ان السيد وزير الدفاع في اتهامه هذا سوف لن يستطيع اثبات اي واقعة من الوقائع التي طرحها في مجلس النواب من قضايا الفساد . لان اثبات مثل هذه الوقائع من الصعوبة بمكان .
وعلى كل حال فاننا نرى في هذه الفضيحة حجر كبير قد ازيح من تحت العملية السياسية في العراق تكشف لنا عظم الهاوية التي ستسقط فيها . فالشعب ناقم والخدمات مفقودة والفساد في تزايد مستمر . . واننا في انتظار رصاصة الرحمة الاخيرة .
ادهم ابراهيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة طالب في البحرية المكسيكية إثر فشله في فتح مظلته أثناء ق


.. إعلام مصري: توقعات بوصول وفد إسرائيلي إلى القاهرة خلال الساع




.. بتسجيل الصوت وتحليل الكلام.. الذكاء الاصطناعي يتنبأ بمرض ألز


.. نتنياهو: أي اتفاق بشأن غزة يجب أن يتيح لنا مواصلة القتال حتى




.. الحكومة البريطانية تتدخل لإنهاء حرب غزة.. وستارمر يبحث مع با