الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا كمان وكمان

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2016 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


تركيا كمان وكمان
لاأحد يستطيع أن يفلت من حصار أحداث تركيا هذه الأيام ، وماترتب عليها من حقائق وتساؤلات ، كيف يمكن لأقوى تجربة علمانية فى تاريخ الإسلام أن تعود فى لحظة إلى حكم السلطان ، حرية ، وإزدهار إقتصادى ، وتمهيد للدخول القريب إلى نادى الأغنياء ، نادى الإتحاد الأوربى ، ثم وفى مجرد بضعة سنين من حكم أردوغان ، وبدون وهابية ولا بترول ، تعود فى لحظة إلى حكم الخازوق ؟ ثم وفى مجرد لحظة من حكم الخازوق يقوم السلطان الجديد بإنقلاب دبلوماسى من الغرب إلى الشرق، لانعرف تفاصيله ولا نفهم مغزاه بالتحديد ، وكأن المنطقة وسكانها قد أصبحوا مجرد كرة تتقاذفها الأقدام؟ هل يعقل هذا ، وأى تاريخ وأى إجتماع يمكن أن يشرح ويفسر لنا هذا الكم من عبث الأقدار ؟
ومع ذلك فربما يكون كولن هو الموضوع الأكثر إثارة ، الذى أسفرت عنه أحداث تركيا الأخيرة ، وليس السلطان ، السلطان فى كل الأحوال تجربة مازلت مستمرة ، وقد يفاجئنا الشعب التركى بأحداث جديدة فى أى لحظة ، لكن تجربة فتح الله كولن، وإسلامه الإجتماعى ، أصبحت حقيقة على أرض الواقع ، حقيقة لابد من دراستها وتقييمها ، فهل هو مارتن لوثر، أم توماس جيفرسون ، أم مجرد دجال ؟ نحتاج أطروحات وأطروحات للإجابة على هذا السؤال، من هو كولن وإسلامه الإجتماعى ، ستين كتاب ، ومدارس ، ومراكز ثقافية ، وبنوك ، وإستثمارات، صحف ، ومجلات ، وتليفزيونات ، ومؤتمرات ، وملايين الأتباع ، وهيلمان ، وتصالح مع العالم ، بلا خلافة أو شريعة أو جهاد أو نقاب أو حجاب ، حركة إصلاح كبرى، إنشقت فجأة من باطن الأرض ، لتعلن وجودها على العالم ، هل يمكن هذا ، وهل يقبل الإسلام الإصلاح ، وهل يمكن أن ننسخ من تجربة كولن تجارب نعممها فى كل بلاد العالم الإسلامى ، وننتهى من المشاكل ، أم أنه ، وكما قال كرومر، الإسلام المصلح ، لن يعد إسلام ؟
كل هذه التطورات سوف يدرسها علماء التاريخ والإجتماع ، أما نحن السكان ، سكان الشرق الأوسط ، فليس أمامنا الآن ، ونحن نرقب هذه التطورات ، سوى أن نشعر بالحزن ، ونندب الحظ التعس، الذى وبدلاً من أن يمنحنا تجربة حرية ، تخرج بنا من حصار الطائفية والإستبداد ، أضاف إلى قائمة طغاتنا طاغية جديد . لقد سقطت تركيا مصطفى كمال فى حضن أردوغان قاسى القلب والوجدان ، كما سقطت مصر ثورة 1919 فى حضن حسن البنا ، وحضن الضباط ، وسقطت إيران مصدق فى حضن الخومينى ، وتونس بورقيبة التى مازلت تنازع السقوط ، كل التجارب الهادية الكبرى سقطت ، فقط عاشت التجارب المحافظة ، فى السعودية و دول الخليج والأردن والمغرب ، تمنح فقط الأمن والطعام ، لكنها لاتمنح الحرية ، الحرية ، حلم إنسان الشرق الأوسط ، الذى، ورغم كل ذلك ، لن نيأس من تحقيقه أبداً!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات