الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهَمْبَلَهْ

قحطان محمد صالح الهيتي

2016 / 8 / 11
كتابات ساخرة


بحثت في قواميس اللغة العربية ولم أجد معنى كلمة (َهمْبَلَهْ)، وحين بحثت عنها في القواميس غير العربية وجدت أن كلمة (humble) تعني باللغة الإنكليزية: متواضع، غير متكبر، بسيط .
-
لنتفق إذن على وضع تصريف لكلمة (هَمْبَلَ) فنُصرّفها: هَمْبَلَ، يُهَمْبَلَ، همْبَلَهْ، فهو مٌهَمْبِل. ونعرفها على وفق مفهومها لدى العامة من الناس فنقول:" هي الكَذِبُ المُبالًغُ به"، وتعني بالعامية الدارجة: "يطير فياله"
-
بعيدة هي المسافة بين (humble) المتواضع، البسيط، غير المتكبر عند الإنكليز وبين (مٌهَمْبِل) الذي (يطير الفياله) فوق رؤوسنا حين (يزامط) و(يجعجع).
-
و(الهَمْبَلَهْ) عندنا مرض يُصيبُ الصغار والكبار، ومن كلا الجنسين، وبمختلف الفئات والطبقات الاجتماعية. فالأطفال والفتيان والشباب والشيوخ (يُهَمْبلون). والرجال والنساء (يُهَمْبلون). والمثقفون وغير المثقفين (يُهَمْبلون).
-
وحيث أن (الهَمْبَلَهْ) وكما بينا آنفا تعني (تطير الفياله) بدون ثمن ولا ضريبة، فقد أصبحت اليوم آفة في المجتمع، فالزميل في الجامعة وفي العمل (يُهَمْبَلَ)على زميلته والعكس وارد في (الهَمْبَلَهْ).
-
وأكثر صراعات (الهَمْبَلَهْ) تدور منذ القدم بين الثنائيات الأزلية وهي : والحَماة والكنَّة، والسلّفتان، والعَديلان، والجارتان،والصديقتان، فكل فرد من هؤلاء (يُهَمْبَلَ) على الآخر.
-
وأكثر ( المُهَمْبلين ) انتشارا اليوم هم (مُهَمبْلو) مواقع التواصل الاجتماعي بكل أنواعه وأبرزهم (الفيس بوكيه) . أولئك الذين يُخْفون شخصياتهم بأسماء مستعارة ويتسترون خلف صور رمزية ، فيسبون ويشتمون كما يحلو لهم و(يُهَمْبلون) كيفما يشاؤون.
-
وهناك نوع من (الهَمْبَلة) الفيس بوكيه يمكن أن نسميها الصبيانية، حيث نجد الصبي الذي لم يبلغ الفتوة (مُهَمْبلا) ماهرا، والصَبيَّة التي لم تبلغ رشدها (مُهَمْبِلِة) راشدة تُحب وتكرهُ وتَعشَق وتُعلق و(تُهَمْبل) كيفما تحلو لها (الهَمْبَلَهْ).
-
ما أكثــرها المشــاكل التي ســببتها (الهَمْبَلَهْ ). فكم امرأة ذهبت ضحية رجل (هَمْبَلَ) عليها وكذب؟ وكم رجل دمرته وحطمته (هَمْبَلة) امرأة ضحكت عليه؟
-
وأخطــر ما في ( الهَمْبَلَهْ ) اليــوم هــي (هَمْبَلة) السياسيين الذين (يُهَمْبلون) ويقولون ما لا يفعلون؛ فهم أبطال على شاشات الفضائيات ، وخطباءٌ أمــام منصات المجالس يدَّعون أنهـم أبناء الشعب وأن مصلحتهم خدمة الشعب، وفي الحقيقة أنهم ممثلون (مُهَمْبلون). نسمع منهم جعجعة ولا نرى طحينا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمرو الفقي: التعاون مع مهرجان الرياض لرعاية بعض المسرحيات وا


.. ثقافة البرلمان تشيد بتفاصيل الموسم الثاني لمهرجان العلمين وت




.. اللهم كما علمت آدم الأسماء كلها علم طلاب الثانوية من فضلك


.. كلمة الفنان أحمد أمين للحديث عن مهرجان -نبتة لمحتوى الطفل وا




.. فيلم عن نجاحات الدورة الأولى لمهرجان العلمين الجديدة