الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة المقبلة توافقية أيضا

طارق الحارس

2005 / 12 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أثبتت الانتخابات الأخيرة التي جرت في الخامس عشر من شهر كانون الأول أن العراق يسير نحو الازدهار والتقدم والديمقراطية بشكل محسوب ودقيق ، بالرغم من العقبات العديدة التي وقفت ولازالت تقف في طريقه المتمثلة في المفخخات والانتحاريين وأصوات بعض المرتزقة والصداميين ، لاسيما بعد المشاركة الفعالة في هذه الانتخابات من طرف الذين غابوا عن الانتخابات السابقة من أبناء المحافظات الغربية ( الأنبار وصلاح الدين ونينوى ) أو ما يسمى بالعرب السنة ، هؤلاء الذين شعروا بالخسارة الفادحة التي تعرضوا لها نتيجة غيابهم - وليس تغييبهم كما يدعي البعض - عن الانتخابات السابقة مما تسبب في ابتعادهم عن تشكيلة الحكومة وعن لجنة صياغة الدستور بالمكانة التي يستحقونها بعد أن استمعوا الى نصائح بعدم المشاركة تحت ذريعة وجود المحتل الأمريكي والتي اتضح خطأها بعد أن قدمت الأطراف نفسها نصيحة جديدة بالمشاركة في هذه الانتخابات بفعالية كبيرة كما لاحظنا في يوم الانتخابات . لقد قرر أبناء هذه المحافظات المشاركة هذه المرة في بناء العراق الجديد وركل المرحلة المظلمة المتمثلة بحقبة النظام الصدامي الى مزبلة التاريخ والى الأبد .
نقول أن العراق يسير نحو الازدهار والتقدم بشكل محسوب ودقيق لأن التجربة الانتخابية الأخيرة قد جاءت بعد تجارب سابقة منها تجربة الانتخابات التي حصلت في بداية هذا العام والتي انبثق منها البرلمان العراقي وتشكيل الحكومة المؤقتة ولجنة صياغة الدستور الدائم وقبل ذلك كان تشكيل حكومة الدكتور أياد علاوي التي استلمت السيادة من قوات التحالف .
لا نريد أن نستبق نتائج هذه الانتخابات ، لكن المؤشرات تؤكد لنا أن القوائم الانتخابية المرشحة للوقوف في الصف الأول هي : قائمة الائتلاف العراقي الموحد ، والقائمة العراقية الوطنية ، وقائمة جبهة التوافق العراقية ، وقائمة التحالف الكوردستاني .
الترشيحات تؤكد على أن قائمة الائتلاف العراقي الموحد ( القائمة الشيعية ) لن تحصل على نفس عدد المقاعد التي حصلت عليها في الانتخابات السابقة نتيجة تخليها عن أحزاب وشخصيات مهمة كانت قد شاركت معها في الانتخابات السابقة مثل الدكتور أحمد الجلبي وعبد الكريم المحمداوي والدكتور علي الدباغ ، فضلا عن حصر نفسها في بودقة حزبية شيعية فقط متمثلة في ثلاثة أحزاب رئيسة هي : المجلس الأعلى للثورة الاسلامية وحزب الدعوة والتيار الصدري وكذلك دخول قوائم جديدة لم تشترك في الانتخابات السابقة ، لكن ذلك لا يمنع من القول أن هذه القائمة ستحصل على نسبة عالية ، بل ربما هي الأعلى في البرلمان . تؤكد التوقعات على أن هذه القائمة ستحصل على مقاعد يتراوح عددها بين 100 مقعدا الى 125 وهذا العدد لا يمنحها فرصة تشكيلة حكومة لأنه لايصل الى مجموع الثلثين في البرلمان وعليه فمن المؤكد أنها ستبحث عن حليف قوي يساندها في تشكيل الحكومة المقبلة ، فضلا عن تحالفها المؤكد مع قوائم أخرى سبق أن كانت معها في القائمة نفسها في الانتخابات السابقة .
المرشح الساخن للتحالف مع هذه القائمة هو التحالف الكوردستاني الذي تشير التوقعات الى أنه سيحصل على 50 الى 55 مقعدا في البرلمان القادم ، لكن المؤشرات تؤكد على أن هناك تقاطعات عديدة بين هاتين القائمتين أفرزتها المرحلة السابقة ، مرحلة حكومة الدكتور ابراهيم الجعفري وربما لا يتم التوافق بين القائمتين للمرحلة القادمة . هذا من جانب ومن جانب آخر فان الطرف الآخرالمهم هو القائمة العراقية الوطنية التي يقودها الدكتور أياد علاوي والتي من المتوقع أن تحصل على 40 الى 50 مقعدا المعروف أن لها خلافات عميقة مع أطراف مهمة في قائمة الائتلاف لا يمكن القفز عليها بسهولة لتشكيل ائتلاف بينهما ، وعلى هذا الأساس يمكننا القول أنه من المستبعد أن يتم الاتفاق بين هذين الطرفين لتشكيل حكومة وهذا الأمر ينطبق تماما على القائمة الأخرى وهي قائمة جبهة التوافق العراقية ( القائمة السنية ) وقد ظهر ذلك واضحا خلال التصريحات التي أطلقها العديد من قادة هذه القائمة .
على هذا الأساس ستعاني قائمة الائتلاف العراقي معاناة كبيرة في قضية تشكيل الحكومة أكبر من المعاناة التي واجهتها في تشكيلها للحكومة المؤقتة التي قادت العراق بعد الانتخابات السابقة وربما تصل الى حد الاستحالة .
وفي هذه الحالة ، أي في حالة فشل الائتلاف في تشكيل حكومة خلال المدة المحددة لها وهي 30 يوما فسيتم تكليف قائمة أخرى من المتوقع أن تكون القائمة العراقية الوطنية لتشكيل حكومة ومن المؤكد أن علاوي سيواجه نفس القدر من الصعوبات ، لكن لا يصل الأمر الى الاستحالة ، إذ أن الكتور أياد علاوي يتمتع بعلاقات قوية مع التحالف الكوردستاني الذي يعد ( الجوكر ) في أي تحالف لتشكيل الحكومة ، لاسيما أنه سيحصل على 50 الى 60 مقعد في البرلمان ، فضلا عن المكانة التي حصل عليها في العراق الجديد وهي مكانة يستحقها ، وأيضا يتمتع بعلاقة جيدة مع قائمة جبهة التوافق العراقية ( 50 الى 60 مقعدا ) وهذا الأمر ربما سيسهل عليه تشكيل الحكومة ، لكن في الوقت نفسه لا يمكنه القفز على قائمة الائتلاف صاحبة الثقل الشعبي والسياسي الكبير بالعراق وعليه يمكننا القول أنه من الممكن أن يستعين علاوي بهذه القائمة أيضا لتشكيل حكومته في حالة موافقتها الاشتراك بالحكومة تحت قيادته ، أما في حالة عدم موافقتها وهذا هو المتوقع فانها بلا شك ستقوم بدور المعارضة في البرلمان وهي بلا شك ستكون معارضة قوية ومؤثرة .

اذن المعركة الحكومية ( معركة رئاسة الحكومة ) ستكون بين طرفين هما الالئتلاف العراقي الموحد الذي من المتوقع أما أن يرشح الدكتور ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء الحالي أو عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية الحالي لتشكيل الحكومة ، والقائمة العراقية الوطنية التي سيكون مرشحها الدكتور أياد علاوي ونعتقد أن من ينجح في تشكيل حكومة توافقية تضم جميع التيارات السياسية القوية هو الذي سينجح في تشكيل الحكومة القادمة ... فمن سينجح ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة ايريك سيوتي عضو اليمين الفائز بمقعد البرلمان عن نيس|#عا


.. قراءة عسكرية.. محور نتساريم بين دعم عمليات الاحتلال و تحوله




.. تفعيل المادة 25 قد يعزل بايدن.. وترمب لا يفضل استخدامها ضد خ


.. حملة بايدن تتعرض لضغوطات بعد استقالة مذيعة لاعتمادها أسئلة م




.. البيت الأبيض: المستوطنات الإسرائيلية تقوض عملية السلام والاس