الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجاح داعوق وفاعلية التفاؤل في رسم نصوص انيقة

عقيل الواجدي

2016 / 8 / 9
الادب والفن


نجاح داعوق وفاعلية التفاؤل في رسم نصوص انيقة


للنفس البشرية طابع الميول والانحياز التلقائي تجاه بعض الاشياء دون سواها ومنها الالوان وبالتالي يكون لهذا الميول الاثر الواضح في تمكننا من تشخيص نفسية الفرد والاحاطة بها الى حد كبير ، كما ان التدرج اللوني ساند اساسي في فك طلسم النفس ومدى امتلاكها عاملي التفاؤل والتشاؤم او وسطية مابينهما ، والاثر السايكلوجي لتقبل الوانا بعينها محفزا انفعالات بشرية تتسامى عن الاحاطة في بعض الاحيان خاصة حين تكون الالوان المعبّر المزاجي غير المتزن للنفس ..
ان تقطف زهرة من ربيع وارف لايمنحك حق التميز ، وان تقف على ضفة نهر مهما بلغ الضمأ في النفس لن يشعرها بتفرد ماهي فيه ، لكن ان تقف على سفح عارٍ وبيدك زهرة لاشك سيمنحك فرصة التميز واثر عبقها ، وهذا مالمسناه في نصوص الشاعرة ( نجاح داعوق ) حيث تقف متفردة بتفائلها على تلال من التشاؤم والياس الذي احاط النفوس حتى ماعاد يستهويها اي جمال مهما بلغ .
تعود بنا نصوص الشاعرة ( نجاح داعوق ) الى زمن ترسخت فيه القيمة التفاؤلية لدى الانسان حينما تبناها العديد من الفلاسفة والكتاب الاوروبيين الذين وجدوا ان الشر في النفس البشرية مهما بلغ ماهو الا محدود يمكن الاحاطة به وترويضه ، وتبنت هذه الجماعة النزعة العقلية التفاؤلية ضمن وجهة نظر ميتافيزيقية والتي ارسى دعائمها : ديكارت ( 1596 – 1650 ) وسبينوزا ( 1632 – 1677 ) وليبنتز ( 1646 – 1716 ) وان الافكار تنتقل من التشوش والغموض وعدم الملائمة باتجاه الوضوح والتميز والملائمة .. اما في التراث والادب العربي لم اجد من تبني فكرة التفاؤل بصورة واضحة كمنهج او كمدرسة مستقلة لما يخيم على نفسية الفرد العربي من تشاؤم ويأس متلاحق من اوضاع سياسية واجتماعية واقتصادية لاحل لها .
استطاعت الشاعرة ( نجاح داعوق ) في رسم اطار عام متفائل لنصوصها تبلغ به قدر الاستطاعة في تجاوز كل محيطيها مستشرفة الامل في يكون للغد لونا اخر .. اقتطفنا من نصوصها الاخيرة مايمكن ان يمنحنا صورة خلابة ونقية لروح شاعرتنا التي تسابق املها فلاتعدوه ولايعدوها ..
الفراشات لاتغادر اغلب نصوصها فهي المزدهية كربيع كاحلامها الغضة
(( حلما كتبتك على الحروف....
فراشة تمايلت بين الزهور ))

ثم نراها ترتل مواعيدها تراتيل عشق لاينفك الامل يدوّن الياسمين على خد من الصباح
(( كم من....
لحن غردت شفتاي... إسمك
...إحتفال زففته كرمة عينيك
...ترتيلة عشق اهديتها لأنفاسك
...نجمة عقدتها بخيط أحلامي
وطوقت بها راحتيك....
نثرتني... وعد الياسمين...
والشمس...
وعينيك... ))


يتجلى في مقطوعتها ( كروية هي ارضي ) تمسكها بالامل حد العناق رغم كل مايحيط بها فهي المتشبثة به تشبث الانفاس في الصدور
كروية هي أرضي .... أخاف لحظة فراق...
كادت سمائي.... أن تكون رمادية....
ضمة بريئة من حنان... نزلت ...
عانقت الأمل .... أهوى الحياة... مع النوارس
رغم الأنين.... ))

ثم لاتبالي شاعرتنا حتى التصنع في رسم ملامح الامل خشية ان يغادرها ، فهي الهامسة عشقا والموقنة الفراشات ستضاحك الورد والفجر لاشك آت ..
(( قد اصطنع الصمت...
أدق ابواب الصوت...
اقارب النبض....
أهمس عشقااااا
أنا على يقين...
تزهر الفراشات ..... أمواجاااا....
فجرااااا ....
أزهر أنا..... بك... ))

مارسمته انامل شاعرتنا كفيل ان يختط منهجا شعريا لها ويؤصل لمرحلة نحن امس الحاجة في تبني فكرة التفاؤل والايمان ان الغد ترسمه ايدينا لاانتظارا للقدر ان ينحته .. يبقى التفاؤل هو البارع في منحنا نصوصا انيقة تفك عنا اغلال الواقع واصفادة وتبذر في فيافينا بذور الامل ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث