الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مُرتزقة الرياضة ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2016 / 8 / 16
عالم الرياضة


مُرتزقة الرياضة ..
لا أُخفيكم بأنني في فترة الطفولة والشباب المبكر مارستُ رياضة كرة القدم في شوارع الحي المُتربة وفي ملعب المدرسة التي جاوَرها بيتُنا .. توقفتُ عن ممارسة الرياضة ،لكنني حافظتُ على ودي لكرة القدم وللألعاب الاولمبية ..
منذُ ذلك العهد البعيد ، تغير العالم كثيراً، بحيثُ اصبح قرية صغيرة ترتبط ببعضها بشبكة مواصلات واتصالات سريعة ، واصبح كل حدث مهما صغُر شأنه في متناول الصغير قبل الكبير ، في التو واللحظة .
مكّنت هذه التطورات الرياضيين من التنقل واللعب في صفوف فرق أخرى من بلدان بعيدة ، وهذا بحد ذاته أمر محمود . فملاعبُ التنافس الرياضي ليست حكرا على قومية أو جنسية ما. إنما هي مُتاحة للجميع من الذين يبرعون في مجال رياضي ما، وغالباً ما يكونون من لاعبي كرة القدم .
ما يلفتُ الإنتباه في السنوات الأخيرة ، هو تحول الرياضة بشكل متصاعد الى تجارة . ولم يعد من المهم العمل على تنمية المواهب والإستثمار في الرياضة الجماهيرية ، بل أصبح أكبر هموم الفرق الرياضية ومالكيها ، "شراء" المواهب الجاهزة .. لكي تنافس على البطولات فقط والتي تعني في المحصلة زيادة الأرباح .. وبهذا اصبحت الرياضة استثمارا يهدف الى الحصول على الربح المادي الناجز والسريع ..
وبهذا يتحول الرياضيون الى سلعة في "سوق العرض والطلب" الرياضي ، إلى مرتزقة لدى من يدفع أكثر ، وهذا حقهم طبعاً ، فلكل موهوب الحق الطبيعي في الإستفادة المادية والمعنوية من موهبته التي نمّاها بكد وتعب ، جهد وعرق..
لكن الحقيقة الساطعة تؤكد وكل يوم من جديد ، بأن الدول التي تحصد العدد الأكبر من الميداليات ،هي الدول التي تستثمر في أجيالها ونشئها الجديد ، عبر تحضير بنى تحتية عصرية وملائمة لشعوبها لكي تمارس الرياضة من أجل الصحة العامة ... وهذه البنى التحتية هي الحاضنة التي تحتضن المواهب الصاعدة وتُنمّيها . ومن بين هذه الدول الصين، روسيا ، الولايات المتحدة ، دول اوروبا ، اليابان وغيرها.
وعودٌ الى اولمبياد ريو ، فقد حصلت اللاعبة "البحرينية " روث على ميدالية ، وعند الفحص والتمحيص يتبين بأن روث ، مع احترامنا الشديد لها ،هي متجنسة ..!! وتم تجنيسها لكي تلعب تحت علم البحرين وتحصد لها (للبحرين) ميدالية .. تضعها على قائمة "الشرف" الاولمبية ..
وكذا هو الحال مع فرق أخرى تمثل "العرب" ، وغالبية اعضائها من غير العرب ومن الذين تم تجنيسهم فقط ، لكي يسيروا تحت العلم ،بغية الحصول على ميدالية .. وكما يبدو هذا هو حال الفريق الذي يمثل قطر في كرة اليد ..!!
هذه الدول التي تحرم بعض مواطنيها المولودين فيها من الجنسية بحجج واهية ، تلهثُ وراء رياضي لامع لكي يمثلها في الاولمبياد ..
فلو أنها استثمرت جزءا من المال العام المهدور على النزوات ، وانشأت بنى تحتية ملائمة لأبناء شعوبها، بهدف تنمية رياضة جماهيرية ، لظهرت مواهب محلية تستطيع المنافسة على الميداليات ..
لكن وبما أنها انظمة استهلاكية ، تشتري كل شيء من السوق ، ولا تستطيع انتاج شيء البتة ، فأقصر الطرق للدخول في قائمة الميداليات هي البحث عن مرتزقة يُنافسون بإسمها وتحت علمها .. مع احترامنا الشديد للرياضيين الذين يسعون وراء رزقهم ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذ قاسم حسن محاجنة المحترم
ليندا كبرييل ( 2016 / 8 / 21 - 18:14 )
تحية طيبة

معذرة ، سؤالي لا يتعلق بموضوع المقال، فأرجو أن تسمح لي به

الأستاذ جان نصار غائب منذ فترة، وليس من عادته هذا التغيّب الطويل
وكان قد أشار إلى توعك في صحته منذ فترة
كتبتُ إليه رسالتين ولم أتلقّ ردا عليهما (وهذا أيضا ليس من عادته) فهو يرد فوراً

إذا كان لديك فرصة أو إمكانية التواصل معه، فأرجو أن تطمئننا
وأهديه تمنياتي بالصحة والعافية

وشكراً لك


2 - شكرا لك استاذة ليندا
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 8 / 21 - 20:18 )
تحياتي الحارة
سأحاول ان افحص الامر
ولك جزيل الشكر على الاهتمام بزميل عزيز وغالي على قلوبنا

اخر الافلام

.. بعد انتهاء الموسم الأوروبي.. إليك ترتيب الأندية أبطال الدوري


.. نجوم عرب يقيمون مباراة خيرية لكرة القدم في لندن دعما لأطفال




.. ريال مدريد يتوج بدوري أبطال أوروبا ويسجل أرقاما قياسية جديدة


.. لاعبو المنتخب التركي لكرة القدم للصم يحملون لافتة لدعم فلسطي




.. #ريال_مدريد يتوج بلقبه الـ15 في #دوري_أبطال_أوروبا | #هجمه_م