الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطاب الليبرالي العربي تبعية فكرية ام خشبة خلاص

جاسم الصغير

2005 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


في الساحة الفكلرية والسياسية العربية ثمة كثير من الخطابات التي تعكس الحراك الفكري والسياسي واجتماعي لبنى اجتماعية فاعلة ومن هذه الخطابات التيار الليبرالي العربي كأحد الخطابات التي يمثل شريحة واسعة تتمتع برؤيا للتحديث السياسي والفكري لنقل المجتمع نقلة اكثر تقدم ولاسيما ان بنية الفكر الليبرالي من ايجاد نسق ثقافي للتغيير من غير عنف وبواسطة التغيير التدريجي بحيث لالايحدث هزات عنيفة في المجتمع هذا طبعا حدث على مستوى المحيط العالمي ام نحن العرب فلم توجد لدينا تجربة مطبقة يستند عليها كمثال في هذا الجانب ومن هنا كان الليبراليون العرب وهم يرون آفاق التجربة العالمية وماتحققه من نتائج واستحقاقات الا الاعجاب الشديد بهذا النسق الثقافي لهذ ارتأى الكثير من المفكرين العرب الاخذ بهذا النسق وتطبيقه على الواقع العربي دون سؤال الذات هل نحن مهيئون نفسيا ومرحليا له بل البعض ذهب الى اكثر من ذلك عندما اعلن القطيعة مع الماضي ومع التراث يقول المفكر العربي سلامة موسى بخصوص ذلك (فلنول وجوهنا شطر اوروبا ونجعل فلسفتنا وفق فلسفتها ونؤلف عائلاتنا على غرار عائلاتهم) وواضح جدا الرؤية الاستنساخية التي ينادي بها هذا الخطاب ومن جانب اخرؤ يقول المفكر فرح انطون (يجب ان تكون مدارسنا كالمدارس الفرنسية معزولة عن الدين عولا نهائيا )ان منطق القطع وحسب المقولات التي تنادي بذلك هو منطق احادي يعزل ذاته ويعزل الوسط الذي ينطلق منه ان الخطاب هو اداة ومحتوى يقول المفكر العربي محمد عابد الجابريان المبادئ والاليات والمفاهيم ليست فطرية او غريزية وانما يكتسبها الانسان نتيجة احتكاكه بمحيطه الطبيعي والاجتماعي ومن هنا اهمية خصوصية هذا المحيط في تشكيل خصوصية الفكر وهكذا فالفكر العربي هو غربي لا لانه مجموعة تصورات او نظريات او اراء فحسب تعكس الواقع العربي او تعبر عنه بشكل من الاشكال بل لانه كذلك نتيجة طريقة او اسلوب في التفكيراسهمت في تشكيله جملة معطيات وعلى راسها الواقع العربي بكل مظاهر الخصوصية فيه ان اي خطاب ثقافي او سياسي يجب ان ينطلق من واقعه الذي هو الفضاء والحاضن له وعلى الليبرليون العرب ان يقدروا الواقع العربي حق تقديره فلقد انزوى هذا الفكر في شرائح نخبوية وبقى بعيدا عن المجتمع وثمة من يقول ان بنية المجتمع العربي ذي الخلفية القبلية والعشائرية وبالتالي القيم التي تحتضنها هذا البنية وذي الاقتصاد اريعي الكسول لايمكن ان تنسجم مع طروحالت حداثية وحتى ان صح هذا الطرح فلا يصح ان
نستكين له بل يجب البحث عن افاق حوار جديدة وعلى رأي احد الكتاب ان التخندق داخل نسق ايديولوجي مغلق عبر عن نفسه من خلال الثقة الى مرتبة القداسة في النزعة المتطرفة نحو النمذجة واقتفاء اثر الاخر لقد لقد تجلت النظرة في التطرف والدوغمائية لدى بعض الليبرالين العرب في احلال النموذج الغربي من فرويد وفوكو وفولتير ومونتسكيو ححا ابن رشد والاصمعي وابن خلدونوهذا يعد غلوا في الفكر لان البعض عند رؤيته للحضارة الغربية وماحققته ينطبق عليه قول ابن خلدون (ان المغلوب يتبع الغالب في الملبس والمذهب) ان الفكر والخطاب الليبرالي هو ضرورة وهذا امر لايختلف عليه اثنان كونه يعد عامل توازن بنيوي ومؤشر لسيادة العقلانية لكن على اساس التفاعل مع الاخر وعدم ممارسة اقصاء مع اي رأي مضاد كنها صفة اصولية ايا كان الفكر الذي ينادي بذلك و عليه ايضا ان ينطلق من واقعه الموضوعي العربي ولابأس التفاعل مع انجازات الفكر العالمي وليس استنساخه يقول الاستاذ هشام حعيط ان المثقف العربي هو رجل عقلاني ومتفتح على كثير من التيارات ويؤمن بتعقيد الواقع الثقافي والروحي لايمكن له ان ينزلق في نظرية احادية للوجود وغير ذلك ان يضحي بما اكتسبه العقل ليس العقل فقط بل حتى الروح البشريةومااكتسبته من كل مايخلق جمال الحياة ونفاذ العقل وفتوحات الحداثة بأحسن معنى لهذه الكلمة لان الحداثة ايضا فيها شرور ولايمكن لها ان تندرج ضمن هذه النظرة الى الوجود ان الحداثة ومن ضمنها الخطاب الليبرالي العربي مطالب بالتفاعل مع واقعه الموضوعي وهو هنا الواقع العربي ونشاطاته الفكرية وعدم ممارسة الوصاية او الترفع وعليه ايضا ان يتفاعل مع الفكر العالمي بصيغة المحور والمناظر وليس بصيغة التابع او اللاستنساخ الاعمى يقول الاستاذ هاشم صالح في هذا الشأن (ان المثقف الليبرالي العربي كالفلاح الفقير الذي يقف اما خجلا بنفسه امام الغني المؤثر يقف مثقفناالعربي امام نظيره الغربي وهو يكاد يتهم نفسه ويعتذر عن شكله غير اللائق ولغته غير الحضارية ودينه المتخلف ويستحسن المثقف الغربي منه هذا الموقف ويساعده على الغوص فيه اكثر فاكثر لكي يصبح حضاريا او حداثيا مقبولا ) ان الخطاب الليبرالي العربي اذا اريد له ان يكون خشبة خلاص عليه ان يمارس انزياحات ومكاشفة مع الذات حتى يستطيع ان يزيل عوامل الضعف والوهن فيه وان يتخلى عن التبعية الفكرية ويصنع تجربته بنفسه وعلى رأي احد المفكرين العرب الذي يقول هذه المبادئ السامية في جوهرها والتي قوبلت بكثير من التقدير, وإن لم يكن الترحيب (بالرغم من بعض الانتقادات) مع الليبرالية الكلاسيكية تواجه الآن كثيرا من المعارضة والهجوم والتشكيك في صدقيتها, نتيجة للتغيرات والانحرافات التي تعرضت لها أثناء التطبيق العملي, لدرجة أن الكثيرين يتساءلون الآن عن مصير الليبرالية ذاتها ونوع المستقبل الذي ينتظرها. وثمة كتابات عديدة مليئة بالتشاؤم حول هذا المستقبل, وذلك على أساس أن الليبرالية لم يعد لديها مشروع فكري واضح يتلاءم مع الأوضاع الحالية, وإنما تحولت إلى مجموعة من السلوكيات والتصرفات البرجماتية الساذجة بل والممجوجة, وأن المبادئ الرفيعة التي كانت ترتكز عليها في الأصل أصابها كثير من الترهل, وانحرف بها الناس عن مسارها الأول ون من هنا اهمية مكاشفة الذات وتعديل المسار حتى تستطيع ان تسجل حضور فكري واجتماعي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء