الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمن نبدأ الإستجواب أولاً؟!

واثق الجابري

2016 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


إعتدنا على تقسيم ذاتنا، وإعتقدنا بوجود عدو نبحث عنه أو نفترضه، وتجاوز بعضنا حدوده الى حدود الآخر، وترك ظهرنا مكشوف ليدخل العدو بيننا، ونحن مشغولين بالقضاء على بعضنا؛ نُحارِب ونُحارَب، ونصنع جبهات للقضاء على المخالف؛ حتى قطع بعضنا كل الجسور التي تربط المصلحة المشتركة؛ التي لا ينسفها حتى الأعداء أحياناً كونها من مصلحة الطرفين.
لم يتعامل كثيرون على إعتبار شريك الوطن؛ كمنافس على الأقل، وقطيعة المصالح الضيقة؛ جمعت بعضهم مع صفوف الأعداء من حيث يدري أو لا يدري.
مهما كان النقد قاسياً، والإستجواب شديداً وموضوعياَ؛ فأنه من أدوات التصحيح، وأن صدقت النوايا فستؤدي الى إعادة المسار الى سكتها، ومتى ما شعر الفرد بحجم مسؤليته؛ فسيعمل على قدرها، وتطلبت حركته الهدوء والتمعن والحسابات المستقلبية، وكلما إستعجل لشخص لبلوغ القمة دون إمتلاك أدوات الترقي؛ فمن الحتم سيهدم حائط جدار المشتركين.
نحن ندمر أنفسنا بأنفسنا، وغيرنا وشريكنا بالوطن، ونترك جبهة الإقتتال عن مصيرنا الى التصارع بيننا، وكل يُحارب بسلاح ينتقيه، والأشد من يطعنك من الخلف ونظرية المؤامرة حاضرة؛ إذ لا يُحسن بعضنا الظن بالكثير، ومنهم من فقد ثقته بنفسه.
كل الأفعال إعتقدوها تنافسية إنتخابية بأدوات تسقيطية، وكم من مشروع وأطروحة وفكره حاربوها بدوافع سياسية، وكم شخصية أُسقطت وكم فرصة ضاعت وندمنا، وتصلبت مواقف المتزمتين؛ بالإنحدار عن الذائقة العامة والثقافة العراقية وقيمة المهمة الحكومية والتمثيل البرلماني، وكم من تقمص الإصلاح ولم يُصلح نفسه، وطلب الإستجواب ولم يستجوب أفعاله.
ما معنى الإستجواب ولا أجابة عن تساؤلات المواطن، وماذا يعني التسقيط والنفس ساقطة بالإبتزاز، وكيف يحق لنائب أن يغري المواطنين بالتوظيف والمنح ومكتبه دكان عمولات ومقاولات، وهل علم النائب دوره الرقابي والتشريعي، والسلطة التنفيذية لتنفيذ ما تقره غيره من السلطات، ولا حق له سوى الإقتراح، إذن ما فائدة أي عمل دون نتائج إيجابية وسلم أولويات، ومن قل أن الإستجواب في الوقت الحاضر يؤدي الى نتائج إيجابية ومعالجة سلبية؛ وهل أن ضعاف النفوس لا وسيلة لهم سوى التسقيط والتشويه والإتهام، وسبيلهم مسالك ضعفاء الشخصيات المهزوزة.
إن الإستجواب حالة صحية، والأصح منها تقدير الألويات والظروف الزمانية والمكانية، فهل من مصلحتنا في وقت المعركة الأخيرة التي من المتوقع أن نقضي على أخر معاقل الإرهاب، وما نعده من عدة وعمل مباغت وإستخباري؛ فهل صحيح كشف عيوب بعضها غير حقيقية، وهل ندل العدو على مطارتنا وآلية تعاقدنا ونوع سلاحنا؟!
من يُريد ان يكون قائد عليه قيادة نفسه للصواب، ويعرف تكليفه، ولا حق له أن يُعطي لنفسه ما يمنع لغيره؛ بتقسيم الأرزاق ورزم صفوف الفقراء في خانته.
لا يمكن أن يكون ما حدث في البرلمان إجتهاد شخصي لنائب، أن لم تقف خلفه جهات دفعته بهذا الإتجاه، وتنسينا من أفسد ومن أبتز وخالف سلم الأولويات والمسؤوليات، فلامعنى للنقد أن لم يك للبناء، ولا الإستجواب أن لم يك لكشف حقيقة وتعديل مسار وتقديم أولوية، ولا فائدة من أكل لحمنا بأيدينا او تقديم لحم بعضنا للعدو؛ إذن بمن نبدأ الإستجواب أولاً للضاغط للإبتزاز وتمرير مشاريع الفساد، أم للمضغوط عليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إلى أين سيقود ستارمر بريطانيا؟ | المسائية


.. غزة .. هل اجتمعت الظروف و-الضغوط- لوقف إطلاق النار؟ • فرانس




.. تركيا وسوريا.. مساعي التقارب| #التاسعة


.. الانتخابات الإيرانية.. تمديد موعد التصويت مرتين في جولة الإ




.. جهود التهدئة في غزة.. ترقب بشأن فرص التوصل لاتفاق | #غرفة_ال