الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحمار على التل

رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)

2016 / 8 / 2
كتابات ساخرة


الحمار و التل
كنا في الصغر ، نتعلم اللغة العربية بكلمات غريبة ، علق بعضها في مخيلتنا منذ الصغر وبقيت راسخة في اذهاننا الى يومنا هذا وبمرور الايام والسنين ومع تصارع الاحداث الاجتماعية والسياسية ، كبرنا وتعلمنا ودرسنا لكن كلمات المدرسة لا زالت تتردد في اذاننا . ومن الكلمات التي علقت في اذهان الكثيرين منا (دار دور) و ( البط والشط) و ( السمكة والشبكة) و ايضا البعير الذي على التل
ولا ادري لم تلاشت معظم الشخصيات والكلمات وبقي البعير .. ويبدو انه لم يكن بعيرا .. فقد اتضح ان البعير هو حمار .. ولأن الديمقراطية في مجتمعاتنا معدومة او مقيدة للتعبير عن الرأي فقد استخدم اسم البعير بدلا عن الحمار من باب التحوط الامني لسلامة الحمار و لأغراض التمويه السياسي لحماية الكاتب .. ما علينا ... نعود الى الموضوع الاهم .. فقد اتفق كثيرون على ضرورة البحث عن اولا سبب صعود الحمار فوق التل وثانيا سبب بقاءه على التل .. واتفق كثيرون على ان السبب يعود بالدرجة الاولى الى كونه حمار.. فالبعض كان يأخذ الموضوع من وجهة النظر السياسية .. وله تفسير سياسي فقد يكون الحمار قد لجأ الى التل ينتظر ان تتحسن الامور في المدينة عسى ولعل (عندما يعود) يكون غبار الفوضى والتخلف الذي اصاب الناس في بغداد والذي ادى الى سوء معاملة الحمار قد انجلى .
بينما قال اخرون ان الحمار صعد الى التل كي يتمكن من ان يرى من فوق (بنظرة فوقية) كل شيء بوضوح ليتمكن من ان يتخذ القرار الصائب على ضوء ما يراه .... وبغض النظر عن التفسيرين وبعيدا عن اي تفسير اخر قد يظهر الا ان الحمار .. ولأنه حمار ... قد هرب من المواجهة واتخذ قراره ان يصعد الى التل ينتظر نتيجة ايجابية وهذا موقف جبان لا يستغرب ان يصدر عن الحمار .. ولهذا كان السؤال المتكرر متى ينزل الحمار من على التل ؟ والى متى يبقى الحمار على التل.
وهذا السؤال ايضا له مدلولاته
فالناس قد نسيت الحمار منذ صعوده وانشغلت بمشاكل الناس في المدينة .... الناس الذين عاثو في الارض فسادا وكلما تولى رجل منصب السيادة حل مصاب جديد وزاد الطين بله وتعمقت جراح الشعب حتى يأس الناس من الرجال وتذكرو الحمار فجاء السؤال من جديد ... متى ينزل الحمار من على التل ؟ فقد طال الانتظار .. واستمكن الاشرار وخربو الارض والدار .. عسى وان يكون لدى الحمار الحل المنشود ليقود هذا الشعب المسكين الى الظفر والانتصار .
لنتوجه كلنا بانظارنا الى التل .. وان ندعو الى الله تعالى ونسأل ... هل لازال الحمار واقف على التل ؟ ... ام ان احد المايخافون من الله ذبحوه وباعو لحمه للمساكين على انه لحم خروف . فضاع الحمار وضاع الامل بالانتظار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي


.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا




.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف