الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة إلى الشمال : طنجة المدينة التي أرفضها

عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .

2016 / 8 / 7
الادب والفن



قبل أن نقلع عن مدينة أصيلة، زرنا شاطئ الرميلات الذي يتموقع جنوب المدينة بحوالي خمس كيلومترات، هذا الشاطئ خلاب وصاف، يتردد عليه زائرون قلائل أغلبهم من السياح الاسبان والفرنسيين والمغاربة، الطريق التي تؤدي إليه غير مرصفة ومغبرة ومليئة بالتعرجات والتحدبات، كما أن ثمن سيارة الأجرة مرتفع ويصل إلى 15 درهم، الشيء الذي يجعل أصحاب "الخطافات" ينتشرون بكثرة، يا لهم من مغامرين اشداء لديهم قدرة هائلة على إختراق الجبال، شأنهم في ذلك شأن أصحاب العربات.
من الملاحظ أن مدينة أصيلة ليست جذابة، ما أن يقضي فيها المرء يوم أو يومين حتى ينتابه الملل، قضينا فيها ثلاثة أيام في منزل جميل وواسع وقريب من البحر ويتراءى ازرقا شفافا من السطح. مرسى أصيلة ليست كبيرة، يلاحظ بعض القوارب الراسية التي يسبح بالقرب منها مصطافو البحر . وقس على ذلك أسواقها، فهذا سوق أنوال القريب من الحي القديم، تكفي جولة فيه، لتطفح أمامك الأسعار الملتهبة وصغر الحجم وكأنك في عالم آخر.
كانت الرحلة إلى طنجة عبر الطريق الوطنية رقم 1 لا تنسى، على يسارنا كان البحر يمخر عبابه، بالمقابل كان وادي اللوكوس يتلوى كثعبان عجوز قضى رحلته تعرجا بين جبال الريف .
لا شيء يثير في طنجة غير كبرياء أهلها وخاصة أصحاب سيارات الأجرة الذين يشعرون بكبرياء كبير، لكنهم أكثر تفاهة وانحطاطا، إذ أنهم يرفضون الوقوف لأي شخص استشعروا فيه رائحة الغرابة وخصوصا نحن الذين كنا نحمل فوق ظهورنا حقائب الرحل وجوابو الآفاق، أحد أصحاب السيارات النادر حكى سر عدم الوقوف بالقول أنه استعداء لأهل الداخل، لكن من جهته يحترم الجميع، بل زار الداخل واكتشف أنهم أناس محترمون ومنفتحون ومستبشرون بالحياة، في حين أهل الشمال منغلفون ويشعرون بكبرياء . وختم كلامه بالقول "الله يهدي ما خلق".
في طنجة رجعنا إلى فندق ميامي، وترددنا على مقهى الحافة، هناك منظر خلاب وممتع، ويغري الناظرين، جلس محمد شكري ذات يوم هنا، وبقي أثره، إن العظماء لا يموتون خصوصا هؤلاء الذين يحملون هم الجماهير والكادحين، وغير بعيد عن هذه المقهى، هناك المقابر البونية والرومانية، لقد تم العثور على 12 قبرا مازالت آثارهم راسخة فوق صخور مطلة على البحر، تاريخ المغرب لا يقف عند 12 قرنا، بل يمتد الآلاف من القرون، فحيث الإنسان حيث التاريخ .
قضينا يوما وليلة في طنجة، ترددنا على سور "المعاكيز "، وتجولنا عبر الكورنيش، وفي الغد كانت رحلتنا صوب القصر الصغير .

27 يوليوز 2016/ الفنيدق- شمال المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطريقة كوميدية.. الفنان بدر صالح يوضح الفرق بين السواقة في د


.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية




.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه