الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدن الأنبار مهلاً... ستندمل الجراح ويعاد البناء

سلام فواز العبيدي

2016 / 8 / 15
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


مدن الأنبار مهلاً... ستندمل الجراح ويعاد البناء

يوم إثر آخر تستعيد مناطق الأنبار شيئاً من أراضيها وتطمح بالمزيد من الانتصارات الميدانية بعد أن عاشت في ظلام رهيب وسط الخوف والقتل لعشرات الشهداء والمعاقين وحرق الأخضر واليابس من جراء عصابات داعش الموغلة في الإجرام، وعلى مدى يفوق السنتين وبضعة أشهر، تنبثق اليوم نافذة لمرحلة جديدة لبوادر الانفراج مما تستدعي تثوير الطاقات وتعزيز التلاحم السكاني لمرحلة الاعمار الباهضة التكاليف بخطوات البناء لكل شيء، وتزامناً مع وجهة عودة العوائل النازحة للديار المهدمة لتبدو خرائب تثير الحزن والأسى اليوم تستدعي الظروف استنهاض القوى وتعميد الذات لمهمة الحياة الشاقة، ينبغي تناسي فصول الأيام الحالكة، وأولى المساعي المسح للقوى البشرية والفرز بين من أجرم ومن تسببوا بإلحاق الأذى ونصبوا أنفسهم رموزاً وتقمصوا أدواراً ليسوا أهلاً لها، وبين عوائل دفعت الثمن باهضة في الحصيلة النهائية وليكن الفرز صارماً لا يرحم وتأشير الأسماء النكرة المشبوهة النوايا والأفعال ونبذهم أمام الأنظار وهم من سرقوا وخانوا ونسقوا مع داعش في الليل والنهار ووصفوهم بالثوار لفترات طويلة بأساليب مارقة وتسلكات اختراق مخزية وحققوا غنائم واحتلوا مواقع وباعوا سلاح الدولة لأسيادهم داعش وخيانة الأهل والجيران تحت غطاء الدعوات الإسلامية الزائفة والاسلام أسمى من كيدهم، لم ينسى أهل الأنبار وأساليب التزوير للانتخابات والتحايل على قناعات الناس من خلال هدايا تافهة (بطانية، ساعة، موبايل وغيرها)، نعم هؤلاء ذاتهم من زرعوا وباء التناحر داخل العوائل وتلوث العقول بالطائفية الضيقة هيئوا للدواعش الحواضن وسهلوا لهم الحركة بكل دناءة، من كان يعرف الكربولي والكرحوتي اللجوج والحلبوسي متى كان داعية وطنية، هؤلاء تقمصوا أدواراً على أنهم مدافعين عن السنة وتاريخ الأنبار وأنا من هناك يجده بريء من أمثال هؤلاء النكرات الخونة منذ ولدتهم أمهاتهم واليوم ينفذون أهداف داعش، يقولون عن نسب التدمير في الرمادي 80% وفي هيت والفلوجة وكبيسة 20% تقريباً، ورئيس برلمان العراق يخاطب أهل الأنبار بعبارة يا أهلنا وعمامنا، ويجري الزيارات المكوكية مع محافظها المقال الذي يدعوه أهل الأنبار بـ(أبواذان) تندراً، ماذا يذكر أهل الأنبار عن المحافظ المعزول، ماذا عن الموصل وصلاح الدين وديالى وغيرها يا جبوري هل هم غرباء؟ ثم لماذا لا تذكر اسمك الكامل، وغير هؤلاء هناك في مجلس المحافظة وجوه كالحة حد القباحة وأسمائهم معلومة، من هم الشركاء في ابتزاز المواطنين عند جسر بزيبز، من وراء المتاجرة بالأرواح حتى يحصل المواطن على مقعد بطائرة الحمل بين عين الأسد وبغداد مقابل 600 دولار وأكثر وجرائم وتحايل وتدبير سرقات أموال تتحدث عنها وسائل الاعلام، نعود للعوائل التي عادت لقراها وبيوتها الجاثمة على الأرض من أين يبدأ الموطن، من يبني الجسور المحطمة؟ من يعالج شواطئ الفرات من حشائش اجتاحتها وصارت مكمناً للأفاعي؟ ومن يزيل قنابل الموت من جوف الأرض، وعلى بقايا الأشجار الخاوية وحتى السواقي والأعمدة؟ من يعيد البسمة للأطفال الثكالا من يبني المدارس المندثرة كي تستقبل طلابها المشردين، من يعيد المياه الصالحة ليرتوي البشر والنبات، من يعيد لمدينة هيت مجدها التاريخي الوضاء؟ من يزيل الكوابيس عن أهلها.. الوجع اليومي من يعيد العلاقات المحطمة؟ من يستبدل أهل العمائم الجهلاء وذوي العباءات البراقة بالقانون المنصف القوي من يتكفل بتوفير حاجات للعوائل بأسهل الطرق؟ من يعيد البسمة للأفواه اليابسة، من ينشف الحدقات من الدمع والحرقة؟ من يفض النزاعات القائمة بين الأباة من العوائل وبين المطعونين بقتل أبنائها؟ من يجتث الجوع ويسد الرمق؟ من يزيل الخوف وكوابيس النوم؟ من يرسم خارطة الطريق المفضية للأفق القادم حتى مراحل الوئام والسرور...؟ إنها مئات الأمنيات تراود العقول المشدوهة بصدمة الكوارث التي تستدعي الإصرار والوعي والعمل المضني وتعزيز الثقة بالنفس والحركة ليل نهار بلا كلل وتعزيز نبضات المواطنة وبناء العلاقات الإنسانية دون توجس واجتثاث بذرات بلاء المحاصصة ودحر النفسيات المريضة بعلل الطائفية المميتة ودحراً لحاملي ضيق الآفاق.
نعم الأمر يدعو لرجاحة العقول وتناسي الخلافات الجانبية والتعايش الأخوي كي يعيد البشر لجادة الصواب وتركن القلوب للسكينة ولتصحوا المدن لحالها وعلى عهدها مفخرة لأهلها ومساندة قبائل وقفت على خطوط النار وأنقذت مدن من الدمار، أنها أمنيات تراود العقول الحية وخواطر تزداد عمقاً واتساعاً عسى أن تلحق قبائل الأنبار الأبية بما قدمته قبيلة الجغايفة في نضالها في الذود عن حديثة الصامدة بعيداً عن هجمات الأعداء الطامعين وشهداء قبيلة البونمر الجسورة هي درس آخر في الثبات والفداء، وتأتي هيت تتغنى بتاريخها الوطني ولن تكون مرتعاً للغزاة الخونة وعنة فيها من الشخصيات من كان في قلب الحركة الثورية في بلادنا وكبيسة تحزمت بأهلها من الرجال الأشداء حين احتدمت المعارك، ولتكن مفردة الإرادة المخلصة هي الكلمة العليا ويقيناً أعمار الطغاة تبقى قصيرة وأفعالهم إلى المزبلة والفناء.

سلام فواز العبيدي
دهوك 18/ 7 / 2016
موبايل: 07504014526








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي