الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليمات لقتل الصحفيين

عبد الله السكوتي

2016 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


تعليمات لقتل الصحفيين
عبد الله السكوتي
لم يقرأ رئيس اقليم كردستان الجريدة بالمقلوب ابدا، الا حين ينقم على الصحفيين والصحافة، قرأها مرة بالمقلوب واغتيل صحفي، وقرأها ثانية بالمقلوب فاغتيل صحفي، وفي صباح يوم الثالث عشر من آب الجاري، دخل رئيس المخابرات الكوردية على رئيس الاقليم، فوجده قد وضع الجريدة بالمقلوب وراح يرتشف فنجان القهوة وهو يغوص في احدى ارائك القصر الرئاسي، اراد رئيس المخابرات ان يعرف، هل تقرأ الجريدة مقلوبة دوما ياسيادة الرئيس، اومأ رئيس الاقليم بالايجاب، وهل يمكنني ان اعرف السبب؟ انها الخبرة ايها الرجل، او انها التعليمات، هكذا ذهب الصحفي ودات حسين مخطوفا في دهوك ومن ثم مصابا في الطريق بين دهوك سيميل، ليودع الحياة في المستشفى، وهذا اول مدفوعات حزب العمال الكردستاني للتقرب من الطربوش التركي بعد المتغيرات الكبيرة اثر الانقلاب في تركيا وتوتر العلاقات التركية الاميركية وعودة تركيا الى احضان روسيا البديل الستراتيجي في الاقطاب العالمية التي تحاول اميركا ان تكون هي الواحد الاوحد فيه، هذه اللعبة لعبها صدام من قبل وحزب البعث ايضا، فكان يراوغ بين القطبين، مرة باتجاه الاتحاد السوفيتي واخرى باتجاه اميركا واوربا الى ان انتهى الامر بدخول اميركا الى العراق.
اردوغان يحاول تكرار السيناريو الصدامي القديم، حتى بمعاقبة الانقلابيين وشكل الانقلاب والاعتقالات، ولا استبعد من اردوغان انه سيحمل في يوم ما متسعة ويظهر على التلفزيون ليهدد اميركا، المشكلة ليست مشكلة تركيا واردوغان، المشكلة تكمن في العملاء الذين حالفوا اردوغان على شعوبهم ومنهم رئيس اقليم كردستان، هذا القومي العريق الذي تخلى عن قوميته وراح يخطط لاجهاض حركة ابطال كردستان من حزب العمال الكوردستاني لاجل عيون اردوغان العسلية، وصار اقرب الى انقرة من بغداد، فصارت الاتفاقات ثنائية وهو يعلم ان سياسة الاخوان واردوغان هي سياسة عنصرية تركية، ولايمكن في يوم من الايام ان يكون الرجل بصف حركات التحرر في كردستان العراق، الصحفي ودات حسين كان يعمل مع حزب العمال الكوردستاني كما صرح بذلك موقع الكتروني تابع للحزب، وسيكون هذا الصحفي في اعلا قائمة مصروفات حزب العمال من اجل تنقية الاجواء بين اردوغان ومسعود، وربما في عودة سريعة لاستقبال النفط الكردي واخراج حكومة بغداد من مسلسل الاتفاقات التركية الكردية التي ربما قلبت ظهر المجن لاربيل مرة اخرى وكما هو معروف تاريخيا.
انها الخبرة ايها الرجل، خبرة سنين من الاغتيالات وتصفية الخصوم من شيوعيين الى عمال الى حركات تنويرية جديدة وحتى اسلاميين، وكل هذا يأتي من عقلية مسعود المتشبثة بالنهج الديكتاتوري الصدامي والتي وجدت انه خير انموذج لها لاستعباد العباد والبلاد، بقي الرجل لسنوات عديدة يلعب على حبل الاستقلال حتى مل الجميع تصريحاته، ولم يعد استقلال كردستان سوى ورقة قديمة يطرقها مسعود عندما يشعر بالخسارة قاب قوسين او ادنى منه، وليحاول عن طريقها تحريك الرأي العام باتجاه رفض بغداد ورفض وصايتها عليه، في حين انه يعلم ان الديكتاتوريات ولت وان الاستقلال اجراء بسيط لايعترض عليه احد ولم يعد ورقة للعب كما يظن الاخ مسعود، وكذلك يعلم ان مظلة العراق احسن بكثير من مظلة تركيا، وان العبادي البسيط ورئيس الجمهورية الكوردي خير له من اردوغان الذي لم يسلم منه احد ، هذه المرة ستقلب الجريدة ايضا ياسيادة الرئيس، ولكن من سيكون الضحية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز