الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عباس في النزع الاخير

مجدي عبد الوهاب

2016 / 8 / 10
القضية الفلسطينية


كل من يتابع خطوات وتصريحات ومواقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس يدرك بشكل واضح اليوم وبشكل لا لبس فيه ان الرجل في نزعه الاخير قبل تركه الساحة، فكل الجهات سواء الفلسطينية ام الاقليمية ام الدولية تدرك ان الرجل قد انهى دوره.
فعلى الصعيد الفلسطيني فقد رصيده الشعبي، فهو وطوال فترة حكمه لم يحقق اي من طموحات الشعب الفلسطيني وخاصة انه الذي وقف وراء عملية السلام بصيغة أوسلو التي شارك في صياغتها، ولم يحقق شيئا على صعيد بناء المؤسسات الفلسطينية لا من خلال التفاوض مع اسرائيل ولا من خلال العمل المستقل في اي من مناطق السلطة الفلسطينية بل وان سياساته قادت الى التصادم مع كافة الفصائل الفسطينية الاخرى وعلى رأسها حماس ولم يستطع منذ حوالي عشر سنوات التوصل الى تفاهمات معها، فهو وباختصار قاد الفلسطينيين على الصعيد الداخلي الى طريق مسدود، أو على الاقل كما قال الكاتب عريب الرنتاوي واصفا وضع فتح والسلطة والمنظمة:" لا يبشر بأي خير، وصراع "الاخوة الاعداء" لم يعد مقتصرا على فتح وحماس"، وهذا ما اضطره الى طرح فكرة اجراء انتخابات البلديات لعل ذلك يعطيه المزيد من الحياة وتأجيل المصير المحتوم، هذا ان خرجت الفكرة الى حيز التنفيذ، ولسان حال الفلسطينيين يقول :" لقد شبعنا كلاما عن المصالحة وعن الانتخابات، فلا مسعف لنا بذلك لاننا بعيدون كل البعد عن الممارسة الديمقراطية الحقيقية، ونحن بحاجة الى مراجعات عميقة وجذرية لنهجنا".
وهذا الطريق المسدود هو كذلك ما آلت اليه علاقاته مع اسرائيل، حيث لم يعد الشريك القوي الذي يمكن التوصل الى اتفاق معه، بل وحتى أنه لم يعد شريكا اصلا، كما لم يستطع حتى التعاطي مع غالبية الاسرائيليين، وهكذا انتهت فكرة حل الدولتين للشعبين، ما جعله يسارع الى ابداع فكرة ملاحقة بريطانيا قانونيا على اصدارها وعد بلفور، الامر الذي علق عليه بشكل بليغ عبد الباري عطوان واصفا عباس بهذا الشأن بالتاجر الذي أفلس، الذي راح يفتش في دفاتره القديمة، وهذه المقولة الدارجة كافية كما يقول الفلسطينيون للحكم على فكرته تلك بانها سخيفة مفلسة.
وعلى الصعيد الاقليمي وصعيد العلاقات الخارجية فحدث ولا حرج، فعباس لم يبق طرفا اقليميا الا واشتبك معه في علاقات من الصدام والعداء، تارة مع مصر وتارة مع الامارات المتحدة وتارة مع الاردن، وحتى أنه لم يترك ايران حيث سافر الى باريس مؤخرا لالتقاط صورة مع زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، وهب الفلسطينيون لانتقاد هذه الخطوة والتساؤل:"ما الفائدة منها؟ وهل نحن الفلسطينيون قادرين على إقحام أنفسنا في صراع الكبار او في الصراع بين السنة والشيعة؟!"
والصعيد الدولي هو مشتقة للاصعدة الانفة الذكر كلها، فطالما ان عباس قد افلس وانتهى على المستوى الفلسطيني والمحلي والاقليمي، ولم يعد له وجود دولي الا في الزيارات البروتوكولية والصورالتذكارية، فأي وزن يمكن لدول العالم ان توليه لعباس بعد ان فقد وزنه في كل هذه الاصعدة وبعد ان اسفرت كل جهوده ومساعيه عن نتيجة صفر مكعب؟!
كل خطوات عباس الاخيرة بدءا من فكرة الانتخابات البلدية الى فكرة مقاضاة بريطانيا على اصدار وعد بلفور وانتهاءا بلقاء مريم رجوي هي ليست الا سكرات الموت التي تأتي في وقت وصل فيه الرجل من العمر عتيا، ولا ينتظر الا حركة "كش ملك" لتنصيب الملك الجديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل