الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المزايدات السياسية لا تبنى وطناً

فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)

2005 / 12 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


‬يصادف الجمعة 16 ديسمبر 2005 ذكرى العيد الوطني‮ ‬وعيد جلوس الملك المفدى فهذا اليوم وفي‮ ‬ظل الحقبة التاريخية الخيرة التي‮ ‬تعيشها البحرين من الاصلاحات السياسية قد اختلفت عن السابق ولكن مع ذلك فمازال بعض السياسيين‮ ‬يرى بعيون التسعينات ولايفهم الا لغة التصادمات والحرق والتكسير ويسيرون وفق سياسة مجتمع الأزمة فلماذا تغمضون عيونكم عن الحقائق؟ ولماذا‮ ‬يحاول هؤلاء السياسيون رفض كل شيء؟ حتى اننا‮ ‬يمكن ان نطلق عليهم‮ »‬حركة رفض‮« ‬لكثرة ما‮ ‬يرفضون‮.‬
ونحن هنا لن نذكركم بالخطوات التي‮ ‬قادها جلالة الملك في‮ ‬بداية الاصلاحات والتي‮ ‬يعرفها الجميع،‮ ‬بل سنذكرهم بما هو موجود حالياً‮ ‬من مشاريع وهي‮ ‬في‮ ‬النهاية تعطي‮ ‬مؤشرات ايجابية على تغيير حقيقي‮ ‬في‮ ‬اسلوب تعامل الحكومة مع المشاكل الوطنية ومع المعارضة وداخل المجلس النيابي‮ ‬وخارج المجلس النيابي‮ ‬وهذا نتاج الاعتدال والعمل المؤسساتي‮ ‬وليس بالذراع والتهديد والوعيد فالمجلس الوطني‮ ‬يبحث الآن عن‮ ‬مشاريع وطنية لخدمة المواطنين ونذكر بأن بعض هذه المشاريع هي‮ ‬اساساً‮ ‬مطالب للمعارضة ومنها مشروع اصلاح سوق العمل ومشروع التأمين ضد التعطل وهناك مشروع اصلاح التعليم والتدريب القادم فهل تبّنى الحكومة لهذه المشاريع لا‮ ‬يمثل شيئاً‮ ‬عند بعض السياسيين؟ والحكومة في‮ ‬السابق كانت لا تعترف بمعارضة وكانت تقلل من اهمية مشكلة البطالة واليوم هناك مساع لايجاد حلول عملية لها‮.‬
بل ان ما هو مثير حقيقة ان تطالب الحكومة بديمقراطية الحركة النقابية وعرض مشاريع اصلاح الحركة النقابية‮ (‬تعديل قانون النقابات‮) ‬وحماية النقابيين‮ (‬تعديل قانون العمل الاهلي‮) ‬وهناك الآن المشروع الوطني‮ ‬للتوظيف ومركز توظيف في‮ ‬كل محافظة فهل تبّني‮ ‬الحكومة لهذه الملفات ومحاولة علاجها لا‮ ‬يعتبر تغييراً‮ ‬جوهرياً‮ ‬في‮ ‬الاداء الحكومي‮ ‬والصحف تنشر تقرير ديوان الرقابة المالية على صفحاتها الاولى وهو مليء بالانتقادات للأداء الحكومي‮ ‬فكان الاجدر ببعض السياسيين ان‮ ‬يسهموا في‮ ‬علاج الثغرات والاخطاء بدلاً‮ ‬من المسيرات والمظاهرات والحرق والتكسير‮.‬
