الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيرة من ذاكرتي / الحلقة الرابعة

محمد المطاريحي

2016 / 8 / 2
سيرة ذاتية


بدأت في مدرستي الجديدة مدرسة المتنبي الابتدائية في الصف الثاني وهي تقع في قلب مدينة النعمانية مدرسة قديمة جدا وواسعة تعدد مدرائها فالاول كان عند مجيئي ثامر بعدها سعدي ثم هاشم وخيرا كاظم ، كان يطلق عليه بالعُربِي لان لهجتي وخصوصا بسبب حرف( چ ) وبقي يلازمني اللقب طول مرحلة الابتدائية .
كانت لديه مشكلة ولازالت هي عدم الحفظ ، وكانت من الدروس التي لم اتذكر يوم اني حفظتها هي الاسلامية بشقيها القران والاحاديث النبوية ، كان معلم المادة في حينها اسمه رشيد فكان رشيد ضخم وسمين ولديه بطن وذات كفين كبيرين .
كان رشيد يناديني كرَيم بأسم ابي فيقول لي :
استاذ رشيد - ها كريم حافظ ؟
أنا - نعم استاذ .
رشيد - كَريم مو مثل كل مرة .
انا - لا استاذ .
رشيد - قوم على الصبورة اقرأ .
انا - اعوذ بالله من الشيطان الرجيم استاذ بسم الله الرحٰمن الرحيم استاذ ، عم يتسألون استاذ اي اي لا استاذ بسم الله الرحٰمن الرحيم ...... وهكذا ابقى اتمتم واعيد لان في هذه لحظة نسيت كل شيء .
استاذ رشيد : كريم تعال فيضربني كف على وجهي حتى اسقط على الارض احياناً . طبعا في بعض الاحيان ، كنت احفظها في البيت لكن عندما اكون بوجهه انسى كل شيء .
وكذلك ما كنت اعانيه من وضع الارقام لماذا واحد بعد اثنين كيف صارت وكنت لاتدخل هذه الارقام في راسي في ترتيب .
لكن كانت فترة الابتدائية جميلة وذكريات فيها جميلة برغم من سماعي بعض التعليقات للسخرية من اللهجة لكنها احتفظ بذاكرة جميلة حتى وصولي الى السادس الابتدائي وكنت جيد في مادة الرياضيات بعد حين وكان معلم المادة في حينها هاشم وهو كبير بالسن ضعيف اصلع الشعر عندما يدخل ينزل ساعته ويرميها على الشباك ويفتح قميصه من يديه ( يصرفن ) وعنده بوري ماء مطاطي ( صوندة ) في داخلها عصا ، وكان اذا ارادة سؤال يحط عيناه بوجهك ويريد أن يخطأك، واذا كنت شاطر وخطأت انتقم منك زيادة ، فأتذكر سألني محمد 9x9 ولا يقبل ان تقول ها وتكررها وحط عيناه بعيني ونظرته الحادة المرعبة .
فقلت : 18 عفواً استاذ 81
فضربني بهذه العصا سبع حتى صرت اصرخ صراخ ، واحيانا ياخذنا جميع الدروس الشاغلة بحيث اتذكر مرة كان احتفالية لتأسيس الحزب البعث او ما شاكل ذلك وهو من النوع الذي لا يحب هكذا امور اخذنا خمس دروس كلها رياضيات .
من الاشياء التي اتذكرها في الامتحانات البكلوريا السادس ابتدائي كنا واقفين امام المدرسة التي نريد الامتحان فيها ، ومن المعروف ان المراقبين لا نعرفهم جاء لنا استاذ رشيد قال اجمعوا مبلغ من المال وجيبوا موطا للمراقبين وحدث ذلك حيث كان امام المدرسة معمل للموطة ، فهم يردون غش للطلاب ليس بسبب الموطا ولكن بسبب تشابك بين المدارس فأعطي لطلابك وتعطي لطلابي والموطا تبريد .
وبعد انتهاء السادس ونجاحي انتقلت الى متوسطة المجد للبنين وهي بنفس البناية كانت ولكن بعدها انتقلت لبناية جديدة قريبة من مستشفى النعمانية العام .
ومما اتذكره كان قبل الدخول لمرحلة معينة يكون فحص طبي للعيون وغيرها وكان ازدحام ، فأحد الاصدقاء انتهى قبلنا ونهى الفحص فأن اخذ الكارت ونقلت ما كتبه الطبيب له وضعته في كارتي ورسمت الكتابة نفس الطبيب وعطيتها رقم تسلسلي معين وذهب قدمتها للمدرسة وقبلت .
وفي مرحلة المتوسطة درست في النعمانية فقط الاول والثاني متوسط حيث بعد ثمان سنوات انتقل بيتنا من الكوت الى الديوانية في مدينة ( عفك = عفچ ) ، لكن بداية المتوسطة بحدود 1998 والظهور البارز لمرجعية محمد الصدر وهي مرجعية حركية تنامت وبدأت تتسع وصارت في الحوارات والجدالات بسبب بعض المواقف .
لكن برغم من العمري الذي لم يصل سن التكليف فكنت 13 عام ، كان لمدرس العلوم استاذ قاسم دور حيث كان في كل درس يطلب منا الذهاب الى صلاة الجمعة .
كانت الجمعة في النعمانية تقام في جامع سيد قاسم شبر ( شيخ الشهداء) في السوق القديم ، وكانت في مدينة النعمانية كثير من طلبته وابرزهم كانا الشيخ محمد النعماني والشيخ علي الدفاعي الذي كان قريب من بيتنا في حي الشهداء .
وبعدها صار في بيتنا وجلوس جيراننا يفتحون شريط كاسيت لخطبة الجمعة لصدر وأنضم لاقامة صلاة الجمعة عمي وجيراننا ففي تلك اللحظة قررت اذهاب وفي حينها كان معنا بالبيت يدرس عمي عبد الباري وهو مقارب لعمري ، فقلت له الجمعة القادمة نذهب لصلاة الجمعة واتفقنا على ذلك وهي بداية الانضمام للحركة الدينية برغم انا عائلتنا متدينة ، لكن القراءة والانغماس وبحث عن المعلومة الدينية والفقهية صارت من همي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو