الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا تحمل زيارة أردوغان لروسيا ...؟؟

زياد عبد الفتاح الاسدي

2016 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


ما تُطلق عليه بعض أجهزة الاعلام والصحافة العربية تقارب روسي تركي أو تحول تركي نحو روسيا على حساب مصالحها مع أوروبا والولايات المتحدة يُعبر ببساطة عن سذاجة مُفرطة ولا يعكس في الواقع حقيقة الامور وخلفياتها ..... فإعادة التواصل بين البلدين وزيارة أردغان وكبار المسؤولين الاتراك في الجيش والمخابرات التركية لروسيا بعد الاعتذار التركي عن اسقاط طائرة السوخوي الروسية لا يمثل بالضرورة انتهاء التوتر والخلافات الحادة بين البلدين وأجواء عدم الثقة بينهما وذلك للاسباب التالية :
أولاً : لا تزال تركيا بقيادة أردوغان تقف في عمق خندق الحلف الاطلسي الغربي المعادي بشدة للقطب الروسي (أو الروسي الصيني) , ولا تزال تستضيف على أراضيها قواعد عسكرية جوية امريكية ومنظومة الدرع الصاروخي التي أقامها الناتو على الاراضي التركية على طول الحدود مع سوريا وهي منظومة يُمكن تحويلها في أي وقت من منظومة دفاعية الى منظومة هجومية .
ثانياً : لا تزال تركيا التي يحكمها حزب العدالة الاخواني بقيادة أردوغان والى هذه اللحظة تقود وتحتضن بشدة المشروع الامريكي الغربي الهادف لاسقاط النظام السوري وتدميرالدولة السورية بكاملها وتحويل شمال سوريا الى خزان كبير للجماعات الاسلامية المُتطرفة التي يتم تزويدها باستمرار عبر الاراضي التركية بكميات هائلة من مختلف أنواع الاسلحة بما في ذلك الدبابات والمدرعات والمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ ومضادات الطائرات والصوريخ البالستية ...الخ, وذلك بهدف تحويل سوريا الى مستنقع كبير لجيوش الجماعات التكفيرية المُسلحة بكل مسمياتها بما في ذلك التي يُطلق عليها بكل وقاحة " المعارضة السورية المعتدلة " والتي تم مؤخراً تغيير اسم أحد أكبر تنظيماتها التي تقود جيش الفتح وتتبع لتنظيم القاعدة في بلاد الشام من " جبهة النصرة " الى ما يُعرف بجبهة فتح الشام .
ثالثاً : الروس ليسوا بهذا الغباء, فهم يعرفون جيداً ما هو دور وتاريخ تركيا في حظيرة الحلف الاطلسي وتحالفها العضوي مع الانظمة الخليجية والرجعية العربية والاقليمية منذ انضمام تركيا في الخمسينات من القرن الماضي لحلف بغداد والذي يُعتبر من أشد الاحلاف الرجعية التي شهدتها المنطقة, وكان موجهاً في ذلك الوقت لحصار روسيا والاتحاد السوفييتي وضرب الانظمة القومية وحركات التحررفي المنطقة . وهذا الدور لم يتغيرجذرياً , بل تم إعطائه في السنوات الاخيرة زخماً جديداً ودوراً قيادياً مهماً في مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي بدأ مع اندلاع ما عُرف بانتفاضات الربيع العربي في كلٍ من مصر وتونس واليمن .... , والتي تم تحويلها بتوجيه من الغرب والولايات المُتحدة وبفضل الدور القيادي الاخواني التركي والتمويل الهائل لمشيخات النفط الخليجية من انتفاضات جماهيرية تسعى الى التغيير الى ثورات تآمرية مضادة تقودها تنظيمات الاسلام السياسي الطائفي بمسمياته المختلفة, والمعادي بشدة ليس فقط لمحور المقاومة بقيادة سوريا والمقاومة اللبنانية , بل لكل ماهو وطني وتقدمي وقومي ويساري في المنطقة .

وبالتالي فإن ما يُطلق عليه التقارب الروسي التركي هو ليس أكثر من محاولة أمريكية جديدة وبقناع تركي , قد تم إخراجها في إطار التقارب وإعادة التعاون الاقتصادي والسياحي بين البلدين وتسوية الخلافات حول الازمة السورية ..... وذلك لخداع روسيا من جديد من خلال طرح جديد لوقف اطلاق النار وفرض هدنة انسانية لايصال المساعدات الطبية والغذائية .....الخ . ولكن الروس لم ينسوا بعد الخداع الامريكي السابق عندما تم فرض الهدنة العسكرية الاخيرة فوق الاراضي السورية في اطار أحياء مفاوضات جنيف وفرض التسوية السياسية . والتي تبين لاحقاً انها لم تكن سوى خدعة سياسية لاعطاء الجماعات المسلحة فرصة لاتقاط الانفاس وإعادة تجميع صفوفها وتسليح مقاتليها , ليتمكنوا بالتالي من الخرق الفاضح للهدنة والهجوم المباغت على مواقع الجيش السوري في الشمال ..... فهل ستنطلي على الروس هذه المرة الخدعة الامريكية الجديدة باللجوء الى التقارب التركي الروسي ؟؟؟ في الوقت الذي بُذلت فيه جهود عسكرية كبرى ومتواصلة من أجل الوصول الى الانجازات العسكرية الهامة في معركة حلب ولا سيما إحكام الحصار على المعاقل الرئيسية للجماعات المسلحة في أحياء حلب الشرقية وريفها الشمالي, وتكبيد هذه الجماعات ما يزيد عن ألف قتيل في المعارك الاخيرة, عدا عن إنهاكها عسكريا وقتل المئات من عناصرها وقياداتها في محاولاتهم المستميتة والمتكررة لفك الحصارعن معاقلهم الرئيسية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والناتو.. المواجهة الكبرى اقتربت! | #التاسعة


.. السنوار .. يعود للماطلة في المفاوضات|#غرفة_الأخبار




.. مطار بيروت في عين العاصفة.. حزب الله وإسرائيل نحو التصعيد ال


.. مظاهرة في شوارع مدينة مونتريال الكندية دعما لغزة




.. مظاهرة في فرنسا للمطالبة باستبعاد إسرائيل من أولمبياد باريس