الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-حقوق الإنسان- ضيّعت -الإنسان-

علجية عيش
(aldjia aiche)

2016 / 8 / 6
حقوق الانسان


امرأة لزمن آخر..
"حقوق الإنسان" ضيّعت "الإنسان"
( في الحديث عن اغتيال البراءة )
لا يهم كم عدد الأطفال الذين اختطفوا و اغتصبوا و قتلوا في الجزائر، ذكورا أو إناثا، و الطريقة التي قتلوا بها.. بقدر ما يهم معرفة دوافع القيام بمثل هذه الجرائم البشعة التي يكون الأطفال ضحاياها...، هل المال أم الانتقام، و في كل الحالتين لا ينبغي أن يستخدم المجرم "البراءة" طعما لتحقيق هدفه، الانتقام سلوك غير حضاري، و الطمع في المال بأساليب وحشية جريمة إنسانية يعاقب عليها الإنسان، و بين هذا و ذاك يوجد خلل ما ، في ما يحدث من جرائم ، إما أن قوانيننا غير فعالة لأسباب عديدة أولها لأننا لا نملك عدالة مستقلة، و أن حقوق الإنسان منعت تطبيق حكم "الإعدام"، و اكتفت بحكم "المؤبد" ، لكن هذا الحكم لا يجدي، طالما السجون الجزائرية تحولت إلى فنادق بخمس نجوم، هذا ما جناه "العفو الشامل" على المجرمين، الذين جعلوا من السجن "مَضْيَفَةً" ( دار الضيافة) يقيمون فيها مدة ثم يستعيدون حريتهم، وقد يقول قائل أن الجاني مختل عقليّا، و وجب وضعه في مصحة للأمراض العقلية على مدى الحياة، لأنه يشكل خطرا على المجتمع، و الحقيقة أن مرتكبي جرائم الاختطاف كما يقول علماء النفس و الاجتماع هم شخصيات "سايكوباتية" تمتلك بُعْدًا إجراميا خفيا، تتلذذ بخطف الأطفال و اغتصابهم ثم قتلهم، و الشخصية السايكوباثية يسعى صاحبها دائما إلى إشقاء الآخرين، و هؤلاء تلقوا تربية قاسية في طفولتهم، أدت بهم إلى الانقلاب على المجتمع.
سؤال جدير بالطرح و هو كالتالي: ماذا حققت منظمات حقوق الإنسان، و بخاصة حقوق الطفل في حماية هذه الشريحة، ليس بالضرورة أن نتكلم عن حق الطفل في التعليم والعلاج المجاني، و حقه في اللعب و الترفيه، و نناقش هذه المسائل مرة كُلَّ سَنَة، و ننظم لها الندوات و المحاضرات، ونطوي الصفحة ثم نفتحها في السنة المقبلة، دون أن نضمن له الحق في الحياة، بمعنى حمايته من شتى الاعتداءات، ثم ألا نلاحظ أن أحزابنا السياسية و منظماتنا و جمعياتنا جعلت من عيد الطفولة ورقة انتخابية، و تحولت الطفولة إلى قضية سياسية، لا نتحدث طبعا عن قتل الأطفال في الحروب التي تعتبر حالة استثنائية، و إنما هذه الجرائم التي تحدث هنا و هناك، حسب الخبراء فإن كان موضوع قتل الأطفال لا يشكل ظاهرة، فعدم الوقوف بحزم في مواجهة هذا الخطر تحول إلى ظاهرة حقيقية، تحتاج إلى دراسات علمية بحتة ، و إعادة النظر في القوانين، و وضع سياسة خاصة لمحاربة هذه الظاهرة، في ظل مجتمع يعيش تغيرات كبيرة متعلقة بالأسرة والتربية وتركيبة المجتمع.
كيف نحمي الأطفال الأبرياء من التعرض للاعتداءات الجنسية و للقتل بدون مبرر، وتمزق قلوب أسرهم حزنا على فراقهم، أو حسرة على إهمالهم لهم، نعم لابد أن نشخص الدّاء من كل جوانبه النفسية و الاجتماعية، فالظاهرة لا تعود إلى غياب الوازع الديني و الأخلاقي فقط، بل إلى إهمال بعض الأمهات اللاتي يتركن أطفالهن يلهون في الشارع دون مراقبة، و في بعض الأحيان تطردهم حتى لا يزعجنها بصراخهم في البيت، أو تترك طفلها بين أيدي شخص لا تعرفه بحجة أنه أعجب بطفلها و يريد تقبيله، و كم تحدث هده الحالات في عيادات الطبيب، أو في محل ملابس الأطفال، قد تكون هذه الأمثلة في نظر البعض تافهة، لكنها خطيرة جدا، بل في غاية الخطورة، لأن الشيء الذي نستصغره، يؤدي في كثير من الأحيان إلى الندامة، و لهذا لا يجب أن نستصغر المخاطر، ثم نقول قدر الله و ما شاء فعل، لاسيما و ظاهرة اختطاف الأطفال انتقلت إلى سرقة الرضع من داخل المستشفيات.
من الضروري القول اليوم أن مواثيق الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الإنسان و لجانها ثبت بطلانها، لاسيما المادة الخامسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و التي تنص على عدم تعريض أي إنسان للتعذيب و لا للعقوبات و المعاملات القاسية أو الوحشية أو المهينة للكرامة، و يمكن القول أن هذا الإعلان ساهم في تنامي الجريمة ، و السؤال يعاد طرحه من هم الخاطفون؟ هل هم مجموعة من الأشرار قررت أن تخلق الرعب في قلوب الأسر و العائلات؟، هل هي الحاجة للمال؟، أم أن الفساد عمّ في المجتمع فانقلب السحر على الساحر..
علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أردوغان يدين موجة العنف ضد اللاجئين السوريين ويلقي باللائمة


.. ألمانيا والسويد تعتقلان سوريين يشتبه بتورطهم بجرائم حرب




.. بريطانيا تحاول عرقلة عمل المحكمة الجنائية الدولية.. ما القصة


.. نقل أطفال مصابين في القصف الإسرائيلي على مدرسة النازحين في خ




.. In defence of free expression and peaceful assembly in solid