ولكن ماهو مؤسف ان‮ ‬يلجأ السياسيون والجمعيات والحركات السياسية الى تصفية حساباتهم الحزبية على حساب المواطنين والوطن وكذلك ان‮ ‬يكون التحرك السياسي‮ ‬مبنياً‮ ‬على الخصومة والمصلحة الحزبية وليس وفق اسس وطنية،‮ ‬فنلاحظ كيف‮ ‬يحشد السياسيون المواطنين واطفالهم وكبار السن بهدف المزايدة في‮ ‬العدد فجماعة تقول انها حشدت ‮٥٤ ‬ألف متظاهر عند دوار السيف وذلك كله فقط لتقول انها ما زالت تمسك بزمام الملفات وهى رد على حشد بعض السياسيين للالف في‮ ‬البلاد القديم ومحاولة سحب ملف البطالة منهم فأين حقوق المواطن من هذه الحشود والحشود المضادة؟ فهل القائمون على هذه المظاهرات والاعتصامات كأفراد وكتنظيمات سياسية‮ ‬يمتلكون برنامجاً‮ ‬لعلاج البطالة؟ ولكن‮ ‬يبقى الحل بيد العاطلين فما هو مطلوب منهم ان‮ ‬ينظروا الى حقيقة هذه المظاهرات والاعتصامات ومدى تأثيرها عليهم وان لا‮ ‬يكونوا كالحطب في‮ ‬النار ويستغلون من قبل بعض السياسيين بهدف المزايدات السياسية‮.!‬
وعلى العاطلين اللجوء الى القناة الصحيحة لحل مشكلاتهم وان‮ ‬يتخذوا من طريقة حل قضية الشاخوري‮ ‬طريقاً‮ ‬لهم فهي‮ ‬قد حلت في‮ ‬القضاء وبحكم ضد وزارة الداخلية وليس في‮ ‬الشارع وبالمظاهرات التي‮ ‬تعطل السير ومصالح المواطنين وتعتدي‮ ‬على المواطنين كما حدث في‮ ‬مسيرة الكورنيش السابقة‮. ‬وطريق العاطلين الصحيح هو المجلس الوطني‮ ‬والمؤسسات الرسمية وطلب تسريع المشاريع الوطنية الخاصة بالعاطلين بدلاً‮ ‬من اللجوء الى بعض السياسيين وبعض الجمعيات والذين هم المستفيدون من الملف سياسياً‮ ‬بينما هم لا‮ ‬يساهمون في‮ ‬حل مشكلة العاطلين بل في‮ ‬تعقيد المشكلة‮. ‬ان كثرة المظاهرات والاعتصامات قد افقدتها معناها وهذا قد‮ ‬يؤثر على اهتمام المجتمع والاجماع الوطني‮ ‬بخصوص ضرورة حل مشكلة العاطلين اذا ربطت بالمظاهرات والتحزب والتناحر السياسي‮.‬
والمؤسف ان‮ ‬يتعمد بعض السياسيين توتير الاجواء في‮ ‬العيد الوطني‮ ‬بهدف الابتزاز السياسي‮ ‬بل ان المزايدات قد وصلت الى التشكيك في‮ ‬الثوابت والرموز الوطنية والدستورية لأهداف سياسية ولضرب وحدة الشعب ولذلك فان علينا ان نحدد موقفنا جميعاً‮ ‬فإما مع الاصلاح او ضده فمن‮ ‬غير المعقول ان نتحدث عن دولة القانون والمؤسسات ونحن نلجأ الى الشارع لحل مشكلاتنا ومن‮ ‬غير المعقول ان نتحدث عن الوحدة الوطنية ثم نتحدث عن المواطنين الاصليين وغير الاصليين ومن‮ ‬غير المعقول ان نطالب بتربية ابناءنا على الفضيلة والقول الحسن ثم ننهال بالسب والشتائم على بعضنا في‮ ‬الجوامع والمساجد والمآتم فهذا خطاب‮ ‬يجب ان‮ ‬يتوقف وهذا خطاب لا‮ ‬يبني‮ ‬وطناً‮ ‬ولا مواطنين ديمقراطيين‮. ‬ومع ذلك فإننا نؤكد على حق المواطنين في‮ ‬التظاهر والاعتصام فهذا من مكاسب المشروع الاصلاحي‮ ‬ولكن‮ ‬يجب ان‮ ‬يتم وفقاً‮ ‬للقانون وبعد ان تستنفذ الوسائل الاخرى وبدون ان‮ ‬يؤثر هذا على مصالح المواطنين او الاقتصاد البحريني‮ ‬فمن‮ ‬غير المعقول ان نطالب بحل مشكلة وذلك هن طريق اقامة مشكلة اخرى اسمها مظاهرات‮ ‬غير قانونية تؤثر اجتماعيا واقتصاديا على المواطنين‮.‬








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة