الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتصار يبدأ من الداخل

عبد العزيز الخاطر

2005 / 12 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


عندما ضربت مصر عام 1967م وهُزم العرب عسكرياً أمام إسرائيل ، ادعى الكثير أن النظام القومي الناصري هو سبب الكارثة وإنجاز الكثيرون ضد الفكر القومي بمشمله ولم يروا فيه أية إيجابية رغم ما له من أبعاد أقلها وأبسطها التأكيد على الكرامة وشرف الأمة . وحين تنازعت الأمة تيارات الإسلام السياسي على أشكالها حتى بدأ أعدى أعداء الأمة على مقربه من بعضها لارتباط المصالح وعلى نقيض من الطرف الآخر من بعضها الآخر الاستئصالي ، أدركت الأمة أنها في مهب الريح إلا أن هناك شبه إجماع لدى السواد الأعظم من أبناء هذه الأمة أن المشكلة الحقيقية تكمن في السلطة العربية أياً كان فكرها ولونها ورائحتها بل أن رائحة الصراع العرقي والأيديولوجي والطبقي تفوح أينما اتجهت داخل محيطها العربي لم يكن ترمومتر تقدم الأمة واضحاً كما يجب فكانت القياسات بما فيها المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية دَجَلٌ كبير ما يلبث بعد سقوط سُلطة وقيام أخرى حتى يتهاوى وكأنه لم يكن فالإنجازات مرحلية لأنها تنحصر فقط في دورة حياة السُلطة القائمة ومكاسبها الراهنة ولا تمتد ابعد من ذلك والآن بعد كل ما وصلت إليه الأمة في تهاون وتخاذل وما يواجهها من تحديات مصيرية لا تزال هناك أصوات تنادي بمخارج وبوسائل انقاد مختلفه بما فيها من التحاق بركب العولمة الجارف رغم تشوه هياكلنا كأمة الاقتصادية منها والسياسية ولم يوضع الترمومتر الحقيقي لإعادة بناء الذات العربية والإسلامية وضع الإنسان داخل مجتمعه العربي والمسلم ، كيف يمكن لأمة أن تنتصر في أي من معاركها وقرار هذه المعركة يتخذه فردٌ واحد بل كيف لها أن تتقدم والمواطنون فيها درجات منها ما هو فوق السحاب ومنها من هو تحت الصفر .
لقد آن الأوان لإقامة دولة المواطنة الحقيقية داخل أرجاء هذه الأمة التاريخية وهي وحدها القادرة على صنع السلطة ذات القرار المستقل وهي وحدها القادرة كذلك بأن تدفع بالأمة إلى مجالات ارحب وأوسع . أن الملايين من أبناء الأمة العربية على اختلاف أعراقهم مبعدون ومهمشون من المشاركة في قضايا الأمة وكفاحها نتيجة لانشغالهم بقضية وجودهم والاعتراف بهم كأفراد ومواطنون لهم جميع الحقوق عليهم جميع الواجبات وأستطيع أن أجزم أن طريق الخلاص يبدأ باختزال الجميع تحت مفهوم المواطنة وجمع ارادات الأمة ما أمكن نحو أهداف محددة وهو ما تم فعلاً داخل الولايات المتحدة وجعلها تسود العالم . أن الاستمرارية والقوة والمنعة لدول المواطنة حتى وإن بدا حيناً أن الأيديولوجيا يمكنها أن تحقق ذلك كما رأينا في ألمانيا النازية أو إيطاليا الفاشية أو ربما كما يبدو للبعض من خلال تبنيه للإسلام السياسي أياً كانت درجة حدته وقوته .
يبدو أن الأمر يتطلب من الأمة أن تقاتل في أكثر من موقع في الداخل والخارج لتحقيق أهدافها ولكن ضرورة الاقتناع بدولة المواطنة أولاً أمراً في غاية الأهمية بعد أن جربنا مرحلة الأيديولوجيات . لعلي على يقين أن أكبر إنجاز للحضارة الغربية والتي مكنها من السيادة والتسيد والانتشار هو تحقيقها الفعلي والواقعي وتطبيقها كذلك لمفهوم المواطنة لم تحقق هذه الحضارة شيئاً يذكر حينما كان المجتمع طبقات من نبلاء وعبيد ورجال كنيسة ولم تحقق شيئاً عندما ساد الفكر القومي المتعالي في أرجائها ( مع تقديري للاعتزاز بالهوية والتاريخ والثقافة ) على كل حال تبدو الأمور وكأن معركتنا مع إسرائيل هي الخاتمة ولكن الحقيقية إن معركتنا مع الذات والتي تجد من المقاومة الشيء الكثير داخل جيوب الأمة والتي تريد أن تمسك بعقارب الساعة من المضي قدماً هي البداية الحقيقية لانتصار الأمة على نفسها قد أن تتمكن من الانتصار على الغير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن