الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الداد ... المهمة الاولى لحكومتنا القادمة !

أمير أمين

2005 / 12 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عندما كنا صغاراً , غالباً ما كنا نلعب , نحن ألآخوة , ونتشاجر في البيت , مسببين الفوضى في الأثاث , صارخين ضاجين , وكان عبثنا , في الغالب , يزعج الوالدة التي كانت تصرخ بنا , مستخدمة جملة صغيرة لم نكن نفهم معناها حينذاك , حيث تقول : ( صحت الداد منكم ) كانت تستخدم هذه الجملة لإسكاتنا , والحد من عبثنا الطفولي ! فما هذا الداد ؟ ولماذا يعتبر المهمة الاولى للحكومة المقبلة ؟
في عام 1623 حاصر الشاه عباس بغداد , لثلاثة أشهر , ثم فتحها , ولكن العثمانيين عادوا الى فتحها مجدداًعام 1638 , بعد حصار دام حوالي أربعين يوماً , واقاموا مذبحة لعساكر الحامية الايرانية , وتم قتل الالوف من سكان العراق , مما دعى السكان الى ألاصطفاف مع أولادهم صارخين ( الداد ... الداد ) أي ألآمان .. الامان , فتفضل السلطان عليهم بالامان , ورفع الحيف عنهم !
وألآن وبعد ان صوت ملايين العراقيين في الوطن وخارجه , لإنتخاب برلمان جديد , يضم بين صفوفه كل الوان الطيف العراقي , متحدين ألآرهاب ومفخخاته , حاثين العزم على إنبثاق حكومة وحدة وطنية حقيقية , تضع نصب أعينها إشاعة الهدوء والامان الذي يعتبر بحق حلم جميع العراقيين , وله الآولوية على كل شيء .
فكيف ستحقق الحكومة المقبلة هذا الحلم ألآنساني الجميل ؟ وما هي مصادر المخاوف الامنية وتشعباتها ؟وما هي الاجراءات والسبل الضامنة والكفيلة بإشاعة ألآمن والسلم ألآجتماعي ؟
أعتقد أن ألآجابة على كل هذه الاسئلة , يستوجب تحقيق النقاط التالية :
1_ يجب حل كافة الميلشيات المسلحة في عموم الوطن والمتمثلة بمنظمة بدر وجيش المهدي وقوات البيشمركة , وتسليم أسلحتها ومعداتها الى القوات العراقية النظامية , وزج عناصرها في هذه القوات , أو إيجاد وظائف مدنية لمنتسبيها .
2_العمل على إعادة تشكيل الآجهزة ألآمنية والمخابراتية الوطنية , وإبعادها عن الولاء الطائفي والقومي , أو الولاء الحزبي الضيق , وتزويدها بالخبرات العالمية المتطورة .
3_ العمل على جمع السلاح من جميع المواطنين المدنيين , وحث ألآحزاب لمناشدة أعضاءها ومناصريها للمساعدة في تحقيق هذه المهمة الشاقة والنبيلة , وإستخدام الحوافز المادية , وأيضاً تطبيق العقوبات الصارمة بحق المخالفين , ويراد إجراء حملات تفتيش للبيوت والجوامع والبساتين وغيرها , ومناشدة المواطنين لإخبار الجهات الرسمية عن المسلحين وأماكن إختفائهم .
4_ العمل على إجتثاث المجرمين والارهابيين من حزب البعث , وتعريض كافة المسؤولين البعثيين , من مدنيين وعسكريين , للمسائلة القانونية , وزج ألآبرياء منهم في العملية ألانتاجية , وفي الحياة الديمقراطية القانونية الجارية ألان في العراق , مع دعوة الهاربين منهم خارج الوطن , وخاصة الذين سبق لهم العمل في السلك الدبلوماسي العراقي المتمثل في السفارات والقنصليات وغيرها , ومحاسبتهم على اعمالهم وفرز الجيدين من المسيئين , وهذا يتطلب تشكيل محاكم كفوءة ونزيهة في جميع المحافظات , وخاصة العاصمة بغداد .
5_دعوة الاشخاص الذين سبق أن اطلق النظام سراحهم , قبيل دخول القوات الامريكية للعراق , وجُلهم من أصحاب السوابق والخطرين , الذين يعدون بعشرات الالوف , واعادة النظر بملفاتهم , واسباب إعتقالهم لغرض معرفة المعلومات الضرورية عن اعمالهم الاجرامية , قبل سقوط النظام وبعده , وخاصة مشاركة العديد منهم بعصابات خطف الابرياء , من الاطفال والاطباء والتجار وغيرهم , وترويع ذويهم , ومن اجل الحصول على فدية مالية ضخمة لقاء إطلاق سراحهم , مع العمل لآعادة من تثبت إدانته الى السجن مجدداً.
6_ضبط الحدود وخاصة الحدود العراقية السورية , وإبرام إتفاقيات أمنية برعاية جامعة الدول العربية والامم المتحدة مع بعض دول الجوار . ووضع اجهزة عراقية قوية ونزيهة لشرطة وحرس الحدود , وتعزيزها بالوسائل الدفاعية والرادعة المتطورة , واستخدام الوسائل الالكترونية في ضبط المتسللين ومحاسبتهم بشدة , وانزال عقوبات قاسية بحقهم , زخاصة حملة السلاح , والذين يدخلونه بشكل غير شرعي , أو من الذين يثبت إنتماؤهم لتنظيم القاعدة الارهابي .
7_الاهتمام باعادة المتسربين من الدراسة الى مدارسهم , والاهتمام بوضعهم الصحي والنفسي والاقتصادي , وإحاطتهم بالرعاية وألآهتمام والحنان , وزجهم بالنوادي الرياضية والجمعيات والمنظمات الاجتماعية , والقيام بحملة توعية للمجتمع , من خلال البرامج التلفزيونية ووسائل الاعلام الاخرى .
8_إنشاء جهاز وطني جديد بأسم الحراس الليليين , من الشباب العاطلين عن العمل وتزويدهم بالاسلحة الخفيفة ونشرهم في اماكن سكناهم , لضبط حركة الغرباء في المنطقة , لكي يكونوا عيوناً ساهرة على أهلهم وجيرانهم وممتلكاتهم من عبث العابثين , وتكون الحكومة هنا قد ساهمت في التخفيف من مشكلة البطالة أيضاً .
9_ إعادة النظر في أحوال السجناء كافة بعد استلام ملفهم الامني وإستلام السجون التي لا زالت بعهدة القوات الامريكية والبريطانية , والاهتمام بتحسين ظروف السجناء , واطلاق سراح الابرياء منهم , ووضع حرس واعي , وابعاد الجلادين عن كافة السجون واماكن التحقيقات .
10_إجراء مسح شامل للفنادق والشقق والاماكن السياحية والمراكز الدينية , بين فترة واخرى لمعرفة اسباب تواجد الغرباء , وخاصة العرب الوافدين , وتسجيل عناوين إقاماتهم ومدة كل منها في محاضر الشرطة , واصدار دخولية وخروجية قانونية لكل فرد , كذلك ضرورة التنصت على المكالمات التلفونية , ان تطلب الامر , للذين يثيرون الريبة والشك , ومتابعة وضعهم اثناء زياراتهم للوطن , ولكن بشكل غير مباشر , ومحاسبة المتجاوزين لمدد الاقامة , كذلك تسجيل كافة ارقام السيارات واسماء اصحابها وعناوينهم .
11_الاسراع باستكمال محاكمة صدام حسين , وجميع عناصر النظام السابق ورموزه القيادية , وإنزال عقوبة الاعدام بحقهم لوجود ادلة دامغة تدينهم ( حتى من دون محاكمة ) ومن اجل التخلص بشكل كامل ونفض الغبار عن مرحلة عصيبة عاشها شعبنا , والتقدم بخطى ثابتة وقوية نحو عصر الحرية والامان والسلام والديمقراطية , وبهذه الخطوات وغيرها , نكون قد اسسنا نظاماً أمنياً لجميع المواطنين , يحفظ لهم كرامتهم وحياتهم ويزرع الطمأنينة والسلام في ربوع الوطن الحبيب .
ويجب الاشارة هنا الى ان مسألة الامن تترافق مع تحسين الخدمات المختلفة للمواطنين , وتحسين الوضع الاقتصادي , من خلال توفير فرص العمل المختلفة , لكل القادرين على العمل , والقضاء على أفة البطالة التي تشكل الان حاضنة مهمة للارهاب والجريمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا