الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شاهد عيان على ميلاد قصيدة.

عبدالكريم القيشوري

2016 / 8 / 5
الادب والفن


جميل أن تكون شاهد عيان على ميلاد قصيدة لشاعرة مميزة؛ شاعرة تعيش بكل جوارحها.. لبت دعوة جمعية الزهور والمنتدى الجهوي للثقافة والتنمية اللذان يشتغلان على فن التشكيل بربوع دكالة وأزمور. حضرت افتتاح معرضهما الوطني بقاعة المفكر المغربي عبدالكبير الخطيبي؛ حيث أثتت القاعة بلوحات فنية لأعمال ثلة من فنانات وفناني التشكيل والنحت . شاركت في أمسية إبداعية احتفاء بأهل الفن بإلقاء القصيد؛ عاشت الأجواء الكرنفالية بكل انطلاق وحرية وحبور.. كأنها فرس جامح. جابت أزقة ودروب المدينة العتيقة لأزمور؛ مدينة التراث المفعمة بعبق التاريخ؛ لتكتشف الأمكنة. انبهرت بمساحات الصحون؛ تطلعت إلى قامات الأسوار بجلال؛ انحنت مبايعة لأبوابها التي قدت من قصر طول.انطلقت فوق أسطحها تنشد الحرية مشرعة ذراعيها كطائر يصفق جناحيه استعدادا للطيران.تأملت النهر الرقراق المنسوب لأم الربيع؛ وإلى الخضرة التي تشع من بين ضفتيه. ابتسمت لبطون القوارب الممتلئة بالزوار؛ والتي تجوب النهر مجيئا وذهابا. نزلت الهوينى كملكة من صحن ثغر عبر أدراج لتستطلع أمر رقرقة الماء؛ استوقفتها مقهى عند منعطف. جلست لتأخذ نفسا؛ لتستطيب بشرب كأس شاي. أتاها المخاض؛ عبرت صراحة عن رغبتها في الكتابة؛ دعاها الزملاء تأجيل الأمر بعد أخذ جولة قصيرة في النهر على ظهر قارب. لبت ؛ استمتعت وهي تغازل الماء؛ تداعب الماء؛ تنثر رذاذ الماء؛ أليست بكليمة الماء ؟
استقر المقام بها برياض شكلت هندسته من ليالي ألف ليلة وليلة؛ رامت كرسيا كالأريكة كان مواجها لنافذة تطل على النهر. استوت بجلستها عليه؛ أفردت ورقة وأخرجت قلما؛ نظرت نظرة تأمل إلى النهر من النافذة؛ تحرك المخاض في أحشائها؛ فتولدت القصيدة. قصيدة النهر التي أبدعت الشاعرة ريحانة بشير في ترجمة صورها عبر كلمات تمتح من البلاغة والبديع ..
قصيدة : النهر
على ضفة الحلم غيمة
ملوك النهر في انتظار السماء
أن تنزل إلى قلب النهر
لم تكن الأمنية غريبة
كانت رملا يجوب أقبية المدى
كان المدى قبلة النهر للضفة
حين يضيق القلب.
تسائلني المويجات عن سر الرياض
عن النافذة المضيئة قبالة النهر
تخرج من فمها أشباح.
الأرض خيال في كشف فوضاك
الجهد الأعمى خيال
الفراغ خيال في رعشة الامتلاء
أنت خيال في عمر الوردة
حين يستبيح الندى الوريقات.
تخالجني فيك نظرة
تجلس على كرسي رقيق الأرجل
ضعيف الرؤية
تائه الوريد في عمق الماء الذي لم يجد أصله.
لم أكن الضفة
ولا تلك الممسوسة بالرحيل
لم أكن أبدّد أنفاسي في خلجات فارغة
لم أكن الحياة الغاضبة من وجع الوقت حدسا
كنت الحاضر يتحرك في الظلام
يقشّر الوقت ليحيا معصوب العينين،
كنت الطين في صرخة امرأة
نسيت قلبها في عين النهر
قالها النهر ورحل.
تمدد في عيائك
تمدد في هزالك
كما رأيت الروح ترك.
ينبعث من المجاز رائحة خيبة
كأنها نسور من حجم انكسار.
خذ جسدي أيها النهر
المركب الوحيد في انزلاق الصمت حبل بلا مرفإ
الصمت الغريب يقف على الأبواب المتلونة الدافئة
الحية
الملكية
أبدا لاتنغلق
أبدا لاتحلق
أبدا لاتتحدث حتى تقترب اليد الكاتبة
لتقول : عمر النهر من عمر الدفقة.
قدماي نهر
قدماي قلب
قدماي رمل
قدماي مزامير داوود على فم المويجة
تتقلّب في الوجع
الوجع نظرة
نظرة واحدة ونعبر النهر
نظرة واحدة وتتساكن الروح في ملمح الومضة.
اقترب من أذن النهر
لاحواس للأذن
لاحواس للصوت
لاحواس للشفاه
من غير يدي الممتدة صوب النافذة
صوب الجبل المحمّل بالزيتون والالهة
طريق في الغيب يكفي
على الكف دمعة
دمعة واحدة تخرس النهر
دمعة واحدة ويجف النهر
كما أنا
كما أنت
كما هذا المنحدر.

-------------------------------------
الشاعرة ريحانة بشير
أزمور 30/07/2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب


.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج




.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت