الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نابوليون ، وليس محمد على

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2016 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


نابوليون ، وليس محمد على
أمس 15 أغسطس كانت ذكرى ميلاد نابوليون بونابرت ، إبن الثورة الفرنسية ملهمة البشرية ، ومؤسس مصر الحديثة ، نعم مؤسس مصر الحديثة ، لقد حان الوقت لإن نضع هذه الحقيقة التاريخية موضع النقد والتمحيص ، ليس فقط إحقاقاً للحق ، ولكن أيضاً ، لكى نعيد تقييم رحلتنا المتعثرة الطويلة ، رحلة مصر الحديثة.
كان نابوليون يشبه الإسكندر الأكبر فى كل شئ ، فى القوة ، فى النبوغ المبكر ، فى حب العلم والمعرفة ، فى إختلاط طموحاته الإستعمارية بنزعة إنسانية أصيلة ، وكذلك فى رؤيته لمصر والمصريين ، فكما زار الإسكندر معبد آمون ، وإدعى أنه إبن الإله ، تقرباً للمصرى المتدين بالفطرة ، تقرب نابوليون إلى مشايخ الآزهر، وعبرعن حبه للإسلام والمسلمين ، تقرباً لنفس المصرى الساذج بالفطرة ، والذى ربما كان يسخر منه فى أعماقه، لكنه لم يكرهه أبداً، وكما عبر الإسكندر الصحراء الغربية فى طريقه إلى معبد آمون فى قلة قليلة من حرسه ، عبر نابوليون الصحراء الشرقية ، فى قلة قليلة من حرسه ، ليرى خليج السويس ، ويرى بنفسه إمكانية ربط البحرين ، الأحمر والأبيض ، وكما أنشأ الإسكندر مدينة الإسكندرية ، أنشأ نابوليون المجمع العلمى المصرى، وكما أعاد الإسكندر تماثيل آلهة المصريين التى حملها الفرس معهم ، أعاد إليهم نابوليون كل تاريخهم ، وأمر بالكشف عن الآثار القديمة ، وبكتابة موسوعة وصف مصر، وأنشأ الدواوين ، ورتب الإدارات ، وخطط لنقل آلاف الأسر الفرنسية لسكنى مصر، وجعلها دولة حديثة بين الشرق والغرب. لقد كان تحطيم الأسطول الإنجليزى للآسطول الفرنسى فى موقعة أبى قير البحرية ، بعد وصول الحملة بفترة قصيرة ، وعودة نابوليون إلى أوربا ، بعد حوالى سنة من وصوله ، هو الذى عطل تنفيذ مشروعه ، لكن الواقع أن النخبة المصرية ، أو بعض منها ، والتى تشربت أفكار نابوليون ، قد أكملت الطريق ، وإستطاعت فى زمن قصير أن تجعل من مصر ، تلك الدولة الإسلامية الأوربية ، التى ربطت الشرق بالغرب فعلاً ، الشيخ المهدى ، الشيخ العطار ، الشيخ الخشاب ، المعلم يعقوب ، وحتى الجبرتى نفسه ، الذى إختلطت فى كتاباته كراهية الفرنسيين بمحبتهم ، وأخيراً ، محمد على وأبنائه ، الذين وضعوا أفكار نابوليون موضع التنفيذ على أرض الواقع.
مصر الحديثة هى بلاشك إكتشاف نابوليون العظيم ، إكتشاف أبناء الثورة الفرنسية ، ملهمة البشرية ، شامبليون، مكتشف اللغة المصرية القديمة ، وسليمان باشا الفرنساوى، مؤسس جيش محمد على، ومنجان، كبير التجار الفرنسيين وصديق محمد على المقرب ، ودروفتى، القنصل الفرنسى وصديق محمد على المقرب ، وكلوت بك ، كبير أطباء الجيش المصرى ، ومونج، رئيس المجمع العلمى المصرى ورئيس البعثة العلمية المصرية إلى فرنسا ، إنها روح الفرنسيين التى تسربت إلى روح سلامة موسى وطه حسين وتوفيق الحكيم وفاتن حمامة وسميحة أيوب وسناء جميل ، وكل المصريين الذين صنعوا ذلك الزمن الجميل. تحية إعزار وتقدير، إلى روح محررنا العظيم ، نابوليون ، مؤسس مصر الحديثة ، فى ذكرى ميلاده ، تحية إعزار وتقدير إلى جنوده وضباطه ، أبناء الثورة الفرنسية ، الذين شرفوا أرضنا الطيبة ، وحلوا ضيوفاً عليها لفترة قصيرة ، حررونا خلالها من حكم المماليك ، وفتحوا لنا آفاق المستقبل ، علاقة حب ، حفظتها الأجيال ، لن تنتهى أبداً !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات