الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفراح ... وتطلعات لعراق ديمقراطي

محمد ناجي
(Muhammed Naji)

2005 / 12 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


العراقيون في كوبنهاكن
للمرة الثالثة خلال عام واحد تحرك العراقيون صوب صناديق الاقتراع ليمارسوا حقهم ويعبروا عن رأيهم في قضاياهم المصيرية ، وبالنسبة لعراقيي المهجر فهي المرة الثانية ، بعد ان لم تتوفر لهم الفرصة في المشاركة بالاستفتاء على الدستور الدائم . في الدانمارك التي كانت احدى الدول التي اقترع فيها العراقيون ، وفي العاصمة كوبنهاكن التي قسمت الى 3 مراكز و 18 محطة اقتراع ، كان لنا حديث مع عدد من الناخبين والمتابعين عن سير الانتخابات واهميتها .
تحدث رجل الدين الشيخ ( علي القطبي ) فقال : لمواطن عراقي مثلي عاش عمره تحت ظل الاستبداد والطاغوت فهذه الانتخابات تعني الكثير , خاصة حين يرى نفسه ، خلال فترة قصيرة ، صاحب صوت وكلمة مسموعة في مستقبل وطنه ، بعد أن كان يعيش على الهامش , بل كان يخاف حتى أن يقول أنه صاحب رأي أو كلمة او يملك فكرة يحلم بـتحقـيقـها . الحمد لله أصبح العراقي يفتخر أمام العالم بحريته وشجاعته واختياره لمصيره بنفسه , وصار يباهي العالم بتحديه لقوى الارهاب والظلام باحثاً عن حريته . أعتقد بأننا نعيش في فترة تحول عظيمة مهمة ومصيرية , لا تقتصر على العراق بل على كل دول المنطقة . أشعر بأننا في عرس حقيقي وهذه المرة الثانية التي أشارك بها وأنا في بلاد المهجر , وبهذه الفرحة الغامرة . العراق صار أحلى وأجمل في عيني والعراقيون ايضا صاروا أحلى وأجمل , وهم يسطرون هذه الملحمة الإنسانية الجميلة في تاريخ الشعوب المتطلعة للحرية وكرامة الانسان .
أطمح الى أن يرى العراق الاستقرار والأمان الذي غاب طويلاً عن شعبنا . إن من حق شعب العراق أن يعيش كبقية شعوب المنطقة بل أفضل ، فلقد طالت محنته وتعددت معاناته ولا يمكن أن يستمر الحال هكذا إلى الأبد .
وها نحن نكون قد ساهمنا في المساعدة بهذا الصوت الذي نقدمه في بناء مستقبل زاهر للأجيال المقبلة , وما ذلك على الله بعزيز , وأن لا يتحكم برقابها أي مستبد سواء كان استبداداً دينياً أو قومياُ أو طائفيا.
لقد كدت أن ابكي يا سيدي وأنا ارى العلم العراقي الذي قدمه لنا احد الموظفين في الانتخابات , وقد أخذ العلم ولدي الصغير بشير ذا الخمس سنين وهو يلوح به ويقول : العراق .. العراق , وانا أتعمد في كل مرة أن أخذ أطفالي ليشاهدوا هذا الكرنفال التاريخي , وليعلموا كيف تكون الحرية ويفكروا في مستقبلهم الذي نعمل على ان يكون وضاءاً ومشرقاً ونتمنى أن يكون كذلك انشاء الله تعالى .

اما الكاتب والمفكر الاسلامي ( غالب حسن الشابندر ) فيتحدث باختصار : لأول مرة اشعر اني انسان عراقي ، بعد ان وجدت الآلية والظروف التي تحقق فيها ارادتي ، وطموحي الاكبر هو ان تسود مفاهيم وقيم الديمقراطية الحقيقية في العراق والعالم اجمع .
ويحدثنا الفنان التشكيلي ( كاظم الداخل) فيقول : هذه اول خطوة للثقة بين المواطن والنظام الجديد . وانا واثق ان المواطن لديه حماس كبير رغم انه يخرج الآن بحذر . ولكن المسألة تعتمد على ماذا سيفعل المرشح وهذه تجربة اولى مع مرشح جديد ، ومستقبلا ستكون للناخب فرصة ان يتعرف على اداء المرشحين . انتخبنا في المرة الاولى وكان المرشحون لا علاقة لهم بالناخب ، فأختزلت الحصة الغذائية في البطاقة التموينية وارتفعت اسعار البزين في بلد النفط وهذا شيء غريب ! نتوقع ان تكون الدورة الانتخابية الحالية وهي لأربع سنوات اكثر نفعا للمواطن وذات تأثير في التجربة الديمقراطية . وكفنان ، كان في وزارة الثقافة الاولى ماقبل الانتخابات السابقة مساحة للفن ، وفي الوزارة التي تلتها ، وبعد تغيير الوزير اختفى الفن لتتحول الى ثقافة للطم !
وتشترك معنا في الحديث ( ام رنا ) وهي طبيبة نسائية : هذه التجربة جديدة بالنسبة لي ، فلأول مرة تتوفر فرصة المشاركة في الانتخابات في العراق ، رغم ان عمري 51 سنة ، فتصور أي نظام سياسي ( مهزلة ) حكمنا ! لذا أحب ان اخوض هذه التجربة الديمقراطية ، ولعل صوتي يساعد في بناء عراق جديد ، عراق واحد موحد ينعم فيه الجميع بالامن والاستقرار .
وللكاتب والباحث القانوني ( محمد عنوز ) الذي انتهى للتو من عملية الاقتراع ، رأي يذكر فيه : المشاركة في العملية الانتخابية ترسيخ للوسيلة السلمية لتداول السلطة ونبذ لأسلوب الانقلاب ورفض لنزعة الهيمنة واحتكار السلطة .. وأود ان أشير بأن مايجري اليوم هي عملية انتخابية وليس معركة انتخابية ! لأن ذهنية المعركة ومتطلباتها توفر مجال للخرق والتشويه والتدليس ايضا ، فكفانا معارك . ان الرابح في هذه العملية الانتخابية هو الشعب ، بمعزل عن النتائج وما ستحصل عليه هذه القائمة او تلك .. نحن ننتخب الوسيلة السلمية لتداول السلطة ، نحن ننتخب اعادة الاعمار ولندحر الارهاب ، نحن ننتخب .... العراق .
وتتحدث (ام سارة - موظفة) بهدوء : الانتخابات ممارسة ديمقراطية وهي حق من حقوقنا الانسانية وهي واجب ازاء انفسنا ومجتمعنا وبالتالي فهي مسؤولية يجب ان يتحملها الجميع ليصلوا بالمركب الى بر الامان . وبما انها ممارسة حديثة في مجتمعنا الذي عاش في ظل الدكتاتورية فهي تحمل نكهة مختلفة تمس كل خلايا الانسان العراقي . ومن خلال مساهمتي اشعر بأني اساهم في استقرار العراق ومن ثم بناؤه ، وهذه عملية طويلة تتطلب جهدا وارادة الجميع . انها خيار من خلال ورقة الانتخاب وليس صراع من اجل تقاسم السلطة ، كما يراد لها ان تكون من قبل البعض .
وبحماس يتحدث ( نشوان قادر شعبان عقراوي/ موظف): جئت من العمل لكي انتخب بعد ان اخبرت صاحب العمل بانني ساذهب الى الانتخاب حتى اذا فصلني من عملي ، وهذه العملية ايجابية ومصيرية يمكن ان نحقق فيها الامن والاستقرار ، واذا حصل هذا فانا ساعود واقبل ارض العراق .. انشاء الله يكون العراق واحدا للجميع ، كردي عربي مسيحي مسلم لا فرق فكلنا عراقيون وهذا هو مصيرنا .
وكان لابد ان نتحدث مع السيد (عمار الاسدي) مدير المركز الانتخابي ، لنسجل رأيه بعد ان طرحنا عليه مشاهدتنا لعدد من الاشخاص وهم يوزعون دعاية انتخابية لأحدى القوائم المتنافسة ، رغم منع الدعاية قبل 24 ساعة من موعد الاقتراع ، فقال : الدعاية لم تتوقف ، وقد ابلغنا ممثلي الكيانات السياسية بأن يبتعدوا في دعايتهم من مركز الاقتراع بما لا يقل عن 100 متر ، وماعدا ذلك فالعملية تجري بصورة طبيعية وجيدة جدا واعداد الناخبين في ازدياد وكما توقعنا فهي اكبر من الانتخابات السابقة ، ولا توجد لدينا اية مشاكل ، ولا علم لي بوجود أية شكوى رسمية ، وامامك وكلاء الكيانات السياسية الذين يتابعون العملية وبامكانك الحديث معهم ايضا ، وكما تعلم ، هناك صحافة واعلام يتابع العملية حيث وزعنا هويات الى 93 اعلامي وصحفي ، عراقيون واجانب ، بعد ان تم اعتمادهم ، من بينهم مندوبي قناة العراقية والعربية .
ثم التقينا بالسيد (عبد المطلب عبد الواحد) وهو يمثل القائمة العراقية : بشكل عام لاتوجد ملاحظات ، الا ان هذا لا يعني عدم وجود حوادث متفرقة ومحاولات خرق واستفزاز من جانب بعض القوائم ، ففي اليوم الاول مثلا كانت هناك تظاهرة استعراضية استفزازية رددت فيها شعارات وشتائم بعيدة عن الذوق والممارسة السياسية ... وغير ذلك من الممارسات التي يمكن ان تكون لدينا فيها وقفة مع المفوضية ، بالنسبة لعدد المراقبين فهو جيد ، الا ان علينا الاشارة الى ان المفوضية يسيطر عليها كوادر التنظيمات الاسلامية ، كما ان هناك عوائل كاملة تعمل ضمن المفوضية . سير الانتخابات جيد ، وهدفنا هو المساهمة في خلق ديمقراطية راسخة لكي لاتستطيع رياح الطغيان والاستبداد التي لا تزال مستشرية في الساحة العراقية من اسقاطها ، ومن اجل تعزيز مبدأ المواطنة العراقية .
ويتفق معه السيد (عبد الستار الخزرجي) وهو من القائمة العراقية ايضا : صراحة هناك تجاوزات خارج المركز وعالجها مدير المركز ، منها ماحدث بعد ان وزعنا منشورا للقائمة أخذ البعض من احدى القوائم الاسلامية بالصراخ ( قائمة البعثية والكفار) ، فعالجها مدير المركز وابلغهم بان هذا يشكل خرق يعرضهم للمسؤولية . تجاوب مدير المركز ممتاز ويعالج الامور فور وقوعها رغم وجود ملاحظات حول الكادر الاداري الذي يتعامل باستعلاء وسلطوية ، ولكننا مرتاحون عموما لسير العملية ، التي لا تخلو من بعض الامور التي تظهر خلال سير العملية الانتخابية من مثل امكانية ازالة الحبر من الاصبع ، مما اضطرنا لفحص اصابع الناخبين ، وكذلك التدقيق في الهوية والانتماء العراقي ، وغيرها من الحالات التي تم تجاوزها من قبل المفوضية .
ثم تحدثنا مع السيد (فراس صادق المؤمن) ممثل قائمة الائتلاف الاسلامي الموحد ، وسألناه عن توزيع الدعاية فقال : هذا صحيح ولكن لايمكننا السيطرة على كل الشباب المتحمسون والمتعاطفون معنا ، كما ان القوائم الاخرى قامت بنفس العمل ، حتى اننا رصدنا 3 حالات على الاقل لأفراد انتخبوا مرتين ، وابلغنا ذلك للمسؤولين عن المركز ، وقد اشتكينا من نوع الحبر الذي يمكن ازالته وقد جربنا ذلك بحضور د. جمال مزعل مسؤول قسم تدريب الموظفين في المفوضية . ولكن يمكننا القول بان الأجراءات العامة جيدة وهي افضل مما كانت عليه في الانتخابات السابقة ، والانتخابات نزيهة وسارت بشكل جيد والناس كانوا سعداء عربا واكرادا ومن جميع مكونات الشعب العراقي ، انها نصر للعراق نحن حققنا الانتخابات بدون اي تاثيرات وهذا بحد ذاته نصر لكل العراقيين فالكل كان فرحا وشاركنا الاكراد بدبكاتهم الجميلة وهم شاركونا بهوساتنا ، وهذا هو المهم بغض النظر عمن يفوز ، فبهذه الروحية فالعراق هو الفائز ونتمنى لكل العراقيين ان يعيشوا بأمان وسعادة ورفاهية .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة