الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كبابٌ إيراني

امين يونس

2016 / 8 / 13
كتابات ساخرة


أحببتُ برلين ، ليسَ لأنها مدينةٌ ذات طابعٍ عالمي ، فقط ، بل لأن لي فيها أصدقاء كثيرين أيضاً . ولأن تواجُدي هنالك قصيرٌ ومُؤَقَت ، فأنني أحظى بالعديد من الدعوات الكريمة .. رغم ملاحظتي أن وتيرة الدعوات تتناقصُ من سنةٍ إلى أخرى ! . فقبلَ عامين وخلال زيارتي الأولى ، كانتْ الدعوات تنهالُ عليّ ، ولم أستطع تلبيتها جميعاً لضيق الوقت ، وفي السنةِ الماضية أصبحَ عددها أقَل ، وفي هذهِ المّرة كانَ إنحدار الدعوات ، واضحاً ... رُبما بسبب الأزمة الإقتصادية العالمية ! .. لكن حسب علمي ، ان ألمانيا لم تُعانِ بعدُ من آثار الأزمة . سألتُ نفسي : لماذا يا ترى ، قّلتْ الدعوات من سنةٍ إلى أخرى ؟ فجاء الجوابُ كالآتي : لسببَين .. الأول ، لأنهم لا يعرفونك بصورةٍ كافية ، والسبب الثاني ، لأنهم يعرفونك حَق المَعرِفة ! . رُبّما .. فسألتُ صديقي المقيم هناك ، فأجاب : ... عندما أتيتَ في المرّة الأولى ، كُنتَ مريضاً ، فإعتقدنا ، بأنها ستكون المّرة الأخيرة ، فرّحبْنا بكَ وبالَغْنا في ذلك ... على أمَل أن لا تستطيع المجئ مستقبلاً ، ولم نحسُب ، أنك " كُل شْوّية تكول سلامُ عليكُم " !! .
...................
على أية حال ... من فوائِد تكنولوجيا الإتصالات ، أنها تُتيح لنا أحياناً ، أن نتعرَفَ على أشخاصٍ مُحترَمين من خلال الأنترنيت ، والأجمل من ذلك ، أن تسنح الفرصة ، لمُلاقاتهم وجهاً لوجه ، فتكتشف أنهم جميلين رائعين ، قريبين منك ، وكأنكَ تعرفهم منذ سنين طويلة . ولقد " تَوّرطَ " أحد هؤلاء ، فدعاني إلى مطعمٍ إيراني في برلين . كُنّا خمسة : أنا وصديقي الذي إبتلى بي طيلة مكوثي في برلين ، وصاحب الدعوة ، الذي مضى عليه حوالي الأربعين سنة منذ خروجه من العراق ، وهو بالأصل من العمارة ، وصديقٌ آخَر من الناصرية والأخير من الكوت وكلاهما أيضاً ، غادرا البلد منذ زمنٍ طويل . كُنّا خمسة ، أربعة من أصول عراقية ويحملون الجنسية الألمانية ، وأنا العراقي الصِرف الوحيد بينهم ! .
ثلاثة من أصدقائي ، من العمارة والناصرية والكوت ، وأينَ المُلتقى ؟ في برلين ...يا لها من دُنيا ، ويا لها من ظروفٍ جَعَلتْنا نحن العراقيين ، نتناثر كحباتْ المسبحةِ حين ينقطع الخيط ! .
ألا يكفي الكوت يا ( خ ) ، أن " الصويرة " أنجَبتْ الزعيم ، إلا يكفيها أنها مَسرح رُباعية أبو كَاطِع . وأنت يا ( ج ) ، إبن العمارة مدينة الشُعراء والفنانين والثُوار وورثة سومر ، أما أنتَ يا ( ن ) ، يكفيك فخراً أنك من مدينة أبو الثوار والشهداء : فَهد .. ومدينة حسين نعمة وياس خضر .
................
لم يكُن الكباب الإيراني ، وحدهُ اللذيذ .. بل أن تلك الصحبة كانتْ مُمتِعة حقاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العراقي الاخير
صلاح البغدادي ( 2016 / 8 / 13 - 18:24 )
كردي على عربي على تركماني
شيعي على سني على مسيحي
ساحة لعبه في دهوك وزاخو وفي الناصرية والعماره
يصرخ بوجه الفاسد الكردي كصرخته بوجه الفاسد العربي
كم بقي لدينا من مثل هذا الاحساس العراقي النبيل
القليل القليل مع الاسف قبل ان نتحول كلنا الى قومجيه وطائفجيه
بطول العمر كاكه امين وشكرا

اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان سامو زين ضيف صباح العربية


.. الرئيس التونسي: بعض المهرجانات الفنية لا ترتقي بالذوق العام




.. ظهور حمادة هلال بعد الوعكة الصحية في زفاف ابنة صديقة الشاعر


.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش




.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص