الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لم ينجح العرب في تشكيل مجموعة اقتصادية قوية

جاسم الصغير

2005 / 12 / 19
الادارة و الاقتصاد


يتميز عالم اليوم بسمة هامة جداً تميزه عن الماضي وهذه السمة هي أن العالم يأتلف في مجموعات اقتصادية قوية كبيرة جداً وتكاد تتميز دول العالم المتقدم بالاشتراك في هذه المجموعات الاقتصادية وفي الحقيقة ان هذه النزوع نحو هذا التطور البراغماتي (العملي) لم يأت صدفة من قبل هذه الدول والنخب السياسية التي تمخضت عبر الممارسات الديمقراطية والدستورية وجاءت ولادتها إفرازظ طبيعي لهذه الممارسة الطويلة ولقد أثمر هذا عن نمو تفكير سياسي واقعي من قبل هذه النخب السياسية في إدارة شؤون بلادها ، ومن هذه الأفكار والخطط الاشتراك مع الدول التي تناظرها في درجة التطور السياسي والاقتصادي وهكذا ولدت التجمعات الاقتصادية الكبرى في العالم المتحضر وطبعاً يوجد مقومات عديدة لهذا النهوض السياسي والاقتصادي منها أن حجم الانتاجية من قبل الفرد والدولة هائل جداً وهذا متأتي من درجة النمو الاقتصادي التي تحققها هذه الدول ولقد توجت هذه الآلية في التوجه السياسي والاقتصادي لهذه الدول التي تبنت مثل هذا التوجه مراحل تطور كبيرة جداً فلقد عرفت هذه الدول والنخب السياسية أن سمة العصر اليوم هو عصر التكتلات والتفاهمات الكبرى ، فلقد ذهب زمن الحكومات الكونيالية ذات المشاريع الاستنزافية والتي عرضت بلدانهم واستقلالها إلى الخطر ، ومن هنا استفادت الدول والمجتمعات من تجاربها السابقة لذلك نـفـضت عنها أساليب التفكير السياسي العقيم واتجهت نحو التفكير العقلاني المثمر في تسيير شؤون بلادها بآلية مختلفة عن آليات الماضي فشخصت أخطائها وسلكت طريقاً آخر يتمثل في بناء اقتصادي عصري ومتطور وعبر آلية مشاركتها السياسية ونبذ الفردية وهذا ما يميز دول أوروبا اليوم وهذا لا يعني بالطبع أنه لا توجد اختلافات في المصالح أو الرؤية ولكنهم لا يسمحون لها أن تتصاعد إلى درجة تناقضات كبيرة جداً وأن يهدموا في لحظات ما تم بناؤه في عقود من الزمن مع العلم أنه في الماضي قد حصلت اختلافات كبيرة جداً بين بعض الدول كاحتلال ألمانيا لفرنسا في لأربعينيات أو احتلال اليابان لبعض الأراضي الصينية أو احتلال الاتحاد السوفيتي السابق لجزر الكوريل اليابانية ولكن كخط عام لم تعمل هذه الأمور إلى تعطيل الرؤية الاستراتيجي والتعاون بين هذه الدول فتراها اليوم قد ارتقت الى مسؤولية اللحظة الراهنة ولم تسمح للماضي ان يهيمن عليها وهاهي تتميز بعلاقات سياسية واقتصادية ناجحة جداً ومن هنا السؤال ومن استعراضنا للوضع الأوروبي ما موقع عالمنا العربي من هذه التجمعات ولماذا لم ينجح العرب في تشكيل مجموعة أو مجموعات اقتصادية كبيرة أسوة بباقي دول العالم لأن العالم اليوم هو زمن التكتلات الاقتصادية التي تساهم بشكل كبير في خلق نمو اقتصادي يعود بالنفع على المجتمع العربي وتعزيز استقلالية الدولة بشكل ولكن واقع الحال هو غير ذلك ، يقول ألأستاذ هشام جعيط ، لا يشكل العرب مجموعة اقتصادية وهذا لا يعود إلى سبب التوظيف السيء والامكانيات المهدورة فقط وإنما لأن الاقتصاديات غير متكاملة فلابد من التكامل الاقتصادي ، فالتصنيع الجديد مثلاً لا يعطي ولا يستورد ثم أن البلدان العربية الثرية تميل إلى الكسل الريعي وهذا خطأ فظيع إذ تعيش حالة من انعدام الثقة في الاخر وتضع رساميلها في البنوك الغربية ، وهذا خطأ آخر والدولة في طبيعتها لا توظف أموالها ولا تمكنك من الاقتسام إلا إذا ارتبط ذلك بهيمنة وهذا ينطبق على البلدان العربية الغنية التي تريد الهيمنة وعلاوة على ذلك غياب التنمية الحقيقية وانعدام التخطيط السياسي والاقتصادي والذي يوجد هو تخطيط انتقائي لا يقوم على أساس علمي وبحيث تبقى الدولة هي المهيمنة على كل النشاطات السياسية والاقتصادية وعلى عكس المفهوم المعاصر للدولة الذي يعد الدولة شريك من بين عدة شركاء في الإنتاج والتوزيع والتخطيط ، يقول الأستاذ الطاهر لبيب أن المجتمع اليوم فقد المناعة التي تجعله طرفاً كفئاً ومتكافئاً في هذه المعادلة الصعبة وأيضاً يقول اليوم نعيش شبكة من العلاقات غير المتكافئة عالمياً بحيث هناك تأثر وربما التأثر أدق من التفاعل لأن التفاعل الجدلي ليس أكيداً وهل للمجتمعات العربية قدرة ذاتية في التفاعل مع الحضارات والامم القائمة وكيف نقيس هذه القدرة أن العالم العربي مدعو اليوم ومع نخبه السياسية التي يجب أن ترتقي إلى وعي المرحلة المعاصرة وأن يتم تقدير ذلك حق قدره وأن يتم التخطيط في ضوء مفاهيم العصر ووفق سياسة بناءة مثمرة وليست وفق التفكير الرغبوي من قبل السلطات الحاكمة بحيث تكون مع الحدث وفاعلة وليست منفعلة به ومتاخرة لأن التفكير خارج أطر العصر هو هدر لطاقاتها وأعتقد ان العالم العربي فقد الكثير ولا يتحمل أي هدر إضافي ومن هنا الحاجة على بناء تكتلات اقتصادية فعالة كبيرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمال المحارة الترند عملوا فيديو جديد .. المنافسة اشتدت فى تل


.. أسعار الذهب اليوم الأحد 19 مايو 2024




.. الأسبوع وما بعد | قرار لبوتين يشير إلى تحول حرب أوكرانيا لصر


.. بنحو 50%.. تراجع حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل




.. العربية ويكند الحلقة الكاملة | الاقتصاد مابين ترمب وبايدن..و