الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علم من مدينتي - مهدي نعمان محمد الهيتي

قحطان محمد صالح الهيتي

2016 / 8 / 13
سيرة ذاتية


-
أكتب اليوم عن علم من مدينتي، يكاد يكون متميزا عمن كتبت عنهم من أعلامها الأفذاذ الطيبين . رجل ودود بسيط، طيب المعشر، هادئ رزين. تسمع صوته بالكاد حين يتحدث. لم أره في حياتي إلا باسماً، إنه المعلم مهدي نعمان محمد الهيتي (أبو باسم) كما يحب أن يناديه كل محبيه.
-
ولد مهدي في مدينة هيت في عام 1935، ونشأ وتربى في كنف عائلة كادحة مكافحة؛ فقد كان والده بناءً، وكان مهدي في عطلته المدرسية عاملا معه لمساعدته في تأمين لقمة العيش.
-
أنهي دراسته الابتدائية في هيت، بعدها ذهب اسوة بأقرانه الهيتيين الى الرمادي لمواصلة دراسته في ثانوية الرمادي للبنين، ثم أكمل دراسته في دار المعلمين الابتدائية في بغداد وتخرج منها معلما في العام الدراسي 1956 / 1957.
-
ومن أجل توفير مستلزمات الدراسة والتخفيف عن كاهل والده فقد كان يعمل أجيرا في وزارة الدفاع مع المرحوم توفيق الحديثي.
-
بعد تخرجه من دار المعلمين الابتدائية عين معلما في قرية المحمدي في ناحية هيت واستمر معلما في القرية المذكورة بعد ثورة 14 /تموز /1958.
-
بعد الخلاف السياسي بين عبد الكريم قاسم والحزب الشيوعي العراقي واتخاذ الزعيم موقفا معاديا من الكوادر التعليمية ذات التوجهات الشيوعية واليسارية ولأنه كان محسوبا عليها من خلال تطوعه في المقاومة الشعبية فقد صدرت الأوامر من مديرية معارف لواء الدليم بنقل عدد من المعلمين الى ألوية أخرى لأبعادهم عن مدنهم خوفا من نشاطهم الذي كانوا يظنون أنه ضد الحكومة والزعيم.
-
وكان مهدي نعمان من بين الذين شملهم النقل الإداري، حيث نقل الى لواء الناصرية. بعدها أعيد نقله الى مدينة هيت وباشر عمله معلما في مدرسة ابي طيبان، عندها تزوج واستقر.
-
بعد انقلاب 8 / شباط / 1963 تم نقله الى مدرسة جميلة بوحيرد في جُبّة، وحيث أنه كان المعيل الرئيس للعائلة وبسبب كبر سن والده وعدم تمكنه من العمل في مجال البناء أضطر الى أن يأخذهم معه فسكنوا جميعهم في جبه؟
-
في عام 1964 أعيد نقله الى هيت وباشر عمله معلما في مدرسة الكفاح، ثم معاونا للمدرسة المذكورة.
-
في عام 1985 أحيل على التقاعد بناء على طلبه، ونظرا لعدم كفاية الراتب التقاعدي لسد حاجته ومتطلبات استمرار أبناءه وبناته في الدراسة فقد عمل في القطاع الخاص.
-
عرفت مهدي الإنسان أكثر مما عرفته كمعلم، فقد كان بارا بأهله وفيا لأصدقائه، محبا للخير. كان مع نخبة طيبة من زملائه في المهنة نموذجا يقتدى به في الإخلاص وفي رعاية الشباب ومتابعة كل أنشطتهم الثقافية والرياضية، فقد كان مع المرحوم خميس غربي وزميليه غازي أحمد الردام وبديوي على الرخت من المتواجدين الداعمين لكل نشاط فكري وثقافي يقوم به أبناء مدينتهم فضربوا بذلك مثلا للرعاية الأبوية، ولم يتخلوا عن رسالتهم الإنسانية كمعلمين للأجيال في أثناء الوظيفة وفي خارجها.
-
في آب 2014 توفي في أربيل في أثناء إجراء عملية جراحية وبناء على وصيته فقد نقل الى هيت ودفن فيها جنب زوجته وأهله، بعد أن خلّف من الأولاد أربعة هم: باسم وحازم وقاسم والمرحوم مازن، ومن البنات أربع مربيات فاضلات.
-
رحم الله مهدي الذي عاش ومات دون أن يُتعبَ الأرض التي مشى عليها. مات دون أن يترك أثرا لخلاف مع أحد، مات مهدي وفي قلبه غصة على وطن تمنى أن يعيش فيه حرا سعيدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط