الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيوط العنكبوت

يوسف الأخضر

2016 / 8 / 12
الادب والفن


خمن من بنى، من سن و من تلى، إن جاءه إنس من بعدهم يعلل ويرى، فيقول ما تلكم إلا قانون إليه بالعقل يُهتَدى، به ينتصر الإنسان على الخوف و إنسان يُقتَدى، فثم ينزل حاكم العالمين دنيئاً من العلى، طريدَ العقل يدنو من السامعين همسات الوعد و الرؤى، ألم يأتك يا إنس زاهدا في الدنيا، ثم تراه سائرا بين الناس طالبا منهم التقوى، فيسأل القوم الهداية و الزهد و الابتعاد عن الهوى، فإذا ثبت القلوب على طاعة السيد الآمر المولى، انتشر الإيمان بحد السيف و رجع بالإنسان القهقرى.
إن(ذال)نا تعبت من الذل و الهوان، و اختفت (ألف)نا من الإخلاص وما بقي لنا غير طريق الخلاص، أي طريق من بعده يأتي غير الموت الأبدي والفناء، لا ذكرى للسامعين ولا شأن عظيم به نبني الحاضر المراد، قد ننظر حولنا فنجد أشباهً للرجال، يمرحون ويرغدون في الدنيا وهم للهو أوفياء، وقت الدعاء يحضرون أفواجا طالبين الرحمة و الرّخاء.
أيا من تفنّن في صنع الجمال تجلّى، فقد تجلّى قبلك من ادعى أنه أنت، سارع إلى الظهور علَّكَ تَجْلُو عَنِّا الهَمَّ، ذو المحاسن لك يشكر وذو المساوئ لك يدعو ومنك يخشى، دعْ عنِّي مواقد النار و اتركني حرّا للأفكار أقلب وأتحرَّى، ما أنت هو ذاك العظيم حتى أتبع أمرك ومنك أخشى، وما الطاعة إلا حكم إنسان على الأرض عاش و من التجارب تربّى، سقط القناع تارة ثم ولّى، نسيج هو للعنكبوت تجلّى، يأخد الريح خيوطه فتراه تدلّى، قد كان بيتا لكنه عن الحياة تخلّى، صار منسيّا وبالخيال تقوّى، لقد كان فكرا حرا بالعقل تغذّى، بشرى للسامعين وهوس في القلب تربّى، فسلب العقل فكره وبالإيمان تحلّى، فذاك العقل صنع التاريخ وهذا عن الفكر تولّى، ذاك صنع مجد حاضره وهذا للماضى تمنّى.
إن بيننا والعصور أقنعة نلبسها، كي تجود الحياة علينا ذهبا و فضة تُسعدنا، نكون إنسانا لأن الإنسان مُرشدنا، لأنه ضوء نهارنا و صانع أفكارنا، به يلين قلبنا وبفضله نبني علومنا، كان مصدر شقائنا فأمسى سر سعدنا، إنه قاهر الطبيعة و دارس أعراضها، قد سلبت الحياة أرواحا كل مرة لتشبع آيروس خادمها، فلا تسلبوا العقل فكره لأنه ملهم حياتنا.
إن هو الصبر مفتاح الهم و الركود، فقد ذاق الصبر بالصبر وذله الهذوء، مات فضول الفكر وسبح في بحر السكون، لا واصي عليه سوى الركوع و السجود، إن من أوصى قد هلك في معركة الشك و الظنون، وسار وحده منسيا في طريق من الشموع، فمت يا إنس منسيا أو قاوم التاريخ حتى الجنون، شعارك في الحياة الشك و الصمود، و استرق ليلا بعضا من المتعة و المُجون، إنها طاقتك ودليلك نحو كبت الذل و الخنوع، فقد اسْترَقَّ الماءُ من بحر الفكر وملَّ من الخضوع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب


.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو




.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق