الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خانة الذكريات تنتظر ديسمبر ( الجزء الثالث )

حسام جاسم

2016 / 8 / 2
الادب والفن


لم أراها بعد ذلك .

رحلت عقلا لكنها حققت حريتها و لازالت تمسك المرآة وهي مجنونه كما كانت تمسكها وهي عاقلة نست كل شيء امها و اخيها لكنها لم تنسى المرآة و عرض الازياء .

لم أزورها بعد تلك الامور لانني خائف من مواجهه الحقيقه المره .

سكت صوت مريم داخل المسجل ليظهر سامر
قنوع في طموحاته و لا يريد تغيير العالم فهو يتبع القطيع و رأي الاغلبيه . تمنى ان ينجح من السادس الاعدادي ورغم ذلك لم ينجح و ترك المدرسة دون سابق انذار .
قاطعة رامي ليصدح بأغنيته الخاصة و يصمت !
اتحت المجال ل (هدى) لتتكلم عن نفسها فهي لم تقاطع احد و لم تتسرع في وضع بصمتها الصوتيه في المسجل .
فقلت لها : هدى ما هو طموحك الذي قد تقاتلين من اجله ؟
قالت : الاعلام نعم الاعلام اريد ان اكون اعلاميه لرصد الفساد و كشف الارهاب لقد تعبت و انا ارى الانفجارات تأخذ صديقاتي نحو الجنه دون اختيارهن لا لجنه او جحيم ولكن المفخخه أخذتهن بعيدا .
اقشعر جسدها و هي تذرف الدموع بأستحياء .

لقد كانت هدى تملك مشاعر مختلفه عن بقيه عائلتها كانت عائلتها بسيطه ليس لهم طموح سوى النوم و الاكل و العمل .
لكنها ارادت اثبات ذاتها بشيء مميز يجعلها قوية نظرت اليها بنظرة امل و قلت لهم : اكتملت الاحلام و سنحتفظ بهذا الشريط بعد عقد من الزمن لنرى من حقق احلامه ؟؟؟
سكت المسجل و تخلص من آلامه الكاذبه .

مر عقد كامل على هذا الشريط و لم تتحقق احلام احدهم بل اندثرت و صارت استهزاءا لانهم لم يقاموا حتى هدى التقيت بها بعد 10 سنوات و قلت لها : كيف حال الاعلام ؟
ردت بسخريه ضاحكه : انه لعبة الكبت و النفاق .

تركت هدى المدرسة في 17 من عمرها لتتزوج ابن خالتها الذي يقاربها بالسن .
اصبحت تعمل لديه في خدمة البيت وهو يخونها و يستغل طيبتها .
تركت له البيت و رجعت الى اهلها طلبت مني ان اراها ذهبت اليها بعد طول غياب .
تغيرت ملامح وجهها ذلك البياض الناصح اصبح خيال شبح
ذاك الشعر الناعم الطويل اصبح كشعري قصير للغايه لكن عيونها لازالت تحمل نفس البريق كشمس تشع انوثه .
قضينا ساعات متواصله تحكي لي فيها عن 5 سنوات ضاعت من عمرها بسبب الزوج الغبي .
قلت لها : لماذا لم تقاومي و تحققي احلام الاعلاميه التي ترقص في داخل عقلك ؟!
- لقد تغلب اليأس و اصبحت كارهه لكل طموح .
- الطريق مفتوح و انت من يقرر السير باتجاهه لا تنتهي الاحلام بعد الفشل . الفشل هو عدم تقرير المصير .
ودعتها و مضيت افكر !!
لماذا لم يسألني احد عن احلامي داخل الشريط ؟ لقد سألت الجميع و لم اسئل نفسي !!

اصابني الخوف ان تضيع احلامي كضياعهم
عزلت نفسي عن رؤيتهم الا عن طريق الصور القديمه خفت ان يتسلل الفشل الى كياني بعدوه منهم .
ارجعت الذكريات كلها للخانه و اغلقتها .
اتت الكهرباء بعد انقطاع متواصل
ارتميت على السرير و صرخت هل تتحقق احلامي في ديسمبر القادم ام انها مجرد خرافه ؟
ولماذا انتظر ديسمبر و هو بعيد نحن في آب و لا تنتهي الاحلام في آب ما زال لدي الكثير حتى ابلغ ديسمبر الحالم .
:
:
:
:
ملاحظه : جميع شخوص القصه لا علاقه لهم بحياتي الشخصيه انهم نماذج من مجتمع ساذج و مقهور .
انهم هواجس تحتاج الى حرية و ايادي تحمل قناديل لانقاذهم من مستنقع اعتبروه حقا و واجبا لانهم لم يجدوا غيره ولم تترك لم حريه الاختيار ليقرروا مصير الحياة الحره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان