الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستفوز حماس في الانتخابات المحلية؟

عماد صلاح الدين

2016 / 8 / 15
القضية الفلسطينية



اعرف أن السؤال جريء جدا، وان التصدي له فيه نوع من الإحراج خصوصا أنني مستقل من جهة، وفي هذا السؤال نوع من المخاطرة أو المقامرة تخصني ككاتب في حال الفوز أو عدمه من جهة اخرى؛ ذلك لأنني سأحاول قراءة احتمالية الفوز من عدمها إلى درجة الوضوح الاحتمالي فيما يتعلق بحركة المقاومة الإسلامية حماس.
علينا أن ندرك أن الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1967، يعاني في الأساس من أوضاع بنيوية وأخلاقية واجتماعية وحتى مادية سيئة، يضاف إليها الأمن المفقود منذ سنوات عديدة؛ هذا الأمر يجعله يبحث عن الأفكار الخلاصية باستمرار، وعن الجهات التي تقول أنها تمثل تلك الأفكار، خصوصا التيار الديني الذي تمثله حماس، وبعيدا عن حركة الجهاد الإسلامي لأنها خارج هذه اللعبة السياسية، وان اشتركت في تلكم الأفكار الخلاصية كحالة سياسية ونضالية تأطيرية. إنني أرى أن المجتمعات الضعيفة التي تعاني في العمق والجوهر الإنساني والاجتماعي والمصيري، ودون أن يكون هناك محاولات جادة وحقيقية خصوصا من نخبها السياسية والمدنية لإخراجها من حالة الضعف والمعاناة، ستبقى متعلقة بفكرة اختزال حلم الانجازات العظيمة من الخلاصية التدينية الديباجية في الصعد الغيبية والاجتماعية؛ حتى ولو أن الجهات التي تقول إنها تمثل هذا الميل الخلاصي تعرضت، ومن السابق، للفشل أو الإفشال، نتيجة ضيق الأفق والرؤية الفكرية والسياسية؛ وهذا حدث عام 2006 في الانتخابات السياسية، وقبلها في الانتخابات المحلية ولو بشكل جزئي؛ ذلك لان الناس سيبقون متمسكين بأفكارهم الخلاصية عن الدين والحياة ما لم يحدث التغيير الحقيقي نحو مشروع النهضة الإنسانية والمدنية والاجتماعية ولو كان تحت الاحتلال، وسيبقى الناس كذلك متمسكين بالجهات التي يظنون أن معها الحل السحري، وذلك من خلال القناعات الدينية الديباجية والبلاغية واللغوية والشعارية الوطنية المتعلقة، وليس من خلال الدين كمنظومة قيمية وحالة نهضة حضارية إنسانية؛ ذلك لأنني على يقين - وكمطلع على الفكر الإسلامي- بأنه لو كان هناك منسوب، ولو كان متدرجا من تلك التنظيرية الفكرية الإسلامية وممارساتها القيمية العملية، لكنا نسير بالاتجاه الصحيح، وفي حالة من تراكم المنجز،على غير صعيد خصوصا في المجال النضالي. ولان الأمر غير ذلك، ففي ظني أن الناس ستصوت من جديد لحركة حماس في الانتخابات البلدية القادمة ؛ إن أجريت هذه الانتخابات - كما يشاع- بطريقة ديمقراطية ونزيهة ومحايدة.
هذا في عمق المسألة، أما في التفاصيل السياسية والميدانية؛ فإنني أرى أن حركة فتح تعاني الانقسام والتشظي الداخلي الأكبر والأخطر في تاريخ مسيرتها النضالية والوطنية، هذا بالإضافة إلى مشاكلها السياسية والعملية؛ سواء تعلق الأمر بانسداد الأفق السياسي لحل التسوية مع إسرائيل أو ما تعلق بمشاكل وتعقيدات الحالة الداخلية الفلسطينية.
صحيح أن حماس لديها مشاكلها الكبرى، خصوصا فيما تعلق بالحصار على قطاع غزة الذي تحكمه، وحالة الحصار الأقوى الذي تتعرض له ومعها أهل غزة منذ نجاح المشروع المعاكس للثورات العربية نسبيا خصوصا في مصر، إلا أنني أعيد من وجهة نظر سيكولوجية وضمن مسارية اجتماعية عامة، بان الغلبة التصويتية والانتخابية ستكون للجهة التي يعتقد الناس أن لديها حلولا سحرية؛ وفقا لمنظور الفهم الديني السائد، وليس المفترض والمتشوق إليه في بعده القيمي والعملي الحضاري.
أرجو أن يتفهم الأخوة في حركة حماس هذه الحقيقة، ومع فائق الاحترام والإعجاب والتقدير للدور الذي تقوم به المقاومة الإسلامية الفلسطينية بقيادة كتائب الشهيد عز الدين القسام، إلا أن الطريقة أو النهجية الدينية التي تقوم عليها حماس هي كحالة كلية، تقع في التدينية الخلاصية المبنية على الشعيرة إلى حد الطقوسية؛ وهي هنا ظاهرة وبارزة على خلاف حركة فتح، وان كانت هي الأخرى لديهم كامنة غير مؤطرة؛ باعتبار الجميع الفلسطيني من نفس النسقية الإنسانية والاجتماعية العامة. وفي المقابل، فان حركة فتح لديها الديباجية الشعاراتية البلاغية الوطنية، دون عوامل ومقومات المخرج الوطني المطلوب كحالة نضالية ، في حين أن حماس، ورغم محاولة ذهابها التأطيري إلى المرجعية الدينية التدينية، إلا أنها و حتى دون تأطير في المرجعية الوطنية، تمارس الفعل النضالي، خصوصا في الجانب الكفاحي التقليدي منه أكثر وبكثير جدا من سلوكها النخبوي؛ تحديدا لشكلية الفصاحة الهوائية والبلاغة الوطنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكسيوس: الولايات المتحدة علّقت شحنة ذخيرة موجهة لإسرائيل


.. مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين أثناء اقتحامهم بيت




.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال تقوم بتجريف البنية التحتية في م


.. إدارة جامعة تورنتو الكندية تبلغ المعتصمين بأن المخيم بحرم ال




.. بطول 140.53 مترًا.. خبازون فرنسيون يعدّون أطول رغيف خبز في ا