الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقلب من مقالب أيام زمان

نوري جاسم المياحي

2016 / 8 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كتب الصديق العزيز والرائع الدكتور صباح الخزرجي عن مقلب طريف وقع له عندما كان حديث العهد بالخدمة الطبية في مستشفى العزل فذكرني بأحد المقالب التي حدثت امامي فجيلنا أيام زمان كانوا يحبون الحياة والمرح وللجد عندهم الأولوية ...فالجد جد والمزاح مزاح كل له وقته واوانه ... وحتى للسكر وتدويخ الجمجمة عشاقه ورواده ...
وفي زماننا كانوا يتمتعون بالفكاهة وحب المزاح وعمل المقالب ويكرهون أذية الاخرين او الإساءة إليهم او التقليل من شانهم ... وذكرتني قصة الدكتور والمقلب الذي وقع به بمقلب حدث امامي وربما ساهمت به بالتأييد والمشاركة بالتمثيل ...
والمقلب هو عندما التحق ضابط صيدلي حديث بوحدتنا مدرسة الحرب الذرية وقبل تغيير اسمها الى مدرسة الصنف الكيمياوي عام 1964 وهو ضابط صيدلي احتياط ولأول مرة يلتحق بوحدة عسكرية بعد تخرجه ومنحه رتبة ملازم احتياط ومثل ما يقولون (كان من اهل الله وعلى نياته) فاستقبله بالترحيب والتهليل زملائي من الضباط المعلمين والمتميزين بالذكاء والشجاعة والشقاوة وروح النكتة وكانوا من خريجي دورة 37 بألقاء محاضرة عليه عن الضبط العسكري واطاعة تنفيذ الاوامر مهما تكن هذه الأوامر من الما فوق ...
وبدأوا بتخويفه من مخالفة الاوامر وان قانون العقوبات العسكري قاسي قسوة لا يتحملها بشر وإذا طبق على الحمار لفطس وقالوا له اننا سنمتحنك وهل انت تدربت جيدا وأصبحت عسكري مضبوط وتستأهل الرتبة التي تحملها بحيث لا تعرض نفسك للقانون ...
وفعلا بدأوا بإصدار الاوامر الى المسكين وهو ينفذ ...بالبداية الايعازات البسيطة المعروفة ...قم واقعد ويسار ويمين والى الوراء در وهكذا دواليك وكان من بينها العب شناو 100 مرة وهو يتوسل (هاي هواية ما اكدر انفذ )..فنفذ عشر مرات وانبطح على بطنه عاجزا ...عندها قالوا له بقي امر واحد وننتهي من الامتحان ونعطيك النتيجة وهو...
اصعد على الدولاب الذي امامك وكان في الغرفة دواليب حديدية لحفظ المحاضرات والكراسات مال ايام زمان ارتفاعه حوالي متر و80 سم ...وفعلا صعد بعد او وضعوا له كرسيا للصعود فبقي منحنيا فلا يسمح له بالجلوس ولا يستطيع الوقوف مستقيما براحته لان راسه يطخ بالسقف واستمر به الحال وهو يتوسل اعطوني امر بالنزول لأنني سأقع ونحن نضحك في عبنا كما يقال بالعراقي ...
قد يستنكر ويستهجن البعض هذا التصرف وعمل المقالب ولكن الحياة يجب ان يتخللها بعض المزاح البريء والا تصبح مملة ...وما الكاميرا الخفية الا لون واحد ومحبب للنفس وترطيب للأجواء بغض النظر عن عناوينها او مضمونها والبعض منها قليل الذوق ويتجاوز حدود المنطق والقبول كما حدث في بعض الأحيان كبرنامج رامز يلعب بالنار ...
أيام زمان بحلوها ومرها كانت الحلاوة تطغى على المرارة وياليت الزمان يعود ويشوف ضباط هالوكت ...وشلون يتبخترون بعصا التبختر (ههه) والتصريحات الرنانة وشرح الخطط العسكرية من قبل (الجنود) ومن على شاشات الفضائيات ...ولا اقصد المقارنة بين عسكرية زماننا وهذا الزمان ...اخاف يزعل قادة العملية السياسية المحاصصاتية الطائفية
اللهم احفظ العراق وأهله أينما حلوا او ارتحلوا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. دعم صريح للجيش ومساندة خفية للدعم


.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ




.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات


.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟




.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة