الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الي الغرب .. رؤوس أفعي الارهاب الثلاثة

عمرو اسماعيل

2016 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


بعد مايقرب من 15 عاما من أحداث 11 سبتمبر وأعلان الولايات المتحدة الحرب علي الارهاب وتجييشها الجيوش وغزو أفغانستان ومن بعدها العراق وبعد قصف معاقل من تعتقدهم الارهابيين بألاف الاطنان من القنابل وموت أو أصابة الآلاف من الابرياء من جراء هذا القصف .. مازال الارهاب يرتع في العالم ومازال الابرياء يموتون علي يد الارهابيين وعلي يد أمريكا في حربها ضد الارهاب .

مازال الارهاب يتكاثر ويكسب مزبدا من الاتباع لان امريكا ودون ان تدري ونتيجة لسوء أدارتها للحرب ضدالارهاب تعطيه ترياق الحياة و تغذيه بكل ما يحتاجه ليبقي علي قيد الحياة واكتساب المزيد من الانصار والمزيد من القنابل البشرية المستعدة لتفجير نفسها في اي هدف يحدده لها زعماء الارهاب ..وهي أهداف ضحاياها دائما من الابرياء ..لأن أمراء الارهاب يحددون الهدف اساسا بكم الدوي الاعلامي الذي ينتج عن تفجيره وليس ان كان هذا الهدف هو هدف عسكري او يؤدي تدميره الي كسب المعركة ضد معسكر الكفر كما يدعي بن لادن ..امراء الارهاب يختارون الهدف الذي يدغدغ مشاعر بسطاء المسلمين ويسهل مهاجمته لانه في الاساس هدف مدني ليس محميا بالدرجة الكافية .. وأمراء الارهاب يعرفون انهم يحتاجون الدوي الاعلامي لضمان استمرار تدفق التمويل وضمان انضمام المزيد من الانصار وضمان استمرار توفر السلاح الوحيد الذي يملكونه وهو القنابل البشرية من الشباب المغرر به باسم الدين والجهاد ضد الصليبيين من أعداء الاسلام ممثلا في امريكاوحلفاءها .

و امريكا لانها لم تعرف وما زالت لا تعرف من هو عدوها الحقيقي وعدو الانسانية كلها .. عدوها وعدو الشعوب الاسلامية نفسها في نفس الوقت .. فقد وجهت طائراتها وجنودها نحو أفغانستان علي اساس ان العدو الاساسي هو بن لادن وطالبان .. وهي لو وعت وفكر حكماؤها وخبراء الاسترايجية ممن تصرف علي ابحاثهم ومعاهدهم الحكومة الامريكية ملايين الدولارات لعرفت وعرفوا ان بن لادن أو الظواهري أو البغدادي ما هم الا ذيل الافعي وليس رأسها ولو قضت علي الراس فسيموت الذيل تلقائيا حتي لو ظهر لوقت قليل انه علي قيد الحياة نتيجة لتشنج عضلاته .

ان طالبان وبن لادن و البغدادي هم ظاهرة مصيرها الي زوال ..لانها ظاهرة تسير في عكس الاتجاه . . في عكس حركة التاريخ والانسانية وتقدمها ..كانت تستطيع أمريكا وبوش ان تبعث بضعة صواريخ نحو معاقل بن لادن في افغانستان ارضاءا لاهل الضحايا وامتصاصا لغضبهم ,, كما كان يفعل كلينتون ,, ثم التوجه نحو السبب الرئيسي الذي خلق التطرف الاسلامي والذي تحول بعد ذلك الي الارهاب والعداء لكل ما يمثل التطور الانساني من حرية وعدالة واحترام حقوق الانسان .. ان التطرف الديني الاصولي لابد ان يتحول الي العنف ان أراد البقاء علي قيد الحياة .. لان العنف والصورة البطولية التي يمثلها الموت الاختياري في سبيل القضية هو شريان الحياة بالنسبة لزعماء الارهاب رغم ان الذي يدفع حياته دائما هم الشباب وصغار السن من الاتباع فالقادة عندهم دائما الحجة جاهزة وهي ان بقائهم علي قيد الحياة يعني بقاء القضية نفسها علي قيد الحياة .

لم تسأل الولايات المتحدة نفسها لماذا لم يظهر الارهاب الا في أواخر السبيعينات رغم ان الفكر المؤسس له موجود منذ عقود قبل ذلك من أيام ابو الاعلي المودودي وسيد قطب والحركة الوهابية في بداية تأسيسها للمملكة العربية السعودية .
لم تسأل نفسها لماذا انطفأت جذوة الارهاب اليساري علي يد بعض الجماعات الفلسطينية بسرعة ومازالت مشتعلة بين اتباع بن لادن .

ولم تسأل لماذا لم يستطيع الفكر الجهادي والتكفيري ان يكسب اي ارضية ايام جمال عبد الناصر بين الاوساط الشعبية رغم المعاملة العنيفة التي عامل بها ناصر قادة هذا الفكر ..لماذا لم يصبح سيد قطب شهيدا في الاوساطالشعبية الا بعد موت عبد الناصر بأكثر من عشرة سنين .. بكت الملايين عبد الناصر ولم تذرف دمعة واحدة علي ضحيته سيد قطب .

أن الافعي التي لم تفطن لها الولايات المتحدة وحلفاؤها في حربها ضد الارهاب .هي افعي ذات ثلاث رؤوس ..الراس الاول هو غياب العدالة الاجنماعية في كل المجتمعات التي تستنسخ ارهابيين وانتشار البطالة وفقدان الامل وعدم المشاركة السياسية .. والرأس الثانية هي عدم حل القضية الفلسطينية حلا عادلا يمنع الحكام المستبدين من استغلالها وتخدير شعوبهم وحرمانهم من الحرية والعدالة واليمقراطية بسببها .. والاهم استغلالها من قبل زعماء الارهاب كحجة في العداء للعالم المناصر لاسرائيل وتجنيد المزيد من الانصار رغم انهم لم يطلقوا رصاصة واحدة في اتجاه اسرائيل وترك منظرهم عبد الله عزام الجهاد في فلسطين ليجاهد في أفغانستان.. أي منطق معوج ؟! .

أما الراس الاكبر للأفعي فهو التحالف غير الشرعي بين افكار الوهابية السلفية وافكار سيد قطب التكفيريةوالجهادية والبترودولار القادم من حكومات الخليج خاصة أثناء فترة الطفرة النفطية .. تحالف شجعه ومولته نظم الحكم نفسها لتصدر مشاكلها الي الخارج .. اولا لازعاج الاتحاد السوفيتي في أفغانستان بايعاز من الولايات المتحدة ولأثارة القلاقل للدول العربية الاخري التي كانت تتهم هذه الحكومات بالرجعية والتعاون مع امريكاوالاهم للتحكم في الشعب داخليا باسم الدين والشريعة لينسي او يتناسي حقيقة استئثار قلة من الأمراء بالسلطة والثروة علي حساب الاغلبية وايهام هذه الاغلبية ان طاعة ولي الامر من طاعة الله وان الجهاد يكون في جهاد الاتحاد السوفيتي الملحد والحكومات العربية العلمانية ..-

أما من قلب الطاولة علي رؤوس الجميع فكان صدام وغزوه للكويت مما اضطر حكام الخليج الذين كانوا يرعون الاصولية في العالم العربي ويمولوها الي اللجوء للكافر كما كانوا يسمون كل مخالف في الدين ممثلا في الولايات المتحدة والقبول بالقواعد الامريكية علي اراضي الجزيرة العربية مما كشف انتهازية هؤلاء الحكام أمام من كانوا يصدرونهم للجهاد في الخارج فانقلب السحر علي الساحر .
ان الارهاب الاصولي هو صناعة مخابرات الغرب والحكام العرب المستبدين وليس من الغرابة ان يكونوا هم الاكثر معاناة منه الآن ولكن التطرف والارهاب مثل السرطان ينتشر ويتمدد ليصيب جسد العالم أجمع واكثر من يتضرر منه هم الابرياء الذين لا يملكون المناعة الكافية من الاسلحة والحراسة .
الم تسأل الولايات المتحدة نفسها لماذا بن لادن هو الزعيم والظواهري هو الساعد الايمن .. الاول هو نتاج الفكر الوهابي السلفي والثاني هو تلميذ فكر سيد قطب التكفيري الجهادي ولم يكن من الممكن ان يظلا علي قيد الحياة الا من خلال التمويل القادم من بلاد البترودولار ..ألم تسأل الولايات المتحدة نفسها هل كانت مصادفة ان يكون خمسة عشر من التسعة عشر مهاجما في 11 سبتمير سعوديين من نتاج مدارس الوهابية السلفية التي تبث العداء والكراهية لكل مخالف ليس فقط في الدين بل ايضا في المذهب ..الم يؤسس بن سعود مملكته علي نفس الاساس وبمساعدة الولايات المتحدة نفسها طمعا في نفط الجزيرة العربية من خلال غزو وقطع رقاب كل المعارضين له باعتبارهم كفارا وتستحل دماؤهم ونساؤهم .. ما الفرق بينه وبن لادن وزعماء الارهاب في العراق الان .. لقد اسس مملكته بنفس اساليب الرعب ويجب ان تكفر الولايات المتحدة عن خطئها في مساندته ودعمه .. للأ سف الولايات المتحدة تحصد ما جنت يداها وللآسف تتحمل معها كل شعوب العالم نتائج طمع قادتها وسوء تقدير مخابراتها.

ان الولايات المتحدة وبعد خمسة عشر عاما علي احداث 11 سبتمبر وبعد آلاف الضحايا من جنودها ومن الابرياءالذين تعرضوا لقصف طائراتها وصواريخها و الآلاف من ضحايا الارهاب لم تكسب الحرب علي الارهاب ولا يبدو في الافق انها ستكسبها لانها تضرب اطراف الافعي وتترك رؤوسها الثلاث فينمو لها ذيول بدلا من ذيل واحد .

أن لم تعرف الولايات المتحدة ان كسب الحرب علي الارهاب لن يتسني لها الا بحل القضية الفلسطينية حلا عادلا والتخلي عن كل الحكام المستبدين وعلي رأسهم رعاة الوهابية والسلفية وثقافة التكفير في الخليج ومساعدة كل قوي التحرر والديمقراطية في العالم العربي دون التدخل العسكري المباشر .. من دون القضاء علي رؤوس أفعيالارهاب الثلاث فسيظل حيا يعاني منه العالم اجمع وليس امريكا فقط السبب الرئيسي في ظهوره و استمرار بقاءه علي قيد الحياة بفضل أخطاء قادتها ومخابراتها .

وان لم يعرف كل حكام العرب أخطائهم ويشركون معهم شعوبهم في السلطة والثروة وينشروا قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في مجتمعاتهم فستستمر معاناتهم ونحن معهم وسيكسب الارهاب آلاف الانصار من هذه المجنمعات وكل واحد منهم هو قنبلة بشرية محتملة ممكن ان تنفجر في اي مكان .. قد يكون قصر الرئاسة نفسه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - راس الاٍرهاب واحدة.
احمد حسن البغدادي. ( 2016 / 8 / 3 - 10:52 )
تحية أستاذ عمرو.

للأسف لايزال هناك بعض الكتاب لم يفهم حقيقة الاسلام، او يحاول الدفاع عن الاسلام بإبعاد الحقيقة العنصرية الدموية للديانة الاسلامية، من قران وحديث وسيرة محمد.

لذلك حين يقومون بتحليل الوضع الحالي وما سيحدث بالمستقبل، يستندون الى الأيدلوجيا اليسارية في محاربةالارهاب الاسلامي، والتي اثبتت فشلها الذريع في اكبر دولة حاربت الدين وهي الاتحاد السوفيتي، وهاهم مسلموا الاتحاد السوفيتي يرجعون الى الاسلام ، وهم اخطر الإرهابيين في العالم.

لايمكن القضاء على الاٍرهاب الاسلامي،
لابحل القضية الفلسطينية ولو تم تسليم كل اسراءيل الى الفلسطينيين.

ولاينتهي الاٍرهاب الاسلامي لو أطعمت المسلمين ذهباً.

ولاينتهي الاٍرهاب الاسلامي حتى لو اصبح جميع المسلمين مهندسين وأطباء .
ينتهي الاٍرهاب الاسلامي فقط حينما تعتبر ان الاسلام ايدولوجيا ارهابية دموية اخطر من النازية، يجب منعها كما منعت النازية ورموزها ، بحيث يخجل المسلم حين يقول أنا مسلم، بدل من العبارة الكاذبة التي يرددها المسلمون اليوم، وهي :
ان الله اعزنا في الاسلام،
عبارة كاذبة ، لان أغلبية اللاجئين في العالم هم من المسلمين .

تحياتي...


2 - تحية للدكتور عمرو اسماعيل
مازن السعيد ( 2016 / 8 / 3 - 12:57 )
مقالات الدكتور عمرو اسماعيل تطفح دائماً بروح التقدم
فإلى الأمام يا دكتور وإلى المزيد من الأفكار التقدمية
وخالص التحية للدكتور عمرو اسماعيل


3 - اقل من صفر
emad.emad ( 2016 / 8 / 4 - 08:37 )
لو فى التقييم اقل من صفركنت وضغته
كلام فارغ مستهلك يدين الضحيه
ويبرر المجرم
شماعه القضيه الفلسطنيه
كلنا نعرف كيف باع اهل فلسطين ارضهم
كم محاوله للحل
الارهاب الاسلامى
هو الذى يهدد العالم كله
كفاكم استحمار للعقول الناس

اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس