الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة إلى الشمال : بين طنجة والفنيدق: أسى عن رفيقة سليبة

عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .

2016 / 8 / 7
الادب والفن


بين طنجة والفنيدق : أسى عن رفيقة سليبة.

في حدود العاشرة صباحا، حملنا الحقائب فوق ظهورها وغادرنا طنجة، صاحب الفندق رجل طيب، في هذه السنة وفي السنة الماضية قبل أن نهم بالمغادرة كنا قد تركنا الحقائب في عهدته ريثما نعود من شاطىء "اشقار" الذي يتواجد في ضواحي المدينة، أو نعود من تناول الفطور . سرنا عبر الكورنيش، ومررنا بالقرب من المرسى حيث تناولنا الغداء عند وصولنا. الكثير من السيارات ابت الوقوف، اللهم واحدة قادتنا نحو حافلات القصر الصغير . كان الذهاب مريحا عبر الحافلة، أكثر المستقلين للحافلة مصطافون طنجاويون وبعض الفرنسيات، واحدة كانت جميلة ذات شعر انسيابي، وأخرى كانت تحمل كتابا في يديها تقرؤه بنهم . بعد طول تعرجات، القصر الصغير قرية راسخة في قدم الجبل الذي تلفه غابات كثيفة وصخور جرداء، ومنازل متناثرة هنا وهناك . ملامح الساكنة تبدو صلبة وقاسية، ركبنا مع مكناسي في سيارته بعد أن نزلنا بالخطأ بعيدا عن القصر الصغير وقال لنا أنه تزوج من امرأة ريفية، و حالت دون رجوعه إلى موطنه، لكنته تغيرت وصارت شمالية، اشترى سيارة وصار يحمل الركاب عليها كسبيل للعيش . طيلة ركوبنا معه كان مرحا للغاية، حاول أن يساعدنا في إيجاد في منزل للكراء، وجدنا رجلا كهلا، لكن لم نتفاهم معه . لا شيء يغري في القصر الصغير غير شطآنه وجباله المترامية .
لم نمكث سوى يوم واحد، كم كنت شغوفا بالذهاب إلى الفنيدق والمرور جوار سبتة المحتلة من أجل أن أنظر إليها من بعيد للمرة الأولى في حياتي، سبتة السليبة التي حرمنا منها منذ 1415، ولم نستردها في معركة انوال المجيدة عام 1921، ولم نستردها في استقلالنا عام 1956 . كان فقدانها وهي على مرمى حجر منا مثل جرحا غائرا بالنسبة لي كمغربي معتز بوطنيته، فعلى الطريق المؤدية إليها لاحظت القليل من لوحات التشوير تشير إلى سبتة المحتلة، مع كثرتها بالنسبة الفنيدق وتطوان كأن هناك حرجا تشعر به الدولة حيال المغاربة : "هذه هي طريق سبتة ولكن لا يمكنكم الدخول إليها مروا جانبا واذهبوا الى الفنيدق"، كما تكتب على لوحات التشوير "سبتة" كأنها مدينة إسبانية وانتهى الأمر، بل هي مدينة مغربية يستعمرها الاسبان و يرفرف علمهم فوقها منذ أكثر من سبعة قرون . إنه أقدم استعمار في التاريخ. يشهد على ذلك جبل موسى الشامخ والحزين على هذا الفقدان الطويل حتى اشتعل رأسه شيبا، وبات حنونا يضم الأفارقة جنوب الصحراء، كما ينظر باسى على الحدود الوهمية التي تفصل المدينة عن وطنها الأم -المغرب، بلاشك سوف تعود في يوم ما ويرحل الاسبان عن أرضنا لكي نصل إلى أعلى نقطة في الشمال المغربي .

ع ع / 28 يوليوز 2016 الفنيدق - المغرب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف