الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربات البيوت في عين الحلوة .... فئة مهمشة ومشاريع تنموية ليست في البال

محمد بهلول

2016 / 8 / 11
القضية الفلسطينية


تشكل المرأة نصف المجتمع , تزيد قليلا اوتنقص بحسب معطيات بيولوجية او مجتمعية , في عين الحلوة ورغم تواضع الاحصاءات العلمية الدقيقة , الا انه بات من المؤكد ان النساء يزدن قليلا عن النصف بفعل عوامل الهجرة المؤقتة للعمل ( الذكور اساسا) والهجرة الدائمة والتي تبدأ عادة بوضع رجل الرجل في بلدان المهاجر تمهيدا" لما بات يعرف ب " لم الشمل". كثيرة هي الارقام الدالة على الانخفاض الدائم في اعداد اللاجئين المقيمين فعليا في لبنان ’ اعداد الطلاب في مدارس الانروا التي تراجعت بنسبة 18% خلال ست سنوات , او في معدل العائلة الذي وصل الى (5) افراد حاليا بعد ان كان (7,3) في السنوات الاولى للقرن الواحد والعشرين .
المراة تشكل 52,3 % من السكان المقيمين حاليا في مخيم عين الحلوة بحسب الدراسات المتوافرة على قلتها و من خلال استطلاعات عشوائية ولكن وفق معايير علمية , وفي اطار هذه العينات يتبين ان 71 % من النساء ب عمر " 15-65" غير منخرطين في سوق العمل , جزء يقدر ب 10% طالبات و تقريبا نفس النسبة عاطلات عن العمل بسبب عدم توفر الفرصة والباقي اي ما يزيد عن 51% ربات بيوت وان كان جزأ" منهن يتزايد باستمرار يمتلكن المقدرات العلمية والمهارات المهنية للانخراط , الا ان التقاليد – الاجتماعية و الثقافة السائدة وندرة فرص العمل التي تتوافق معهما تحد بل وتمنع من انخراطهم في سوق العمل وبالتالي اسهامهم في تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي لعائلاتهم .
تحليل الارقام يوصلنا الى ان عدد ربات البيوت يشكل تقريبا" 20% من عدد السكان المقيمين في عين الحلوة , وهم أكثر الفئات التصاقا" بالجيل الجديد ( الاطفال و المراهقين ) , اي انهم اكثر الفئات تأثيرا" على مستوى الوعي و المفاهيم والسلوكيات المجتمعية التي تحدد اتجاهات التطور المجتمعي , وهو ما يجعلها موضوعيا" أكثر الفئات المفترض استهدافا من قبل المعنيين على تحسن وتطور المجتمع , الا ان الواقع يشير الى تغييب متعمد لهذه الفئة الاجتماعية الاكثر عددا" وتأثيرا" من بين فئات المرأة الاخرى , الاهتمام لازال اعلاميا وشكليا" فبعض الاشكاليات و الاحتياجات " العنف ضد المرأة " وحصر التعامل فيه على عناصر نخبوية و فاعلة و عدم الاهتمام بالدراسة المعمقة و الدخول الى اساسيات المشكلة و التواصل مع النساء, على سبيل المثال لا الحصر.
من الواضح ان البرامج و المشاريع التنموية غائبة اطلاقا عن الهيئات الوطنية و الاتحادات الشعبية ولا سيما الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية و محصورة بشكل محدود لدى المؤسسات و الجمعيات الاهلية بجوانب محددة " كالقروض " التي تذهب لتحسين اقتصادي لحظوي للعائلة و ليس للمرأة .
ان الاهتمام بهذه الفئة الاجتماعية اقل بكثير حتى لا نقول معدوم قياسا" بحجمها و تأثيرها و فعاليتها المتوقعة .
ان غياب اي دراسة فعلية لهذه الفئة الاجتماعية , قياس معلوماتها و معارفها لا سيما ذات الدلالة و التأثير المباشر مع الجيل الجديد من النواحي التربوية التعليمية او النفسية الاجتماعية , اوقات فراغها و كيفية تعبئته بما ينسجم مع دورها و اهتماماتها و ميولها ورغباتها , قياس قدراتها التعليمية و مهاراتها المهنية ..... الخ" هو ما يؤكد التجاهل الملحوظ لها و انعدام الاهتمام الفعلي.
ان تبقى هذه الفئة الاجتماعية غائبة و مهمشة , و المشاريع التنموية لها ليست في بال احد , يعني الحكم على المجتمع باسره بالانغلاق و الدوران في نفس الدائرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم كوريا الشمالية: حان وقت الحرب! فهل يشعل صراع الكوريتين


.. لافروف: ما يهم روسيا هو عدم صدور أي تهديد غربي لأمنها| #الظه




.. الملف النووي الإيراني يستمر الشغــــل الشاغـــل لواشنطن وتل


.. أول مرة في العالم.. مسبار صيني يعود بعينات من الجانب البعيد




.. ابتكار جهاز لو كان موجودا بالجاهلية لما أصبح قيس مجنونا ولا