الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا محالة من التوافق الوطني

رزاق عبود

2005 / 12 / 20
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


بصراحة ابن عبود
لا محالة عن التوافق الوطني
لا اطن ان النتائج التي ستعلنها المفوصية العليا للانتخابات بعد ايام ستوحي بفوزساحق لاحد الاطراف رغم اتباع البعض لمختلف الوسائل، والطرق غير الشريفة لتحقيق هذا التفوق. وهذا الامر لا يعكس بالضرورة فشل هذا الطرف، او ذاك. او قصور هذه القائمة، او تلك. بل يعني نجاح الشعب العراقي بفرض الواقع الذي يريده. وخلاصته ان الجماهير موزعة الولاءات، ولا تفوق لطرف على المستوى الوطني على طرف اخر في هذه المرحلة. كذلك يعني انه ليس بامكان طرف واحد مهما ادعى من خصوصية، او وطنية، او احقية، او مظلومية ان يفرض نفسه لا على الجماهير، ولا على الواقع السياسي، والاثني، والديني، والطائفي الذي عكسته نتائج الانتخابات. خاصة وقد اعلن عن تحكيم صندوق الاقتراع، وليس البندقية. وان زمن الانقلابات العسكرية قد ولى الى غير رجعة. ونامل ان يلتزم من اعلن، وتعهد بهذا التطور التاريخي للحياة السياسيه في بلدنا الحبيب. واننا لانريد اعادة تجربة اليونان، او الجزائر، او عراق نوري السعيد عنما تلغى نتائج الانتخابات، اذا لم تعجب الحكام. النتائج تعكس ايضا فاعلية، وحركة الوعي السياسي للجماهير العراقية، والتي لا زالت ولحد كبير مرتبطة وللاسف بالاستقطابات الطائفية، والقومية. والامر الاخير يتحمل مسؤوليته بالدرجة الاولى المحتل الامريكي، وقوى اقليمية وداخلية لا تستطيع اقناع الناس ببرامجها السياسية فلجات لاسلوب المحاصصة المقيت الذي يترك النار تحت الرماد. ويجعل بلادنا معرضة للحرب الاهلية، والتقسيم. ومهما بدى للبعض انه سيحقق مكاسب، من الحرب او التقسيم. فان ذلك، وعلى المستوى القريب والبعيد، سيجلب الدمار للبلد، وللقوى صاحبة المشروع ذاتها. كما انه لن يمنع من العودة الى الاصطفافات السياسية كاي مجتمع متحضر. ولا اظن ان ذلك سياخذ وقتا طويلا في حالة العراق. وهذه حقيقة يعرفها اصحاب المشروع الطائفي الذي لا يتحمس له في الواقع غير زعماء معزولين عن واقع الجماهير ولا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية، واهدافهم في التمسك بالسلطة لهذا يستعجلون فرض مشروعهم المقيت..

ان التفاؤل الذي ساد الشارع العراقي ايام مجلس الحكم، والحكومة التي اعقبته، وشملت تمثيل غالببية قوى شعبنا، رغم كل الملاحظات، ورغم استبعاد، او مقاطعة بعض القوى للتجربة لهو دليل على ان التمثيل الواسع، والشامل لكل قوى شعبنا السياسية هى الطريقة المثلى للوصول الى بر الامان. العراق يمر بمرحلة انتقالية، وحاسمة، ومصيرية ويجب ان تتظافر جهود كل القوى الوطنية لتحمل مسؤولية نقل البلاد على طريق الامان، والاستقرار، واعادة البناء، واستكمال السيادة الوطنية. وقد عاشت دول اوربا تجارب مماثلة بعد الحرب العالمية الثانية. لقد انتشرت فكرة الجبهات الوطنية على كل الساحة الاوربيه تقريبا لاخراج بلدانها من دمارالحرب. والوضع في العراق لايختلف كثيرا عن وضع فرنسا، او المانيا او غيرها بعد انتهاء الحرب. ان مايسمى بالتوافق الوطني افضل من المحاصصة الطائفية، حتى، وعلينا ان نكون وافعيين، ان اتخذ اشكال تمثيل طائفي، او قومي، او ديني. ففي اغلب القوائم يوجد مختلف الطوائف، ومختلف القوميات، ومختلف الاديان. لا ضرر من التمثيل/ التوافق، ولكن ليس على حساب الكفاءات، او القدرات. فالبلد في مرحلة بناء، ويحتاج الى تكنوقراط نزيهين، لا الى سياسيين طائفيين، او قوميين، او دينيين مفروضين لتمثيل طوائف، او قوميات، او اديان.

نامل مع ازالة اللافتات، والملصقات، والشعاارت، والصور الانتخابية، ان يخف ويزول تدريجيا ذلك الحماس الاناني، والادعاء الاعمى، والتهجمات المتسرعة، والشتائم، والاتهامات التي حولت ساحة المنافسة الى حلبة صراع. نتمنى مع شعبنا ان يكون صراع اراء لخدمة شعبنا، وليس صراع على السلطة لحكم شعبنا. فهل يعي قادة الاحزاب، ويستوعبوا ما اراد شعبنا ايصاله من رسالة، وهل يعود ذلك التحالف الجميل بين قوي شعبنا التي كانت معارضة للظلم، والطغيان. وهل تجمعهم مرة اخرى مائدة صلاح الدين او محلس الحكم. ليمنحوا الشعب العراقي الجريح، فرصة النظر الى مستقبله بكل ثقة، وتفاؤل، ام ستغلب المصالح الانانية الحزبية، والفردية الضيقة على المصالح الوطنية.

رزاق عبود
18/12/2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هز عرش المحافظين.. معلومات عن زعيم حزب العمال كير ستارمر


.. الغارديان: حزب العمال أمام انتصار كاسح في وجه المحافظين




.. فرنسا.. بين قبضة اليمين المتطرف وتحالف -شبه مستحيل- للمعتدلي


.. فرنسا: هل تراجعت فرص اليمين المتطرف بالوصول إلى السلطة؟




.. هل الأغنياء يدخرون الأموال؟.. استشاري الاتصال المؤسسي علاء م