الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنتخابات البلدية الفلسطينية واسطورة الوفاق ؟

ناهض الرفاتى

2016 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


لم يحن الوقت بعد حتى تنتصر الديمقراطية الفلسطينية و أن تقف فى وجه الدكتاتورية الفردية المتمثلة فى حكومة الرئيس أبو مازن , أو حتى فيما يمارس من سلوكيات من قبل بعض الحركات الإسلامية التى تتصدر مشهد الوصاية الدينية على الحركات والجماعات الأخرى كما يبدو ذلك واضحا لدى الجماعات السلفية الجهادية أو العلمية ,الى جانب بقاء حكومة الأمر الواقع فى غزة تحت سقف الشرعية بالرغم من كارثية الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية التى يعيشها القطاع , مصير الى الهاوية ذاهبون اليه فى رتل من الأفكار والأوهام بين الخلود والموت .
فامكانية التخلص من حكومة ما دون اراقة دم كونها انتهت مدتها القانونية أو أنها أخلت وفشلت فى حقوقها وواجباتها غير واردة لا من بوابة الإنتخابات اوعودة سل السيف والرمح مرة أخرى .
فدائرة التسامح والتعايش تضيق ذرعا يوم بعد يوم مع تلك الحكومات التى أصبحت غير معبرة عن آمال الناس وهمومهم وغير معبرة عن اللحظة التاريخية التى تستهدف نضال وجهاد الشعب الفلسطينى العظيم الذى قدم التضحيات تلو التضحيات .
العقبة كداء فى العلاقة السياسة فى فلسطين المحتلة بين طرفى النزاع فتح وحماس والتى لم تسمح وتؤسس لمساحة وهامش مقبول لنقد الآخرعبر النضال الفلسطينى الطويل , ولا بالنقاش الذى يضمن وجود اطار من المبادئ المتفق عليها بين الأطراف التى وضعت نفسها جميعا فى دائرة الخيانة من جهة اتهام كل طرف للآخر .
فالديمقراطية الفلسطينية الحالية مقبلة على انتخابات بلدية يستحيل فيها قبول الآخر عبر اسطورة الإطار الذى أصل لها هيرودوت من خلال أقصوصته الشنيعة والشائقة التى تعبر عن تمسك كل طرف بافكاره وعاداته , اسطورة أرد من خلالها (بول بوير) من الوصول لقبول الآخر من خلال نقاش قد بكون مثمرا وخصبا حتى مع وجود حجم كبير من الإختلافات لن يكون مستحيلا طالما الأنسان يريد أن يتعلم من أخطائه وليس فقط مستمك بأرائه , مناقشة عقلانية نقدية تساعدنا الى أن ندعو الآخرين للإختلاف معنا .
اسطورة هيرودوت أبو التاريخ تعبر عن استحالة التفاهم والنقاش بين فتح وحماس الى حد كبير فى هذه اللحظة التاريخية من الجفرافيا , والتى سوف تدفعنا الى تدمير انفسنا فيما تبقى لنا من قوامة على القضية الفلسطينية فى عيون الشهداء.
بقى أن نقول أن الأسطورة تقول أن ملك الفرس (داريوس الأول ) أراد أن يلقن الإغريق المقيمين فى امبراطوريته درسا وكان من عاداتهم حرق موتاهم , استدعاهم وسالهم عن الثمن الذين يرتضونه كى يلتهموا آباءهم عند الوفاه , فأجابوا لا شئ فى الدنيا , فما كان منه الا ان استدعى (الكالاتيين ) وكانو يأكلون أباءهم عند الوفاه وسألهم عن الثمن الذى يرتضونه كى يحرقوا أباءهم عند الوفاه , فتعالت أصواتهم وناشدوه ألا يطلب منهم هذا الشئ الشنيع .
المجابهة بين الإغريق والكالاتيين نوعا من المناقشة المستحيلة والهوه الساحقة بينهما والتى يصعب اجتيازها خاصة أن كل طرف يقبع فى سجن عاداته وأفكاره وجدرانه المشيدة من الزيف التى صنعت له أو صنعها الأخرون له .
الإنتخابات البلدية فى فلسطين المحتلة لن تكون مجدية و مفيدة لأستحالة اللقاء وقبول الأخر لأوضاع اجتماعية قتلت روح الوطنية والعطاء , وأصبح فيها همنا من يحكم من , لا كيف يحكم , أصبحنا نذيق أنفسنا ويلات كبيرة ومؤلمة .
ربما الأولوية الآن هو ليس مزيدا من المحاصصة والأنقسام والذهاب الى أقصى الطرف , التوافق الحالى المطلوب ليس عبر الظروف المشحونة والتى سوف تكون فيها الحملة الإعلامية نوعا من الشذوذ السياسى وصب الزيت على نار الإنقسام .
الإنتخابات لن تكون مجدية فى تلك الظروف التى نرى فيها اسطورة الإطار أبعد من اسطورة الوفاق فى ظل عدم وجود طرف ثالث يحسم النزاع ويؤسس لشراكة وطنية قائمة على التسامح والتعايش وربما هذه الرسالة التى رغبت حركة الجهاد فى توصيلها الى الشعب الفلسطينى من موقفها الرافض بالمشاركة فى انتخابات 2016 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيضانات عارمة تتسبب بفوضى كبيرة في جنوب ألمانيا


.. سرايا القدس: أبرز العمليات العسكرية التي نفذت خلال توغل قوات




.. ارتقاء زوجين وطفلهما من عائلة النبيه في غارة إسرائيلية على ش


.. اندلاع مواجهات بين أهالي قرية مادما ومستوطنين جنوبي نابلس




.. مراسل الجزيرة أنس الشريف يرصد جانبا من الدمار في شمال غزة