الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقال بقلم خفير الصبة الخضراء

عيسى محارب العجارمة

2016 / 8 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


بسم الله الرحمن الرحيم
خفير الصبة الخضرا
خاص – عيسى محارب العجارمة – الى القراء الكرام:- ان دار التقدم تكون شاكرة لكم اذا تفضلتم وابديتم لها ملاحظاتكم على هذا الكتاب على العنوان: زوبوفسكي بولفار 17 موسكو – الاتحاد السوفييتي .
كانت هذه العبارة تختم بها الكتب الصادرة عن دار التقدم . موسكو ومن الكتب الجميلة الصادرة عام 1983 كتاب خلاصته ان ( المجاعة هي ارث الاستعمار) ، ويتطرق عن الاستعمار الجديد : وطرائقه الجديدة للاستغلال الامبريالي ، والمساعدات الغذائية في استراتيجية الامبريالية ، وعدم المساوة الاجتماعية هي سبب الفقر والمجاعة ، وبطلان المبدأ " الديموغرافي " النيومالتوسي عن المشكلة الغذائية بالعالم ، حيث تبدو ظاهرة "الانفجار الديموغرافي" في مظهر مغاير تماما ومحرف في مؤلفات العديد من الاقتصاديين الديموغرافيين وعلماء الاجتماع البرجوازيين المعاصرين بصدد مسائل تطور بلدان آسيا وافريقيا واميركا اللاتينية .
تقضي تقاليد المالتوسية الكلاسيكية وهي احد اتجاهات الفكر البرجوزاي الاستعماري الجديد الاكثر رجعية ان مشكلة الفقر والجوع هي سبب ذلك الانفجار . فقد رافقت الثورة الصناعية بنهاية القرن الثامن عشر حالة افلاس جماهيري للفلاحين والحرفيين وازدياد البطالة ومردها لعلاقات الاستغلال الاجتماعية وهي غير ما يتحامق به القس الانجليزي مالتوس حينها منذ 200عام .
يقول صحفي غربي بوقاحة عن "انفجار السكان" :- بعد غياب الشمس تغرق القرية الهندية في الظلام ، وليس لدى الناس كتب ولا دور سينما ولا اجهزة تلفزيون . ولا يبقى امامهم سوى شيء واحد هو اللجؤ الى الفراش . ففيه يجدون النوع الوحيد للراحة واللذة .... ان منابع مشكلة السكان الاسيوية هي الجماع .
ولكنه لا ينبس ببنت شفة حول ضرورة التصفية العاجلة للتخلف الاجتماعي والاقتصادي الذي ولده الاستغلال الاستعماري المديد لدول العالم الثالث .
وكذلك فقد حدد علماء الغرب عام 1960 وهم من عرفوا بانبياء "يوم الدينونة" على صفحات مجلة "ساينس" ("العلم") مقالة تتحدث عن نفسها بنفسها : " يوم الدينونة : الجمعة 13 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2026 ". وان البشرية في هذا اليوم ستغوص في اللانهاية . بسبب اكتظاظ الكوكب بالسكان بتنبؤ للكارثة الايقولوجية والمجاعة الشاملة .
تلك الفترة كانت تشهد حركة التحرر الوطني عالميا فحاربتها الدعاية البرجوازية الرأسمالية الاحتكارية الليبرالية فهام الغرب ب"تخطيط الاسرة" كوسيلة لتذليل المصاعب الاجتماعية الاقتصادية بمعنى "كيف يموت النصف الثاني للبشرية" بين الشمال الغني والجنوب الفقير.
يبدو ان ( بكسة ) صندوق البندورة التي وصلت اليوم الى ستة دنانير بالاردن هي مقدمة ليوم الدينونة ذاك وغيرها من مديونية وضغوطات اقتصادية هائلة على الاردن الهاشمي غيض من فيض امبريالي اجرامي مبيت تجاه الاردن والتقارب الاردني الروسي في الملف السوري هذه الايام .
وانا اجزم ان الهاشمية الشيوعية هي الحل الوحيد لكل ما نشاهده من فقر وبطالة في الاردن وهي نتيجة توصلت لها بعد مطالعة ما يقارب عشرات الاطنان من الصحف والمجلات والكتب والدوريات والابحار الواعي على شبكة الانترنت ولكن قومي لا يعلموا .

تزخر الذاكرة العروبية والقومية العراقية بموقف مشرف من خدمة العلم وشرف الجندية للملكة عالية الهاشمية ملكة العراق بحقبة الثلاثينات من القرن المنصرم زوجة الملك غازي وهي تتحمل اعباء الحكم مع اخيها الشهيد الامير عبدالاله – الوصي على العرش – رحمهم الله جميعا .
وقد وصفها رئيس قبيلة عتيبة حينما رأى منها براعة بالفروسية وهي في التاسعة من عمرها الشئ العجاب في بطحاء مكة المكرمة وقصور اهلها الصيفية بالطائف بقوله :- لو كانت هذه الفتاة الهاشمية ولدا فحتما ستكون فارسا لا يشق له غبار .
فكانت رحمها الله تقبل الواسطة التي تطرح على مقامها السامي بكل الامور الانسانية لدى سمو الوصي عدا ان تطلب منها سيدة عراقية اعفاء ولدها من خدمة العلم وكانت تعتز بموقف جدها الشريف حسين بن علي الذي دفع بأبنائه الاربعة الابطال فتية قريش- علي وزيد وفيصل وعبدالله - الى ساحات الوغى قادة مجاهدين بصفوف الثورة العربية الكبرى كعادة ال البيت الاطهار حرائر واحرار.
وكانت رحمها الله وهي تجود بأنفاسها الطاهرة أثر مرض عضال على سرير الموت عام 1950- وكأنها تتنبأ بنهايته المشرفة - تثمن كلمة الشهيد الملك عبدالله الاول رحمة الله بقوله :- اتمنى ان اموت برصاصة على ان اموت بسريري وسط اهلي وهم يتألمون علي .
وان تاريخ الاردن الهاشمي هو امتداد خصب وحي للثورة العربية الكبرى التي نحتفل بمؤيتها المباركة هذا العام ونحن القابضون على جمرها لأن شعلتها في قلوبنا هي السبيل لرضا الله ورسوله ويا ليت قومي يعلموا ذاك الخطب الجلل الذي سيلحق بهم ان هم تخلوا عن نصرة ال البيت الاطهار ولنا في دمار العراق الشقيق منذ عام 1958 ولليوم أشد العبر والدروس حينما تتخلى الامة عن قيادتها الهاشمية الشرعية وترخي زمامها للاحزاب الوضعية والحركات الكشفية الارهابية الغرة على تاريخ الشرع والشريعة والاسلام الهاشمي منهل الامة الصافي ونبعها الزمزمي القرآني الرباني الرقراق .
ولشد ما أثلجت صدور الاردنيين الصورة الغنية بالعواطف الجياشة التي بثتها بترا وشاهدناها بالصحف المحلية الاردنية خلال التكريم الملكي السامي للبطلين النقيب فيصل العدوان والرقيب احمد العدوان بتقليدهما وسامي الشجاعة والانقاذ في قصر الحسينية .
نسي الاردن أحزانه على شهداء الهجوم الارهابي الجبان على مكتب مخابرات البقعة بهذا اللقاء العائلي البهي بين الملك والبطلين العدوان الذين قبضا على المجرم الارهابي الجبان ومعهما أسرتيهما وذويهما بقصر الحسينية حيث نظرة الابوة والفخر من لدن جلالته وهو ينعم على البطلين بنوط الشجاعة تقديرا لصفاتهما البطولية في القاء القبض على الارهابي الجبان .
ساعات الحزن والاسى التي عاشها الاردنيين ملكا وجيشا وشعبا واجهزة امنية ، خلال تلك الحادثة الفاجعة سبق وان دهمتنا يوم اغتيال الشهداء الملك عبدالله الاول على عتبات الاقصى والاسرة الهاشمية بالعراق عام 1958 وهزاع ووصفي ومعاذ الكساسبة والنقيب راشد الزيود ولن يكون اخرها هجومي البقعة والركبان الارهابيين ، لأن الاردن الهاشمي وارث الراية والرسالة والخلافة وقيادته من سلالة بيت النبوة فهو الاحق بالشهادة والشهداء وقدره ان ان يقف على خط النار الدامي مع كل اعداء الامة عجما وعربا تكفيريين وأرهابيين يخدموا الاهداف العليا للصهيوصليبية الحاقدة .
ولكن أسقط في ايدي قوى (السوبر باوروعربانها الاعاريب) الراعية لقطعان الارهاب والتكفيريين وداعش وغيرهم ان قبيلة عربية ماجدة تدعى العدوان - وهم الكواسر جنود الرسول - قد ورثت المجد كابرا عن كابر ومعها كل قبائل وعشائر الاردن الماجدة (أنتي فايروس داعش) ستقف لهم بالمرصاد دعما واسنادا لمليكنا الهاشمي المفدى وجيشنا العربي الاردني المغوار وأجهزتنا الامنية الجسورة .
كانت نظرات الحب والحنان والفخر وابتسامة الرضا تفيض على محيا جلالة الملك القائد الاعلى للقوات المسلحة الاردنية البطلة وهو يكرم البطلين العدوان ، يشاركه بخلفية الصورة بأبتسامة الرضى الباشا مشعل الزبن قائد الجيش والباشا فيصل الشوبكي مدير المخابرات العامة - على شهدائها الابطال خالص الرحمات – وتهللت قسمات وجه الباشا عاطف السعودي مدير الامن العام وهو لاشك بالغ الغبطة بهذا التكريم للبطلين لانه تكريم لكل جهاز الامن العام كما صرح النقيب البطل فيصل العدوان .
وقد سبق أن قال المغفور له بأذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال بكتابه الرائع مهنتي كملك ما يدل على واقع الحال بين الاردنيين وقيادتهم الهاشمية من ترابط أسري عائلي لم تنفصم عراه بحمدالله ومدده على مر الزمان وما أشبه الليلة بالبارحة .
يقول رحمه الله :- (نعم لقد كانت حياتي خصبة مليئة، كما قلت ، و ربما لم يعرف مثلها إلا القليل من الناس. لقد عرفت السراء والضراء، ولعل الضراء رجحت على السراء، وعانيت لحظات في غاية الشدة .
ومرت بي فترات في أقصى درجات الضيق، وألمت بي أوقات كنت أشعر فيها بأنني في
منتهى العزلة، وعرفت الحداد والأحزان والنادر من الفرح، والقليل من السعادة، لقد عرفت
كل ما يمكن أن يعرفه كائن بشري : الجوع والعطش والإذلال والهزيمة، والنادر من اليسار
والبحبوحة والقليل من السلام والراحة والابتهاج .
ولقد كان شعبي معي في كل هذا، لأنني متعلق بشعبي في الأردن تعلقاً لا تنفصم عراه ، وموثوق الصلة به إلى أبعد الحدود، فقد كانت آلامي هي آلامه، وأحزاني هي أحزانه.
ولم كنت أعلم أن مواطني، منذ الحرب العالمية الثانية ، لم يتذوقوا إلا القليل من السعادة ، فأنا
أيضاً مثلهم ، لم أعرف من السعادة إلا أقلها .
يتابع الحسين :- لا شك أن أبسط الأشياء تدخل السعادة إلى قلبي: كنجاح أحد المواطنين، وفوز إحدى المبادرات التي تقدم عليها بلادي، واليد التي تبسطها إلي أمة صديقة ، وابتسامات زوجتي
وأولادي.
وما أفعله لشعبي ، أفعله أيضاً لهم على السواء. فهم جميعاً أردن الغد، إن حياتي الخاصة والعائلية غير منتظمة فأعباء الدولة تحول بيني وبين أن أكون لهذه الكائنات الإنسانية العزيزة الغالية بالقدر الذي أرغب وأتوق إليه . وطالما أضطر أن أخيب آمالهم في الوقت الذي ينتظرونني فيه لتناول طعام الغداء معي. فأحتبس نفسي مع زائر أجنبي، أو سياسي أردني، ثم في حوالي الساعة الرابعة أو الخامسة من بعد الظهر، أطلب إحضار بعض الشطائر لآكلها وأنا منهمك في عملي. أما في المساء، فإنني أغادر مائدة العمل في الساعة الثامنة أو التاسعة، ويكون أولادي عندها قد استسلموا إلى الرقاد) انتهى الاقتباس .
رحم الله الحسين وشهداء المخابرات العامة والركبان وجميع شهداء الاردن الهاشمي منذ الثورة العربية الكبرى التي هي بالقطع سبب الحقد الاعمى لكثير من قوى الشر بهذا العالم ، وأطال الله بعمر جلالة سيدنا رمز الامة وسياجها المنيع الذي غمر أسرته الكبيرة وشعبه الوفي الابي بأبوته الحانية وفيض حزنه النبيل على الشهداء الابطال .
ورحم الله من قال :- القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة .وكل الشكر لدار التقدم في موسكو على اعادة صياغة النضال العالمي ضد الامبريالية من جديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا