الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل ثّمة أمل ؟
امين يونس
2016 / 8 / 9مواضيع وابحاث سياسية
![](https://ahewar.net/Upload/user/images/feea5e71-f95a-457e-bbcc-eb059e0023ba.jpg)
هل ثّمة أمل في إنفراج الأوضاع في أقليم كردستان والعراق عموماً ، خلال الأشهُر القادمة ؟ للأسف أرى بأنهُ ليسَ هنالك أمل . وما يدفعني إلى هذا التشاؤم ، ما يلي :
* العراق وبضمنه أقليم كردستان ، ليسَ جزيرة منفصلة عن مُحيطه ، بل أنهُ يتأثرُ بما حوله بصورةٍ واضحة .. ومن المفروغ منهُ أن كُل الجوار الأقليمي للعراق ، مُضطَرِب ويُعاني من الصراعات الحّادة ، والتنافس الشَرِس بين القُوى الكُبرى ( أمريكا / روسيا / أوروبا / الصين ) ، التي حّولَتْ المنطقة بِرمتها ، إلى ساحة حروبٍ بالوكالة ، ومكاناً لتصفية الحسابات ، ومُحاولة السيطرة على مصادر الطاقة وتوسيع أسواق صرف منتجاتها .
* السعودية " بنهجها الجديد ومَلِكها وأولياء عهده " وسياستها المُغايرة عن السياسة التقليدية السابقة ، متورطة تورطاً مُرّكَباً : فمن تدخُلها السافِر في الشأن السوري ، مروراً بضغطها المتصاعِد على مصر ولا سيما بعد عَزل الأخوان المسلمين ، وصولاً إلى تزعُمها لحربٍ شعواء قذرة ، على اليمن . كُل هذهِ الأفعال ، مُكلِفة وباهظة الثَمَن ، وسوف تُنهِك السعودية وتضعفها .
السعودية بنهجها الطائفي المتشّدِد ، تُحاول أن تتزعم " السُنّة " في العالم ، أو على الأقل تتقاسم الزعامة والنفوذ مع تُركيا ، بالضِد من النفوذ الشيعي الإيراني .
* الكويت ، رغم أنها تُحاوِل أن تتفادى المواقِف المتطرِفة ، وتبتعد عن الإنغماس في الملفَين السوري واليمني ، أكثر .. إلا أنها في النهاية ، مُضطّرة للمشي وراء السياسات السعودية بصورةٍ عّامة .
* سوريا ، التي بذلتْ جهوداً كبيرة لإبعاد النار عن نفسها ، منذ 2003 ، وآذّتْ العراق كثيراً ، بتسهيلها مرور الإرهابيين والسيارات المُفخخة " بالتواطؤ مع تركيا ودول الخليج " ، وإستمرَ ذلك لسنواتٍ عديدة . إلا أنها لم تصمُد في النهاية .. فالنار وصلتْ إلى عقر دارها ، وتبدلتْ الإصطفافات ، فتشكلتْ جبهة من إيران وسوريا وحزب الله والميليشيات الشيعية العراقية ، مدعومةً من روسيا ، ضد الجبهة الأخرى : تركيا ودول الخليج وأمريكا والغرب . تدمرتْ سوريا وتشّرد الملايين من السوريين في أرجاء المعمورة وباتَ البلدُ مُقسماً من الناحية الفعلية .. ولا زال نفس الدكتاتور قابعاً في دمشق ، تحت حماية روسيا .
والدول الكبرى والأقليمية ، تتباحث وتتوافق في كيفية الإجهاز على ما تبقى من الوطن السوري .
* إيران .. لا تُقارَن بالعراق او سوريا او الكويت وحتى السعودية ، فهي ليستْ فقط أكبر بمساحتها أو نفوسها ، من هذه البُلدان . بل ان إمكانياتها الإقتصادية عموماً والعسكرية ، أقوى ، وتتمتع بإستقرارٍ سياسي نسبي ، ونظام حُكمٍ صلب ( بِغَض النظر عن تأييدنا لها أو معارضتنا ) . وعدا عن الثروات الطبيعية والصناعة والزراعة ، فأنها تمتلك ثروة بشرية كبيرة . كُل هذه الأمور جعلتْ إيران تتحّمل العقوبات المفروضة عليها ، لسنين طويلة ، وتنتصر في النهاية بإتفاقها النووي مع المجتمع الدولي .
رغم كُل السياسات الإيرانية المشبوهة ، تجاه العراق ، وتدخلها السافِر وتأييدها ودعمها للميليشيات الطائفية ، وعملها المُنّظَم لإنهاك وتدمير ما تبقى من الإقتصاد العراقي . ورغم كُل التنكيل والبطش وعمليات الإعدام المتفاقمة ، بِحق المُعارضين داخل إيران . فأن النظام الإيراني ، إستطاعَ لحد اليوم ، الحفاظ على علاقات وثيقة مع روسيا والصين ، وعلاقات متوازنة مع أمريكا والغرب ، وفَرَضَتْ نفسها ، لاعباً أقليمياً مُهما يُحسَب لهُ حساب .
* تُركيا .. لا سيما بعد الإنقلاب الفاشِل ، أصطبغتْ بصبغة " أردوغان " أكثر . تركيا الأردوغانية ، لعبتْ أدواراً قذرة خلال السنوات العشرة الماضية ، تجاه العراق منذ 2003 ، وضد سوريا منذ 2011 . طموحات أردوغان السلطانية ومغامراته ومراوغاته ، في المنطقة " بالتواطؤ الضمني مِنْ قِبَل الدول الكبرى " ، أدتْ من الناحية العملية ، إلى تدمير سوريا والعراق وتحطيم إقتصادهما وتشتيت شعبيهما وإنتشار المجاميع الإرهابية . تركيا الأردوغانية ، ضربت المدن الكردية داخل تركيا بالطائرات والمدفعية طيلة شهرَين وقتلتْ مئات المدنيين الكُرد ، تركيا الأردوغانية قمعت المعارضة وسجنت الصحفيين وأساتذة الجامعة . وبالرغم من كل هذا ، فأن :
تركيا لا زالتْ عضوا بارزاً في الحلف الأطلسي / لازالت علاقاتها جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية / لازالت أوروبا بحاجة ماسّة إلى تركيا ولا سيما في ملف اللاجئين / حتى روسيا ببوتينها ، سوف تستقبل أردوغان اليوم بالأحضان .
تُركيا " بِغض النظر عن تأييدنا لها أو معارضتها " .. قد فرضتْ نفسها على المشهد ، وأكدتْ على أنها لاعبٌ مُهم أيضاً في الحسابات الأقليمية .
* أما نحنُ ، أي العراق ... فلقد أصبحنا منذ سنواتٍ طويلة ، حقلاً لأحْقَر أنواع التجارُب ، التي تجريها علينا الدول الكُبرى . ساحةً لإكتشاف مفعول مُختلف أنواع الأسلحة والكيمياويات والحرب البيولوجية وكُل ما يخطر على البال ، من أحَط أشكال التجارُب . منذ ما سُميَ حرب تحرير الكويت ، حيث جّرَبتْ أمريكا أنواعاً جديدة من أسلحتها ( في الجيش المنسحب ، على طول الطريق من الكويت الى البصرة ) .. جيش منهزِم ، لا يملك أي مُقاومة .. قامتْ الطائرات الأمريكية والغربية والخليجية ، بإختبار أسلحة جديدة ، فقتلتْ عشرات الآلاف من الجنود والضُباط " بِكُل إنسانيةٍ وديمقراطية " وبدمٍ بارِد .
وتستمر التجارُب لحد اليوم ... وليس فقط على النطاق العسكري والبايولوجي ، بل حتى في المجال السياسي والإجتماعي . فَكَمْ ستستفيد مراكز البحوث والأكاديميات ، من : تجربة الإتيان بحفنةٍ من أسوأ أنواع البَشر ، وتسليطهم على رقاب الشعب ، بإسم " التحرير " وبإسم " الديمقراطية " ؟ . ثلاثة عشر سنة مّرتْ ، ولم نستطع ، مُجّرَد " وقف التدهور " وليسَ التقدُم إلى الأمام . هل هناكَ حقاً أفسدُ من هذه الطبقة الحاكمة في العراق وبضمنه أقليم كردستان ؟ هل هنالك شعبٌ يقبل ويرضى بهذه الأوضاع الكسيفة والمهينة وطويلة الأمد ، غيرنا نحن الشعب العراقي ؟
* كما ان إعادة بناء مدينةٍ مُحّطَمة كُليا ... بحاجة إلى رفع جميع الأنقاض ورمي النفايات ، ثم الإستعانة بأساليب حديثة في البناء والإنشاءات .. فأن ( إصلاح ) الوضع السياسي في العراق ، شُبه مُستحيل . فنحنُ بحاجة إلى إزالة هذه الطبقة الحاكمة الفاسدة بقضها وقضيضها .. والإعتماد على شُرفاء لبناء المواطِن والوطن .. ولهذا أنا مُتشائم ، فذلك يحتاج إلى سنواتٍ عديدة وليس أشهُر .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الديمقراطية في الغرب.. -أنا وما بعدي الطوفان- #غرفة_الأخبار
![](https://i4.ytimg.com/vi/p4K7RcNNw6E/default.jpg)
.. الانتخاباتُ الفرنسية.. هل يتجاوزُ ماكرون كابوسَ الصعود التار
![](https://i4.ytimg.com/vi/34Zm0PBNn6Y/default.jpg)
.. لابيد يحمل نتنياهو مسؤولية توتر العلاقات مع الولايات المتحدة
![](https://i4.ytimg.com/vi/lUNlJZOFpZQ/default.jpg)
.. استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين بقصف إسرائيلي استهدف مركز إيواء
![](https://i4.ytimg.com/vi/yxWBuCQd9NI/default.jpg)
.. نتنياهو يبلغ نوابا في الكنيست بانفتاحه على وقف حرب غزة.. ما
![](https://i4.ytimg.com/vi/BTLD85WCMQs/default.jpg)