الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول قرار حظر حزب البعث الإرهابي

عدنان يوسف رجيب

2016 / 8 / 2
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


حول قرار حظر حزب البعث الإرهابي

عدنان يوسف رجيب

أقدم مجلس النواب العراقي يوم أمس، السبت 30 تموز 2016 على خطوة وطنية طال إنتظارها، تمثلت بحظر حزب البعث من التواجد في حياة الشعب العراقي، كونه حزبا للإرهاب والجريمة المستمرة، وذلك اسوة بـ الكيانات المنحلة والانشطة العنصرية والارهابية والتكفيرية.
لقد عم العراق اليوم فرح كبير وإستبشر العراقيون بأخبار حظر حزب البعث.... تعرية حزب إجرامي أضر كثيرا بالشعب العراقي وبمسيرة التقدم التي حصلت، والتي إجهضها حزب البعث بجرائمه و تسلطه على الشعب والوطن العراقي.

العراقيون (وكذا السوريون)، يعرفون ماهية حزب البعث القومية العنصرية المتطرفة غير الوطنية.... تأسس على غرار أفكار حزب هتلر النازي الألماني، وحزب موسوليني الفاشي الإيطالي....هكذا أقام ميشيل عفلق حزبه البعثي، مع البيطار.... حزب متطرف قوماني ، مشاركا أكرم الحوراني، (رئيس العربي الإشتراكي)، في: حزب البعث العربي الإشتراكي.
يتصف اعضاء حزب البعث، خصوصا الفرع العراقي، بالسذاجة والكثير من الشراسة وحب الظهور والزعامة الفارغة، و اللصوصية خصوصا عند الحكم. كما إتصفوا بالخداع والتآمر حتى على مريديهم، وعلى بعضهم البعض (عملوا ضد عبد الناصر و ضد عبد السلام عارف بعد إنقلابه عليهم). وكانت القبور الجماعية، عبر عقود عديدة، تشهد على تطرفهم في الجريمة، مغلفين ذلك بالظلم والرعب الهائل في العراق أو في سوريا.

سيكون مهم هنا أن نجعل التأريخ المختصر لبعض محطات هذا الحزب يتكلم: تأسس حزب البعث في العراق سنة 1952
- وأول نشاط لهم كان إجبار أعضاء حزب الإستقلال على الإنضمام الى حزب البعث بالقوة (؟!)...مما أثار سخرية الإستقلاليون من سذاجة البعثيين، و جعل البعثيين في أحيان كثيرة يعتدون جسديا على أعضاء حزب الإستقلال، في المقاهي و الشوارع.... وقد إشتكى رئيس حزب الإستقلال (محمد مهدي كبة) هذا الوضع الى كامل الجادرجي وزعماء أحزاب آخرين، وكان الجميع يشمأزون من حماقة المراهقين الغلمان (كما كان مهدي كبة والآخرين يدعون البعثيين).
- بادر الحزب الشيوعي لجذب حزب البعث للعمل الوطني، والنضال ضد نظام العهد الملكي الإستعماري، و قدم الشيوعيون للبعثيين، مطبعة صغيرة وتدريب على طبع المنشورات، وطرق التوزيع السري، و أمورفنية وتنظيمة.... وأول رد للبعثيين (الضئيلي العدد)، هو التنكيل بالشيوعيين وإتهامهم بمساندة اليهود وضد القضية الفلسطينية (؟!)، رغم المواقف الرائعة للشيوعيين في مساندة القضية الفلسطينية و فضحهم للصهيونية كونها ربيبة الإستعمار....
- عند أنتخابات 1954، رشحت القوى الوطنية ممثليها، وكان من مرشحي السلطة الملكية الرجعية شاكر الوادي تابع مهم لـ
نوري السعيد.... هنا أصدر حزب البعث أمرا لأعضائه للتصويت لـ شاكر الوادي والدعاية له (؟!).... و أثار هذا إستياء القوى الوطنية (الحزب الشيوعي العراقي، الحزب الوطني الديقراطي، حزب الإستقلال حزب الشعب وغيرها). لكن البعثيين إستمروا في توجههم غير الوطني....ولم تعادي القوى الوطنية البعث، كي لا ينحاز أكثر الى جانب السلطة الملكية.
- عند إقامة جبهة أحزاب القوى الوطنية سنة 1957، عارض حزب البعث [قومانيا] دخول الحزب الديمقراطي الكردستاني في الجبهة (كونه حزبا كرديا !). رغم وجود، فيما بعد، أعضاء قياديين في حزب البعث من أكراد و تركمان و أفغان؟!

- حينما قامت ثورة 14 تموز 1958 الوطنية، كانت ثورة عارمة إستبشر بها وساندها الشعب العراقي. و قد فتحت المجال للحرية والسعادة ولرفاهية الشعب الإقتصادية والمعاشية و تطوره الثقافي وتوجهه نحو الأفضل في كل مجالات الحياة....هنا كان للبعثيين موقف آخر.... هو على الضد من فرحة وإرادة الشعب العراقي....جاء الى العراق ميشيل عفلق، كبيرهم الأول، يوم 21 تموز، أي بعد إسبوع واحد من الثورة، وكان له هدف واحد وحيد، وهو توجيه البعثيين للمطالبة بالوحدة الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة (مع عبد الناصر).... وكانت جائزة عفلق هي أن يكون رئيس الإتحاد القومي في دولة الوحدة، [وكان حزب البعث في سوريا محظورا في دولة الوحدة !!] ....

ولأننا ننوي الإختصار، نبين أن البعثيين جعلوا من العراق مرتعا للجريمة والإغتيالات والرعب، خلال أكثر من أربعة سنوات، من أجل فرض الوحدة الفورية، وليكون جمال عبد الناصر السيد المطلق فيها ؟!! وإضافة لجرائمهم في القتل والإغتيال، كانت شعاراتهم التثقيفية لأعضائهم تنم عن تدني في الوعي السياسي وضحالة ثقافية، وكان ذلك حتى بعد عشرات السنين خلال إستلام كبيرهم سقط المتاع صدام حسين السلطة، منها مثلا، في زمن صدام، كان هناك شعار ضد بوش: يا بوش يا جبان يا عميل الأمريكان (؟!)، وكأنما بوش ليس مواطنا أمريكيا !! كذلك شعارات تافهه تنم عن إنخفاض أخلاقي مريع، وضد السلطة الوطنية بعد ثورة 14 تموز 1958، منها مثلا: نزيهة بالت على الجسر و تزحلق المهداوي (!!)، وعند محاكمة المتآمرين عن محاولة إغتيال الوطني عبد الكريم قاسم، كان الشعار السياسي للبعثيين ضد الحاكم فاضل المهداوي: إجاهم و نام جواهم (؟!)... هذه عقلية البعثيين ومستواهم المتدني ثقافيا و أخلاقيا... لذا كان الشعب العراقي يحتقر البعثيين و يشمئز منهم. لكن البعثيين لم يعوا ذلك، وتساءل أحد قادتهم، هاني الفكيكي (في كتابه): كنا نحقد على الشيوعيين لآنهم يحصلون على إحترام الشعب و التعاطف معه، بينما نحن، البعثيين، لا نجد مؤازرين لنا بين الناس....
كان البعثيون منذ البداية بندقية للإيجار، [خصوصا بعد ثورة 1958]... كانوا رتلا خامسا داخل صفوف الشعب العراقي....إستخدمهم عبد الناصر و آل سعود والإقطاعيين للتآمرعلى السلطة الوطنية، وقاموا بمحاولات تآمرية فاشلة مع رشيد عالي ثم عبد الوهاب الشواف، وحاول البعثيون إغتيال الوطني عبد الكريم قاسم (المحبوب من العراقيين)....

ثم جاء دور الإستخبارات المركزية الأمريكية لإستخدام البعثيين كـ بندقية مؤجرة.... فحصلت مجزرة المؤامرة الخيانية ضد العراق، في 8 شباط 1963، التي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من العراقيات والعراقيين، قتلا في الشوارع والبيوت والمعتقلات، وفقط، قتل البعثيون أكثر من خمسة آلاف عراقي خلال الأسبوع الأول من مؤامرة 8 شباط ... و تم تجنيد أفراد من الساقطين أخلاقيا فيما سمي بـ الحرس القومي، بسلوك أفراد الغستابو النازي....... وخلال حكم البعث الإنقلابي (ولحد الآن) لم تحصل الوحدة العربية لا مع سوريا (البعث)، ولا مع مصر عبد الناصر؟!! التي إدعوا النضال من أجلها !!
تسلط على قيادة حزب البعث (العربي الإشتراكي)، غير العرب ؟! منهم الكردي علي صالح السعدي (كان سكرتير البعث في مؤامرة شباط 63)، وكذلك كردي طه ياسين رمضان (نائب رئيس جمهمورية)، وشهباز، في زمن 1963 وهو أفغاني، وأخرين عديدن منهم فرس (من أيران)، وأذربيجانيين، [لا مجال لتفصيل الأسماء و الأصول القومية]، و هذه العينة لتبيان خيانة وعدم صدقية حزب البعث.... فهل يعقل أن يكون غير العربي يناضل من أجل العروبة!! لكنه لا يناضل من أجل قوميته هو... تفكير و تصرف أخرق يخلو من المصداقية والأخلاق الإنسانية....
هذا مختصر أول لتأريخ حزب البعث خلال إحدى عشرة سنة.... كله لا وطنية وجرائم ورعب وإرهاب، من نوعية بشر سيئة تافهة، يتملكهم الغباء والرعونة والشراسة.... بعبارة واحدة، إنهم بشر غير أسوياء تملئهم الصلافة والسذاجة والـ لا إنسانية....وهي صفات حزب البعث نفسه وليست بسبب تفاهة و دونية صدام حسين،..... فصدام حسين إبن شرعي لهكذا حزب فاشي إرهابي لا يستقيم مع الحياة الطبيعية للبشر الأسوياء...
كان الشعب العراقي يطالب بحظر حزب البعث حتى قبل جريمة 8 شباط 1963 ، الحظر الآن [تموز 2016] متأخر، ومع ذلك فهو يوضح وعي السلطات بجرائم البعث الخطيرة، وكونه منبوذا إجتماعيا.

ويستعرض التأريخ فترة عصيبة بعد مؤامرة 8 شباط 1963 و إستلام القزم صدام حسين حسين للسلطة.... فترة تفيض بالمساوئ عما قبلها.... لقد تعلم صدام التكريتي من عمالته للإستخبارات الأمريكية في السفارة الأمريكية في القاهرة... ومن خبرته في القتل، حينما قتل عمه بسبب الميراث، وقتل شخصا كان غريم خالة خير الله طلفاح في المختارية، و قتل قريب له بسبب سياسي.... كل هذا و صدام التكريتي لم يبلغ الرابعة عشر من عمره..... فـ حزب البعث وصدام المتخلي عن كل قيم الحياة الصافية الصادقة، قد أضاع (كلاهما) العراق، وأدخلونا في حروب داخلية ضد كل الناس، وحروب خارجية، و ويلات مدمرة، وسرقة الأموال و خراب النفوس وزرع الإرهاب والأنانية المقيتة، والطائفية القذرة، وأحال كل ما في العراق الى سلبي و خراب و بؤس ومأساوي...
وبعد سقوط البعث في 2003 تعلم الحكام الحاليين الدرس القبيح غير الوطني من العهد البعثي، فلاتزال اللصوصية والمحاصصات تنهش بنا من خلال الفساد المالي والإداري والطائفية والمحاصصات الشيعية والسنية والكردية.....
لذا كان حظر حزب الجريمة البعثي، هو إنتصار للشعب العراقي وإنتصار للحرية والديمقراطية، وللثقافة والوعي....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وجوب إبادة حامل الفكر ا: فاشية البعث منذ الـتأسيس
صادق البلادي ( 2016 / 8 / 2 - 11:04 )
لم يخف ميشيل عفلق فاشية البعث ففي مقالته عن - الإيمان - التي طرحها عام 1941 والمنشورة ص 40/41 من كراس - في سبيل البعث الصادر عن - دار الطليعة للطباعة والنشر- 1959
أكد على : أن
--العمل القومي القابل للنجاح هو الذي يدفع الى الكره الشديد حتى الموت نحو الأشخاص الذين تتمثل فيه الفكرة المعاكسة لفكرته فمن العبث أن يكتفي أفراد الحركة بمحاربة النظريات المعادية لنظريتهم ، وان يقولوا ما لنا وللأشخاص.
إن النظرية المعادية لا توجد وحدها وإنها تتجسم في أشخاص يجب أن يبيدوا [ يُبادوا] حتى تبيد هي أيضا. إن وجود عدو حي لفكرتنا ، يبعث فيها الحياة ويحرك فينا الدم. فكل عمل لا يحرك فينا الإنفعالات الحية و لا يشعرنا برعشة الحب و انتفاضة الكره و يغير سرعة جريان الدم في عروقنا و دقات نبضنا هو عمل عقيم

وقدم الفقيد محمود صبري دراسة دقيقة ووافية عن فاشية البعث.نشرت عام 1964 في مجلة الغد أعادت طري الشعب نشرها قبل بضعة أعوام.

اخر الافلام

.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج




.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام