الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ادوار المثقف بين المتصدي والإمعة

عمار جبار الكعبي

2016 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


ادوار المثقف بين المتصدي والإمعة
عمار جبار الكعبي
الأمة تفقد المناعة ضد الانحرافات عندما تقوم باستيراد كل شيء ( كل الأفكار ) بداعي التطور والتقدم والاطلاع ، يجب أن تكون هنالك محددات ( كمارك فكرية ، سيطرة نوعية ) لاستيراد واستقبال اي شيء خارج عن الإطار الفكري والثقافي للمجتمع ، عندما يبدأ الإنسان باستقبال الأفكار حتى الغريبة منها بدعوى حاجة الزمن إلى التغيير ، فإنه سيقوم بتغيير جذوره ايضاً بنفس الحجج ، ولن يشعر بذلك إلا عند اول رياح تقتلعه من مكانه او تجعله اوهن من بيت العنكبوت
المثقف هو كل من يعمل في مجال المعرفة ونشرها ، بشرط ان ينخرط في الشؤون العامة ، ويحاول التأثير فيها وتغييرها ، اما الشرط الثاني فهو ان يلتزم بالمثل العليا والقيم والافكار التي يتبناها ويطرحها ، فليس كل من قرأ مجموعة كتب لأجل الاستمتاع ، او للترف الفكري ، كان مثقفاً ، ووفق هذه الرؤية فأن العديد من الشرائح والفئات المجتمعية تعتبر مثقفة ، مع الأخذ بعين الاعتبار الشروط المذكورة
رجال الدين ، المعلمين ، الصحفيين ، الاعلاميين ، وغيرهم ممن يعملون في ميدان نشر المعرفة ، يعتبرون مثقفين ، وبما ان الاستيراد الفكري ، والاطلاع على كل المستجدات العلمية ، والنظريات والطروحات لا يمكن منعها من الوصول الى الشعوب في ظل العولمة ، فيجب ان تكون الگمارگ الفكرية او السيطرة النوعية هي من ذات المجتمع ، وتعمل على تنقية ألافكار المستوردة من الشوائب التي لا تنسجم مع روح وثقافة المجتمع
المثقف هو بوصلة المجتمع ، وهو من يوجهه نحو الطرق السالكة ، ويخرجه من المتاهات ، وبوصف ادق المثقف هو مرآة المجتمع ، والمرآة يجب عليها ان لا تخفي التشوهات التي تظهر في وجه من ينظر اليها ، لانها ستخونه ، وهذا هو ما يوصف بخيانة المثقف ، عندما لا يملك الجرأة لقول الحقيقة ، او يكون إمعة ، لجذب مصلحة او دفع شر ، اذا لم يمارس المثقف دوره ، بشكل مسؤول وفاعل ، ويتحمل كافة التبعات التي تفرضها عليه مواقفه الحقة ، فسيكون المجتمع امام تحديات عميقة وخطيرة ، تهدد هويته ، وثقافة ، واعتقاداته ، وستجرفه التيارات المنحرفة ، عاجلاً غير اجل

الهجمات التي تشن ضد رجال الدين ، وتشويه صورهم بنظر العامة ، تهدف لقتل القدوة الحسنة بنظر المجتمعات وخصوصاً الشرقية ، وهي جزء من الهجمة التغريبيّة التي يتعرض لها المجتمع ، لتجريده من حصونه ودفاعاته ، وفق نظرية العولمة ، كما يتم في نفس الوقت تسويق الوصوليين ومعدومي المبادئ على انهم نجوم الاعلام ، غايتهم الشهرة والمال على حساب القيم والمبادئ التي يؤمن بها المجتمع ، وهذا يفرض على المثقفين ان يأخذوا دورهم ، ويتصدوا دفاعاً عن مجتمعاتهم ، فجهودهم قد لا تقل عن جهود المقاتلين والمضحين بأنفسهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قمر الطائي من انطوائية وخجولة إلى واثقة بنفسها ??????


.. قصص مؤلمة في كل ركن.. شاهد ما رصدته CNN داخل مستشفى في قطر ي




.. بين طلبات -حماس- ورفض نتنياهو.. كيف يبدو مشهد مفاوضات وقف إط


.. ماذا يحدث على حدود مصر فى رفح..




.. اشتباكات في الفاشر تنذر بانطلاق المعركة الفاصلة بدارفور