الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيسي؛ الجنرال التائه

عساسي عبدالحميد

2016 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


آخر ظهور متلفز للرئيس المصري السيسي ظهر فيه وهو يعلق اخفاقاته وفشله في تحسين الوضع المعيشي للمواطن المصري على شماعة الحروب التي خاضتها مصر؛ و سما السيسي تلك الحروب بأسمائها وتواريخها (( – حرب 56-حرب اليمن 65- حرب 67-حرب الاستنزاف – حرب 73 ....)).
كما دعا المرأة المصرية في هذا اللقاء الى تشغيل عبقريتها لتدبير معقلن لمصاريف الأسرة ...و قبلها دعا السيسي المصريين على خشبة دار الأوبرا الى شد الحزام في المأكل والملبس و كأننا على حافة حرب ضروس سيخوضها الجنرال السيسي .
.
الحروب التي ذكرها الرئيس ليبرر الكارثة الاقتصادية التي تعيشها مصر هي فعلا حروب كلفت الخزينة المصرية الشيء الكثير؛ و ما زال المواطن يؤدي ثمنها الى يومنا هذا؛ نتيجة الثورة الملعونة 23/07/1952 و نتيجة تهور عبد الناصر الذي بدل من الاهتمام بالبعد الافريقي لمصر و علاقاتها مع بلدان حوض النيل؛ فضل أن يتزعم العرب وكل العرب لرمي اسرائيل في البحر وتحرير فلسطين من الماء الى الماء ....
.
لكن؛ تداعيات الحروب كان من الممكن التغلب عليها وتجاوزها بتعليم منتج بعيد عن هلوسات وسموم الوهابية التي تم اقحامها في مقررات التعليم في عهدي السادات ومبارك؛ فكانت بمثابة السم الزعاف الذي تسبب في كساح وفلج ملايين التلاميذ والطلبة؛ فأنتجت منظومتنا التعليمية أجيالا متقاعسة غير منتجة وقطعانا قرناء ملتحية من السلفيين يحرقون بيوت الأقباط و يمنعونهم من ترميم وبناء كنائسهم.و يعتدون عليهم شتما و ضربا و قتلا وتهجيرا ...وبتنا نشاهد اليوم و في عصر السيسي ياسر برهامي وهو يطلق فتاويه على مرأى ومسمع من الدولة من قبيل بغض النصاري واليهود..وأن مصر دار اسلام لا يجوز بناء فيها كنيسة؛ في حين يسجن أطفال صغار أقباط على خلفية تمثيلية بريئة تصور جريمة ذبح داعش لعشرين قبطيا كانوا بليبيا.(( ولو أن مسرح الجريمة لم يكن بليبيا ....بل ذبحوا في قطر )) .....
.
حالة اليابان بعد قنبلتي ناكازاكي وهيروشيما سنة 1945 كانت أسوء وأفظع بكثير من حالة مصر؛ بل لا قياس مع وجود الفارق؛ لكن اليابان بنت مجدها بتعليم حديث علمي منتج يستمد روحه من التراث الياباني الأصيل؛ وجعلت من الانسان رأسمال في المنظومة الوطنية وعمود الرحى في الانتاج والورش التنموي.
.
الحالة في مصر ومنذ الثورة الملعونة الى عهد السيسي هي استمرار سلخ مصر عن هويتها الفرعونية القبطية الأصيلة ....ومكمن قوة مصر يتجلى في بعدين اثنين؛ ثقافة الهرم ومنابع النيل وما من قوة تحاول ابعاد مصر عن هذين المحورين الا وترتكب في حقها جريمة شنعاء ...
.
الوضع الكارثي أيها الجنرال ليس مرده الرئيسي حروب مصر التي خاضتها من أجل صنم العروبة الأسود ومن أجل رمي اسرائيل في البحر ....سبب الكارثة هي الوهابية الفاشية العربونازية التي تفشت في مفاصل المجتمع والدولة وبين مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا ؛ والتي مازلت أنت أيها الرئيس مع الأسف تحميها وترعاها مقابل الرز السعودي المسموم؛ و مازلت أيها الرئيس تمضي على قدم وساق في مشروع الدولة الدينية بتخطيطكم وتنسيقكم مع السلفيين وبرعاية السعودية تمويلا وتنظيرا .....وبهذا فانكم تضعون مصر على شفير هاوية مظلمة سحيقة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مصر بين عمامة العسكر وعمامة الدين
س . السندي ( 2016 / 8 / 18 - 06:10 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي عساسي وتعقيبي ؟

1: يقول نصر حامد أبو زيد
إن ما أخشاه قد حدث فعلاً ، فقد تحول التعصب الدينى من موقف فى أدمغة بعض الدعاة المتطرفين الى سلوك يومى لملايين المتدينين ؟

2: يقول المتنبي
لا يغرنك اللحى والصور ... فتسعة أعشار مما ترى بقر
أغاية الدين ان تحفوا شواربكم .. أيا أمة ضحكت من جهلها الامم

3: يقول الشاعر والدبلوماسي محمد إقبال
فالى متى حولي أمتي يلهو بها السلطان والدرويش
فذاك بسبحته وذاك بسيفه كل مما تكد يعيش

4: وأخيراً ..؟
فمصيبة غالبية المصريين البسطاء هى {أنهم سمعو كذبة فصدقوها (الاسلام) ورأو مومساً فعشقوها (العربية) غير مدركين أن الاثنين وجهان لعملة واحد ، فالعيب ليس في السيسي بل العيب فيمن صدقوه وألهوها (الثورة) سلام ؟

اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