الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلم سياسي

خالد الصلعي

2016 / 8 / 12
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


حلم سياسي
*********
ألا يمكننا القطع مع سياسة النعامة ، ومع كتابات التبحليس ؟ . الا يوجد سياسي مغربي واحد من ضمن آلاف السياسيين المغاربة من يعلن موقفه القوي ضد كل هذا العبث السياسي الذي استشرى في العمل والفعل السياسييين ؟ . . هل أصبح المغرب عقيما من كتاب ومفكرين يضعون النقط فوق وتحت الحروف ؟ . ألايدرك هؤلاء وأولئك ان العمل السياسي هو المحرك الأساس لجميع تفاعلات الحركة الاجتماعية ؟ . ما الذي أصاب عالم السياسة بالمغرب ؟ ، هل نحن جميعنا راضون عن هذه الدونية وهذا الانحطاط الأخلاقي والديني والعملي والعلاقاتي ؟ .
لندردش أقله مع بعضنا بصراحة قد تغيظ البعض بالطبع . مالذي قدمه الملك محمد السادس للمغرب من اضافة نوعية ذات مردود ايجابي ؟ . ماذا فعلت حكومة بنكيران للمغاربة ؟ ما هي سلبياتها ؟ وما هي ايجابياتها ، ان كانت لها ايجابيات ؟ .
لا زلت اذكر ، ولا زالت المقالات منشورة ومنسوخة عن تحديرات حكومة بنكيران وحزبه من الوقوع فيما وقع فيه حزب الاتحاد الاشتراكي ، الذي بدأ عمله بفض التشارك مع بعض أبنائه . قبل ان تنفض عنه جماهيره التي كانت سنده الأول في منحه هالته السياسية التي دعمت مواقف قادته ، وقبل افراغه من محتواه التقدمي والجماهيري ليلتحق بمن ألصق بهم شبهة الأحزاب الادارية طوعا . ولن يبلغ حزب العدالة والتنمية ما بلغه حزب الاتحاد الاشتراكي من قوة تنظيمية واقتراحية ، وامتلاكه لنخبة رفيعة المستوى وقاعدة اجتماعية ذات تكوين أكاديمي عالي ومستوى تعليمي رفيع . وحتى وان امتلك حزب العدالة والتنمية بعضا من هذه المميزات فان فارق الشروط الثقافية يظل حاضرا بقوة ، فثقافة الرفض العقلاني التي تأسس عليها حزب الاتحاد الاشتراكي وربى من خلالها قواعده ومتعاطفيه ، لا تشبه بأي حال من الأحوال ثقافة الرفض المجاني كما أن التضحيات التي قدمها كثير من الاتحاديين لم يقم منها حزب العدالة والتنمية ولو جزء يسرا . اذ لايمكن اليوم ان يتخندق مناضلو حزب العدالة والتنمية في خندق الرفض لمجرد أن الملك غضب على بنكيران . فهذه سياسة الشيخ والمريد ، وليست سياسة تنظيمية ومؤسساتية تنبني على برامج وتنافس المشاريع . بل هي انعكاس لعلاقة الملك بالنخبة المغربية التي تتأسس أساسا على علاقات شخصية بحثة ، وتلك هي علاقة مريدي بنكيران برمزهم . وهذا سرعان ما سيعرف انطفاء وغيابا بانطفاء الشخص وغيابه .
حكومة بنكيران لم تقدم للشعب المغربي الا مزيدا من الظلم والفقر والجهل . وتلاعبت بمشاعر وعوطف بعض الأتباع والسذج من الشعب . والا فان مساءلة حصيلة هذه الحكومة ومحاسبتها على ضوئها ، تفترض فرش كل منجزاتها السلبية ، حسب رأيي بدءا من استفحال مديونية الخزينة العامة التي سيتحمل تكاليفها الشعب المغربي ، وانتهاء بالتعويضات المجزية التي لا تناسب البثة جهد واجتهاد الوزراء والبرلمانيين ، بالنظر الى ما قدموه لهذا الشعب الذي يظل نظريا ودستوريا هو سيد البلاد .
أما روائح الفساد ، فقد دفعت بالملك نفسه ، وبصفة شخصية ، وكمؤسسة الى الاعتراف بوجوده ومحاولة تبريره ، وهذا خطأ سياسي قاتل لا يمكن ان يمر مرور الكرام في بلد يحترم شخصيته ومواطنيه .
ونحن لن نقوم بتشريح ما وصل اليه المستوى الثقافي والسجالي لرئيس الحكومة ، ولن نعود الى تصريحات كثير من وزرائه . فتلك طامة الطامات وعلامات قرب انهيار المنظومة السياسية المغربية برمتها ، ما لم ينتبه حكام البلد وسياسيوه ومثقفوه الى المستويات الدنيا التي وصل اليها الخطاب والممارسة السياسيين بالمغرب مع حكومة بنكيران .
أتمنى صادقا أن تتم اعادة النظر في المنظومة السياسية المغربية برمتها ، والعمل على تدشين مرحلة سياسية جديدة مطبوعة بالوطنية والشفافية والديمقراطية . هذا حلم ، ومن حق أي مواطن أن يحلم . أما الواقع فان جميع الدلائل والاستدلالات تؤشر أن الانحطاط سيصل الى ذروته مع الحكومة المقبلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟


.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح




.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا


.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ




.. أنصار ترمب يشبهونه بنيسلون مانديلا أشهر سجين سياسي بالعالم