الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في نقد الحركة الوطنية الكويتية - الجزء الثالث

علي حسين العوضي

2005 / 12 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


هناك أسئلة كثيرة وعديدة حول الحركة الوطنية الكويتية وتتمحور هذه الأسئلة حول انخفاض تأثير الحركة في المجتمع الكويتي وانحسار شعبيتها في السنوات الأخيرة وما هي الأسباب والتداعيات التي أدت إلى ذلك .
ونحن في هذا المقال سنحاول بقدر استطاعتنا استعراض عدد من العوامل والمؤثرات التي ساهمت في هذا الانخفاض والانحسار لعلنا نصل إلى ما نصبو ونرمي إليه حتى تعود الحركة الوطنية والتيار الوطني إلى سابق عهده ، ويقود المجتمع الكويتي من جديد .
*****
هناك قضية هامة تستوجب منا الوقوف أمامها ، وهي مسألة اختفاء الهوية الفكرية الواضحة للحركة الوطنية في الكويت ، فقد انتهجت الحركة منذ تحرير الكويت في العام 1991 عندما تأسس المنبر الديمقراطي الكويتي سياسة عرفت بـ ’’ تعويم الأيديولوجيا ‘‘ والذي كان أحد تداعيات الغزو العراقي للكويت وموقف التيارات والحركات القومية منه إضافة الى عامل آخر أتى لاحقا وهي انهيار المنظومة الاشتراكية وتأثيرها المباشر على كافة الحركات القومية والاشتراكية والتقدمية . وقد أدى ذلك الى حدوث اختلاف جلي في التوجهات الفكرية والعقائدية لدى أطراف الحركة الوطنية ، فكان من الصعب إذابة الفوارق الفكرية مما جعل الحركة في المقام الأخير تتفق على خطوط عامة تُشكل أرضية توافقية بين هذه الأطراف اصطدمت في أحيان كثيرة بالواقع المتهالك للحركة .
فالحركة الوطنية الكويتية لا يزال خطابها السياسي غير واضح ومبهم في آن واحد ولم تستطع تطبيق برامج عملها ـ هذا إن كان هناك برنامج عملي واضح وشامل !! ـ ، فكل ما ترتكز عليه الحركة في المرحلة الحالية هو الموقف من السلطة السياسية والحفاظ على دستور 1962 دون المحاولة لتطويره وتفعيله !!
ولكن هذان الموقفان يحتاجان إلى تدعيم من قواعد شعبية ، وهذه القواعد تحتاج من الحركة الوطنية تقديم هوية فكرية واضحة المعالم لا لبس فيها حتى ترتبط وتتفاعل مع الحركة ، والحركة أيضا مطالبة ببرنامج شعبي يتوافق مع مطالب الشارع الكويتي .
كل هذه الأمور مفتقدة في الحركة الوطنية الكويتية في المرحلة الراهنة ، فكل ما تُقدمه الحركة الآن عبارة عن ردود أفعال فورية تجاه أحداث معينة ، وهذه الردود في أحيان كثيرة غير مدروسة ، وهذه مشكلة كبيرة بحد ذاتها ، حيث فقدت الحركة خياراتها الإستراتيجية التي كانت تتميز بها في السابق ، فعلى سبيل المثال كان للحركة ـ في الخمسينات من القرن الماضي ـ رؤيتها تجاه المشكلة الإسكانية التي لم تحدث في تلك الفترة ، وجهزت دراساتها وأبحاثها للتعامل معها في حال وقوعها وعندما وقعت كان للحركة دورها الفعال تجاهها .. واليوم هل تملك الحركة مثل هذا الحدس والتوقع والتنبؤ .. بالطبع لا .
وهذا الأمر مؤشر خطير على انعدام التفكير بالمستقبل والذي هو نتيجة حصر الحركة صراعها وبقائها من خلال معركتها في مواجهة التيارات الدينية من جهة والسلطة من جهة أخرى .
وهنا يجب أن نحدد أن معركة الحركة الوطنية ليست مع هذا الطرف أو ذاك ، بل أن معركتها الحقيقية تكمن في مدى استطاعتها على خلق المواطن القادر على النهوض بمجتمعه والقادر على الدفاع عن قيم هذا المجتمع ومبادئه ضمن إطار الدستور والقانون ، هذه هي المعركة الحقيقية التي على الحركة الوطنية الكويتية استيعابها والتعامل معها .
وهذا الأمر بطبيعة الحال يحتاج من الحركة الوطنية أن ترتكز على قاعدة فكرية صلبة وخطاب سياسي واضح وبرنامج عمل موجه ينطلق منهما .
والسؤال : هل تتمكن الحركة الوطنية في الكويت من تجاوز هذه المعضلة والتغلب عليها ؟

*****
وأخيرا .. نستطيع أن نحدد عددا من النقاط الهامة التي على الحركة الوطنية الكويتية تلافيها .
وهذه النقاط الأساسية يمكن تلخيصها في الأمور التالية :
1- إعادة تنظيم الحركة الوطنية لنفسها من خلال تجمع ( حزب ) سياسي واحد وإلغاء كافة التفرعات التنظيمية والتجمعات الموجودة التي تحمل نفس التوجهات الوطنية والديمقراطية .
2- إيجاد هوية فكرية واضحة تستند عليها الحركة ، وطرح خطاب سياسي يتوافق مع تطلعات المجتمع الكويتي .
3- طرح برنامج عمل واضح للحركة يتم من خلاله تحديد الهدف منه ، وآليات العمل وطريقة التنفيذ .
4- إعطاء فرصة أكبر للشباب الوطني الديمقراطي للنهوض بالحركة من الجديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصة نجاح حلوانية سورية بمدينة غازي عنتاب التركية | عينٌ على


.. إسرائيل ترسل مجددا دبابات إلى شمال قطاع غزة وتزيد الضغط العس




.. السودان: سقوط 27 قتيلا واستخدام - أسلحة ثقيلة- في معارك الفا


.. مصر: التنمر الإلكتروني.. هل تكفي القوانين لردعه؟ • فرانس 24




.. رئيس الوزراء اليوناني في أنقرة في زيارة -حسن جوار-