الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر السيسي... و السقوط المدوّي

سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)

2016 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


– كاليفورنيا ـ الولايات المتحدة
مصر هي أهم دولة في الشرق الأوسط، إلى جانب العراق و تركيا، و ذلك أنها تملك ثروة إنسانية و جيوسياسية مهمة في وقت شهدت المنطقة سلسلة من التغييرات الدراماتيكية العنيفة. فمنذ انطلاق الثورة التونسية 2011 و سقوط بن علي، تتابعت الزلازل و سقط القذافي و حسني مبارك – الفرعون الأخير كما سمته الصحافة الغربية – ثم تتابعت الأحداث عبر اندلاع الحرب الأهلية السورية و سقوط الرئيس الإخواني محمد مرسي و من ثم مجيء الجنرال السيسي للحكم. كانت كل التوقعات تشير الى أن الرئيس السيسي سوف يقوم باصلاحات جذرية لكي تستطيع مصر تجاوز العنف الديني و الطائفي الّذي يقوده التحالف الإخواني-السلفي. للأسف، فإنه يبدو أن الرئيس الجديد ليس علمانيا بما يكفي لكي تكون حلوله و إصلاحاته فعالة. فقد شهدت مصر في السنوات الأخيرة تطبيق سياسات متناقضة من قبل الحكومة المصرية، و كأن السيد عبد الفتاح السيسي يتبع ذات الأسلوب الذي استخدمه جمال عبد الناصر في إثارة العداء و ضرب الإخوان بالشيوعيين و العلمانيين، أو العكس في استخدام أصحاب التقليد الدّيني و الأخواني لضرب العلمانيين و اللبراليين.
أرجو أن أكون مخطئا، لكني لا أملك إلا أن أكون متشائما و أنا أجد العنف ضد الأقلية القبطية في تصاعد و اضطهاد المفكرين اللبراليين و المنفتحين فكريا، كالشيخ محمد نصر و الصحفي الكبير إسلام بحيري، مع أن البحيري لم يمس التقليد الدّيني إلا بسطحية و على استحياء. و من خلال صمت الحكومة، بل و حتى وقوفها مع وزير الأوقاف و شيوخ الأزهر الذين ما فتأوا يحاولون قدر الإمكان تكفير المفكرين و تهميشهم، كما حصل مع الأستاذ الكبير سيد القمني، و كنتيجة طبيعية لتكميم الأفواه و منع الإعلام من مناقشة المسائل الدينية، فإن الإرهاب الذي يطال الجنود و الشرطة و عناصر الأمن المصري قد يتصاعد إلى حدّ خطير. لو كان الرئيس السيسي فعلا جادّا في مكافحة الإرهاب و تطوير المجتمع المصري، لكان شجع الإعلام المصري على مناقشة و نقد النصوص و الاجتهادات و الفتاوى الدّينية بحيث يتم تعرية و فضح الفكر التكفيري الذي بات يهدد جميع دول الشرق الأوسط حتى في ماهية وجودها.
على هذا الأساس و كنتيجة منطقية لهذه السياسة التي تكيل بمكيالين و تكافح الإرهاب بيد و تطعم و تدعم الإرهاب بيد أخرى، فإن إنهيار الدولة المصرية قد يؤدي إلى خلق حالة حرب أهلية أو فوضى في حالة لا تكون على كبير اختلاف من نظيراتها السّورية و الليبية. الوقت لا زال يحتمل الإسراع في خلق اصلاح علماني حقيقي و في فتح أجواء حرية التعبير لمواجهة التطرف الممول سعوديا و قطريا. الأمر الآخر الذي يؤدي بأي مراقب سياسي للمشهد المصري بأن يصبح أسيرا للتشاؤم هو أن الحملة ضد العلمانيين و اللبراليين جاءت متزامنة مع تصعيد العلاقات "الحميمة" مع السعودية التي، كما لا يخفى، لا تتهاون أو تقصّر في دعم الإرهابيين السلفيين في العالم أجمع، و الشرق الأوسط تحديدا، لأن هذه التنظيمات الإجرامية هي بمثابة خط دفاع أمامي لأي بزوغ للديمقراطية في المنطقة، و هي ما يثير الرعب في قلوب ملوك و أمراء الخليج. فهل تنجح مصر في أن تكون صادقة مع نفسها و شعبها؟ أم أنها سيكون لها سقوط مدوي يعصف بالمنطقة و العالم؟ أرجو أن أكون مخطئا.
Facebook: https://www.facebook.com/LibertyIsWorthy/
Twitter: https://twitter.com/sohel_writer72








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لقد ذكرت الحقيقه
على سالم ( 2016 / 8 / 13 - 23:54 )
يا سيدى انت قلت حقيقه المدعو السيسى السلفى الارهابى المنافق , السيسى يتبع سياسه معلمه وسيده مبارك الفاسد , اكاد اجذم انه يوجد اتفاق سرى بين ملك السعوديه والسيسى والغرض منه هو القضاء على المسيحيه فى مصر , الملك السعودى الملعون لايحب الصليب ويريد ان تنتشر الوهابيه فى مصر تماما وعليه فأن السيسى يتبع سياسه الطناش عما يحدث للااقباط من حرق كناس وخطف بناتهم وارهابهم وجعل حياتهم جحيم لايطاق , السيسى ماهو الا مجرم وخائن وفاسد ويشترك فى جريمه الهدف منها القضاء على المسيحيه فى مصر


2 - البعض يعشق مزابل التاريخ
س . السندي ( 2016 / 8 / 14 - 06:54 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي سهيل وتعقيبي ؟

1: شئنا ام أبينا فلا السيسي ولا غيره يستطيع الخروج من عباءة الوهابية حالياً ، خاصة وأعداء السيسي الأكثر خطورة هم عسكره قبل الاخوان والسلفيين ؟

2: مشكلة السيسي أنه يفتقد للروح الثورية التي هى ضرورية جدا لحالة مصر ألان ، إذ كان المطلوب منه أن يستثمر الحالة الثورية لدى الشعب المصري الذي أوصله للسلطة بضرب الفريقين ولكن الان قد فات الاوان ؟

3: وأخيراً...؟
علاج بلاء المصرين مستحيل في ظل الطوفان السكاني ، سلام ؟


3 - مصر لازالت تأّن من النظام الأستبدادي
طارق ( 2016 / 8 / 14 - 10:34 )
تعذيب ومقتل الشاب الباحث الأيطالي في مصر أثرَّ بشكل سلبي على العلاقات المصريه مع الأتحاد الأوروبي , هل يعقل أن يكون البوليس السري المصري بهذه الحماقه ليرتكب جريمة بشعه فاضحه بهذا المستوى طيب إذا كان الأجنبي يعامل بهذه الوحشيه كيف يكون أذن التعامل مع المواطنين المصريين من معارضي حكم السيسي العسكري ,


4 - اتاتورك
emad.emad ( 2016 / 8 / 14 - 10:45 )
اتانورك
حال مصر الان ليس الاسؤاء من حال تركيا بعد سقوط
الامبرواطريه العثمانيه
لاسف لا يملك السيسى شخصيه اتاتورك
حتى ينهض بمصر كما نهض اتاتورك بتركيا
حتى نكون منصفين ساعدت اروبا كلها اتانورك
لكن امريكا تركت مصر تحت رحمه السعود الوهابيه الارهابيه

اخر الافلام

.. لماذا خصّ الرئيس السنغالي موريتانيا بأول زيارة خارجية له؟


.. الجزائر تقدم 15 مليون دولار مساهمة استثنائية للأونروا




.. تونس: كيف كان رد فعل الصحفي محمد بوغلاّب على الحكم بسجنه ؟


.. تونس: إفراج وشيك عن الموقوفين في قضية التآمر على أمن الدولة؟




.. ما هي العقوبات الأميركية المفروضة على إيران؟ وكيف يمكن فرض ا