الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن بحاجة لإرادة -تشافيزية-...لمواجهة الضغوط الأمريكية

إعتراف الريماوي

2005 / 12 / 20
القضية الفلسطينية


بعد أحداث 11 "سبتمبر" من عام 2001 حيث بدأت الماكنة الإعلامية الإمبريالية تكثف دعوتها لمفهوم الإصلاح وكمرادف له محاربة "الإرهاب"، وصار هذا الإعلام بمثابة العراب للحروب الأمريكية التي شهدنا حلقاتها الأولى في أفغانستان والعراق. ضمن هذا الفهم الأمريكي للعالم "الجديد" كان مطلوبا من الفلسطينيين القيام بعملية "إصلاح" في المؤسسات السياسية وغيرها إذا ما أدرادوا أن يكونوا جزءا من الحرب على "الإرهاب" لا جزءا منه، وعليه كانت المطالبة الأمريكية والأوروبية من بعدها بضرورة إجراء إنتخابات تشريعية ورئاسية فلسطينية.
وفعلا صار الحديث الفلسطيني الداخلي يتناول موضوع الإنتخابات والإصلاح بشكل عام، وتم تناول هذه المفاهيم بحذر شديد من حيث أهدافها الصحيحة أو الخارجية بالمعنى الأمريكي، ولظروف كثرة تم تأجيل الإنتخابات الفلسطينية فترة من الزمن، حتى تم تنفيذ الإنتخابات الرئاسية في بداية عام 2005، وتحديد إجراء الإنتخابات التشريعية بداية عام 2006. هذه الإنتخابات المقبلة على ما يبدوأنها تخالف المقاس الأمريكي والأوروبي لفهم الديمقراطية، وعليه فهم من عدة شهور يلوحون بضرورة عدم مشاركة الفصائل المقاومة(والتي يسمونها الإرهابية) بها، وسمعنا ومازلنا العبارات المختلفة التي تحرم من وجهة نظرهم الدمج بين ممارسة المقاومة والدخول في إنتخابات برلمانية، وأخيرا وليس آخرا رأينا قرار مجلس النواب الأمريكي والذي ردده الإتحاد الأوروبي من بعده، بتهديد وقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية إذا ما شاركت "حماس" والقوى التي لا تنبذ العنف في الإنتخابات القادمة وخاصة إذا شاركت بالحكومة.
بعد هكذا خطاب، لم يبق شيئا لتبرير الموقف الأمريكي والأوروبي، فهم يمارسون إبتزازا سياسيا واضحا، علاوة على تدخلهم هذا غير المقبول قانونيا ولا عرفيا في الإنتخابات الفلسطينية، والأدهى من كل ذلك، نعرف أن هذا القرار كان إسرائيليا في الأساس، ويهدف لنزع الشرعية عن المقاومة الفلسطينية ووصمها بالإرهاب، كما يحاول مسبقا سد الطريق على إمكانية المزاوجة الفلسطينية بين الكفاح الفلسطيني السياسي البرلماني وبين المقاومة المسلحة المشروعة ضد الإحتلال. هذا الإنفصام الأمريكي والأوربي بالموقف ليس غريبا، فعدا عن أنهم يمثلون لون العولمة الإمبريالية وما تفرضه من مصالح لهم بالعالم تتناقض بالضرورة مع أي دولة أو حركة تحرر تكافح الهيمنة وتسعى للإستقلال، فلو أخذنا مثلا حيا، الرئيس الفنزويلي (هوغو تشافيز)، الذي عملت أمريكا مخططا للإطاحة به بالتعاون مع معارضيه بحجة الدكتاتورية!، وبعد هذا المخطط الفاشل تم إعادة إنتخابه ديمقراطيا بنسبة تصل ال 90% وبمظاهرات شعبية عارمة مؤيدة له، وبقيت أمريكا تحرض عليه وتسعى للإطاحة به(حيث صرح تشافيز مرارا بكشف مخططات أمريكية لإغتياله أو الإطاحة به).
نحن بحاجة لإرادة "تشافيزية" فعلا، فذاك الشخص أعاد القدرة الذاتية لفنزويلا، وبرهن للعالم أنه يستطيع العيش وبقوة أفضل إذا ما خرجت فنزويلا من التبعية الأمريكية، وهذا ما يحصل، بل أن هناك معسكرا بين فنزويلا وكوبا والبرازيل وما زال قابلا للتمدد، خاصة بعد أن أفشل تشافيز قمة الأمريكيتين الشهر السابق، فيما أرادته أمريكا جورج بوش من مفاهيم التجارة الحرة، علاوة عن أن فنزويلا وكوبا بشكل رئيسي قد أنشأتا محطة فضائية تكتسح الإعلام في أمريكا الجونبية، وتلقى إلتفافا شعبيا وجماهيريا، قاطعة الطريق على الإعلام الأمريكي الموجه هناك!، هذه إرادة تُحتذى في هذا العصر، مع إدراكي للفارق في مصادر القوة ما بين فنزويلا وفلسطين، لكن ماذا سنخسر إن لم نربح؟! ماذا لو قلنا لأمريكا والأوروبيين أن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته سيصنع ديمقراطيته وفق خصوصيته؟! ماذا سيحصل لو قلنا أن المقاومة هي رد فعل على وجود الإحتلال ومن يحتج عليها، ،فالأجدى له أن يعمل على حماية الشعب الفلسطيني وإزالة الإحتلال!؟ لماذا نخجل من أمريكا و"الرباعية" والأوروبيين في إسماعهم رأينا بإنحيازهم للإحتلال الإسرائيلي؟! لماذا لم نقل بعد : قد سئمنا الرعاية الأمريكية ل "عملية السلام" ونريد العودة فقط إلى قرارات الشرعية الدولية؟!
أمام هذا الصلف الأمريكي ومن ورائه الإسرائيلي، نكون أمام خيارين إما الصمود والمقاومة في سبيل التحرر من الإحتلال والهيمنة، أو الوقوع في المزيد من تلبية الرغبات الأمريكية الإسرائيلية ذات المخططات التي بالضرورة تتناقض مع قضيتنا سواء وطنيا أو ديمقراطيا، فرعاية "عملية السلام" تجاوزت ال 15 عاما ولم تحقق إلا المزيد لصالح دولة الإحتلال، وعندما حاولوا التدخل بالشأن الديمقراطي بانوا أكثر زيفا وإدعاءا، فالكرة في ملعبنا وعلى ركلتنا تتوقف باقي اللعبة!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار