الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غِطاء القِدْر

امين يونس

2016 / 8 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


وزير الدفاع العراقي " خالد العُبيدي " ، لم يرفع الغِطاء عن قِدر الفساد ( ما شال القَبَغ عن جِدِر الخيسة ) ، في جلسة البرلمان العتيدة ، بل كُل الذي فعلهُ ، هو تحريك الغِطاء قليلاً بضعة ملليمترات ، وحَسَناً فعلَ بِعدم رفعهِ كُلِياً . إذ بِمُجّرَد تحريكه تحريكاً بسيطاً ، فاحَتْ الروائح الكريهةَ والسموم القاتلة ، التي لم تكتفِ بتدويخ رئيس المجلس وعدد كبير من النواب ، بل ان تأثيرها إمْتَدَ للكثير من رموز الطبقة السياسية المتنفذة في طول البلاد وعرضها . فكيفَ إذا رَفعَ الغطاء كلهُ ؟ هّزَ الغطاء هّزاً خفيفاً ، فهرَب رئيس مجلس النواب وخرجَ من القاعة ، فَمَنْ كانَ سيهرب أيضاً ، لو فعلها ( لا سامحَ الله ورفع الغطاء كُلِياً ) ؟ رئيس الوزراء العبادي ؟ أم القائد العام السابق نوري المالكي ؟ أو رئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود ؟ أم قادة وزُعماء الكُتل السياسية بكُردهم وعربهم ؟ .. الحمدُ لله أنهُ لم يفعل ، ذلك ... وإلاّ مَنْ كانَ سيبقى ليحكمنا ويَذُلَنا ويسرق أموالنا ؟!
* لسان حال " آرام الشيخ محمد " النائب الثاني لرئيس مجلس النواب العراقي ، يقول : [ مصائِب قومٍ عند قومٍ فوائِدُ ] ، فبعد فضيحة إتهام رئيس المجلس في قضية فسادٍ كُبرى ، مِنْ قِبَل وزير الدفاع العبيدي ، فلقد إضطَرَ الرئيس " السُنّي " سليم الجبوري ، للإنسحاب مُصّرِحاً بأنهُ لن يعتلي المنّصةَ إلا بعد ثبوت برائته من التُهم الشنيعة . ولأن النائب الأول " الشيعي " الدكتور هُمام حمودي ، كانَ في إجازة أو في الخارِج أو مريضاً .. فلقد أدارَ " الكُردي " آرام الشيخ محمد ، الجلسة . وليسَ هو كُرديٌ فقط ، بل هو أيضاً من حركة التغيير " كوران " أيضاً .
يا للمُفارَقة ... رئيس البرلمان الكردستاني يوسف محمد ، المُبعَد قَسراً عن منصبه ، هو من شباب حركة التغيير . وآرام الشيخ محمد الذي هو أيضاً من شباب حركة التغيير ، أصبحَ عملياً رئيس مجلس النواب في بغداد .. وللحَق وبدون تحّيُز ، فلقد أدارَ جَلسة الإستجواب الصعبة والمُعّقَدة ، بصورةٍ مقبولة ومهنية ، أثارتْ الإعجاب .
ما المانِع أن يصبح آرام ، رئيساً لمجلس النواب العراقي إلى حين إنتهاء الدورة البرلمانية الحالية ، وهو من القلائِل الذين ليسَ عليهم علامات إستفهام ولا قضايا فساد ولا مواقف عنصرية ؟!
* يقول المرحوم نزار قباني : " .. أن مَنْ فَتَح الأبواب يُغلقها .. ومَنْ بدأ المأساةَ يُنهيها .. ومَنْ أشعلَ النيرانَ يُطفيها " .
ان الطبقة الحاكمة في العراق عموما وبضمنه أقليم كردستان ، منذ 2003 ولغاية اليوم ، قد فتحتْ أبواب الفساد على مصراعيها ، وأغلَقتْ باب التقدُم والإزدهار بوجه الشعب . ان أحزاب الإسلام السياسي بِشّقَيها والأحزاب القومية بأنواعها ، قد أشعلتْ نيران الطائفية والفُرقة وما برحت في إذكاءها وتوسيعها .. أنها صنعتْ وما تزال قصة مأساة الشعب العراقي برِمتهِ .
مَهما غّنَتْ نجاة الصغيرة .. فأن عُتاة الفاسدين والناهبين والخَوَنة والمُتاجِرين بالدين والشعارات ... لن يغلقوا أبواب الفساد ، طواعيةً ، ولن يفتحوا أبواب الحرية والكرامة للشعب ، إختيارياً . لن يكّفوا عن إشعال نيران الكراهية والحقد ، طوعياً .
أنهُم بحاحة إلى [ كَفٍ عملاقة ، قَوية وصلبة ] كَف الجماهير المُطالبة بحقوقها بثباتٍ وإستمرارية ، كَفٍ جّبارةٍ تطبق عليهم الخناق ، وتُقّدمهم للعدالة والمُحاسبة .
* خرجتْ مظاهرات في ساحة التحرير في بغداد " مُؤيِدة " لوزير الدفاع خالد العُبيدي ، وتناقلتْ وسائِل الإعلام ، دعوات بعض المتظاهرين ، إلى قيام الجيش ب [ إنقلاب ] عسكري ! .
حذاري من هذه الطروحات الخطرة والساذجة . فالتأريخ الحديث أثبتَ ان " الإنقلابات " لن تحل مشاكل البلدان والشعوب .
..................
مئات الآلاف من الأكُف الصغيرة .. تُشّكِل كَفاً عملاقاً . هذهِ يدي الصغيرة أمُدُها ، هاتوا أياديكُم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حبي لكفك
ماجد جمال الدين ( 2016 / 8 / 4 - 18:40 )
وأتشرف أن أضع كفي مع كفك !
تحياتي


اخر الافلام

.. هجمات البحر الأحمر تربك حركة التجارة العالمية #بزنس_مع_لبنى


.. فلسطينية تتعهد بالصمود رغم نزوحها مشيًا من قرية خزاعة إلى خا




.. -رحلة فرار مؤلمة-.. سودانيون يفرون من الفاشر إلى الضعين عاصم


.. أخبار الصباح | يوم الحسم.. صناديق الاقتراع البريطانية تُفتح




.. الشرطة الأميركية تلاحق لصاً سرق سيارة