الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فتى العكازه

عطا مناع

2016 / 8 / 11
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بقلم : عطا مناع
أصيب سبعة شبان بالرصاص الحي خلال اقتحام أكثر من مائة جندي اسرائيلي لمخيم الدهيشه حيث شنت حملات تفتيش واعتقالات طالت العديد من الناشطين، ومن الملاحظ أن غالبية الاصابات في القدم والركبه، وهذا وقد تجاوز عدد الفتيان الذين يمشون على عكازات في المخيم الخمسة عشر فتى.
هكذا تداول الاعلام الفلسطيني ما حدث في مخيم الدهيشه الذي حاله كحال فلسطين كل فلسطين، ويذهب الاعلاميين الذين باتوا يشكلوا جيش يعتنق الحيادية في تعاطية مع جرائم الحرب التي يقوم بها جيش الاحتلال بعادية مفرطه لا بل الانحدار للببغائيه في ترديد ما يصدر عن أعلام الاحتلال ورجال مخابراته مثل أن مخيم الدهيشه عش للدبابير وانهم أي دولة الاحتلال سيعملوا على وقوف كل شباب المخيم على الصراف الألي في أشارة لصرف رواتب لهم من السلطة الفلسطينه.
ما يمارسه جيش الاعلاميين وبالتحدي أصحاب الحيادية المدفوعة الاجر ينسحب على فكر الانجزه الذي وجد له طريقاً للشارع الفلسطيني ما دفع المجتمع الفلسطيني للتعامل بعاديه مع تلك الجرائم التي ترتكب بحق ابناءنا.
وعندما نتحدث عن اكثر من خمسة عشر أصابه في صفوف صغار الشباب فهذا يعني أن النسبه تتجاوز الثلاثه في المئه مما يؤكد أن المخيم بصدد سياسه معالمها واضحه وهدفها سحق الروح الوطنيه عند الشباب في ظل حالة من الصمت المريب والغريب التي لا تعكس ثقافة المخيم.
قبل ما يقارب الثلاثة عقود كان التفاعل مع الاحداث في فلسطين وبالتحديد المخيمات يتميز بوعي أربك دولة الاحتلال، فعندما كان يصاب شاب أو فتاه برصاصه كان المخيم كل المخيم يحط الرحال في المستشفى، وللمفارقه أتجهت أنا واحد الاصدقاء لمستشفى الجمعية العربيه لزيارة السبعة جرحى الذين صالهم رصاص الاحتلال قبل يومين لنكتشف أن المستشفى عينت شركة أمن لتنظيم الزيارات للمرضى، بالطبع عدنا بخفي حنين وهذا لم يكن يحدث قبل ثلاثة عقود ولكنها الحياديه في التعاطي مع جرحى أصبحوا عبئاً على قطاعات واسعه منا.
نجحف بحق فتيان العكازات الذين هم امتداد عريق لناريخ عاشه مخيم الدهيشه منذ خمسينيات القرن الماضي، ونتفهم حالة الانفصام التي نعيشها فكراً وممارستة في التعاطي مع الاحداث التي تعصف بواقعنا، وهذا يقودني الى ثمانينيات القرن الماضي عندما كان فتيان الحجارة يواجهون بالشتائم البشعه حيث توصف أمهاتهم بالعاهرات من البعض، لكن حركة الواقع عصفت بمثل هؤلاء وبقي فتيان الحجارة الذين نرى أولادهم وأحفادهم يستكملون المسيره بعفوية ونقاء لا مثيل لة.
فتى العكازه الذي يخرج ليلاً ليكون هدفاً سهلاً لبندقية جندي أسرائيلي لا مصالح له، وفتي العكازه الذي من السهل ملاحظة للمتجول في حارات وأزقة المخيم يعيش المعاناة المركبه ويعاني من وجعين الوجع الآول وجع الاصابة والثاني وجع الاهمال لدرجة أن بعضهم أعتصم في الشارع الرئيس للمخيم ليمنح العلاج ما نشر ثقافة لماذا؟؟ ولماذا هذه نتعاطى بها نحن اليائيسن الذين أتقنا التلاعب بالشعارات واجترار المبررات التي شكلت عقاباً لفتيان العكازه.
في المحصله ان حركة الواقع تسير الى امام رغماً عن أنف جيش المقاعسين والحيادين، وحركة الواقع المعمدة بالدم ستأتي بأكلها وستتذكرالاجيال القادمه نواحنا الكذاب الذي لا مبرر له سوى ضعف بعضنا واستخلاص الدولار من الدم عن الاقلية التي اتخذت من الحيادية شعار لها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم


.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.




.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا


.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية




.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت